يزعم علماء في آيسلندا أنهم وجدوا 40 طفرة في فيروس كورونا الجديد، الذي أثار الخوف والفزع حول العالم.
واكتُشفت الطفرات عن طريق تحليل عينات مأخوذة من مرضى COVID-19 في آيسلندا، حيث أُبلغ عن ما يقرب من 60 حالة حتى الآن.
وباستخدام التسلسل الجيني، حدد العلماء عدد الطفرات التي تراكمت لدى الفيروس. ويمكن لهذه المتغيرات الجينية أن تكون بمثابة “بصمات” الفيروس، للإشارة إلى مكان نشأته في العالم.
وتمكّن العلماء من تتبع فيروس كورونا في 3 دول أوروبية، النمسا وإيطاليا وإنجلترا. وزعم الفريق أن 7 أفراد مصابين ذهبوا إلى مباراة لكرة القدم غير معلنة في إنجلترا.
وتتراكم الطفرات في الفيروسات أثناء تطورها، والتي قد تتسبب أو لا تتسبب في تغيّر سلوكها بطرق مختلفة.
ويعد التحور عملية بيولوجية تسمح للفيروس بمهاجمة جسم الإنسان في المقام الأول. ويعتقد العلماء أن العدوى تكمن في الحيوانات لسنوات، وربما حتى عقود، قبل أن تكتسب القدرة على الانتقال إلى البشر.
وتساعد دراسة الفيروسات باستخدام علم الجينوم، على فهم كيفية تصرفها، ما يسمح للعلماء بمكافحة الوباء المتصاعد.
ودرس علماء آيسلندا الفيروس داخل بلادهم، حيث تم الإبلاغ عن حالة وفاة واحدة.
واختبرت السلطات الصحية الآيسلندية، إلى جانب شركة علم الوراثة DeCode Genetics، نحو 9768 شخصا بحثا عن فيروس كورونا، حسب تقارير Information.
وشمل ذلك أي شخص تم تشخيصه، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من الأعراض أو أولئك الذين هم في مجموعات عالية الخطورة للفيروس الفتاك.
وتقدم نحو 5000 متطوع لم تظهر عليهم أي أعراض، للانضمام إلى الدراسة – اختبارات 48 منهم إيجابية بالفعل.
وكشف تحليل الجينوم الكامل عن أدلة حول كيفية تطور الفيروس، وسلسلة انتقاله.
وقال كاري ستيفانسون، مدير DeCode Genetics: “يمكننا أن نرى كيف تتحول الفيروسات. ووجدنا 40 طفرة فيروسية خاصة. كما وجدنا أن فردا واحدا امتلك مزيجا من الفيروسات. والعدوى الوحيدة التي يمكن تتبعها لهذا الشخص هي الفيروس المتحور”. وعُثر على شخص واحد يحمل سلالتين مختلفتين من فيروس كورونا.
وتمكّنت DeCode Genetics من تتبع كيفية دخول الفيروس إلى آيسلندا، وهي دولة جزرية تضم زهاء 365000 شخص.
ولم تُنشر الدراسة بعد، ما يعني أنه لم يتم فحصها من قبل علماء آخرين.
واعترف الدكتور ديريك غاثيرير، أخصائي الأمراض المعدية في جامعة لانكستر، أنه لم يفاجأ بالنتائج، وقال: “هذا ما كنا نتوقعه. تتراكم الطفرات في جميع الفيروسات، ولكن القليل منها له عواقب طبية كبيرة. إنها ذات قيمة في تتبع أصول سلاسل العدوى. ويبدو أن آيسلندا استقطبت عددا قليلا من الإصابات من دول أوروبية أخرى”.
كما قال ألان راندروب تومسن، عالم الفيروسات من قسم المناعة والأحياء الدقيقة في جامعة كوبنهاغن، إن النتائج التي وصفها الفريق “منطقية”، ومن المثير للاهتمام وجود 40 نوعا مختلفا في 3 مجموعات يمكن إرجاعها إلى مصادر محددة للعدوى”.
وأشارت دراسة سابقة في الصين، نُشرت في أوائل مارس، إلى أن فيروس كورونا تحول إلى سلالتين منفصلتين على الأقل منذ بدء تفشي المرض في ديسمبر.
عن موقع : فاس نيوز ميديا