فاس/ تعبئة كل الإمكانيات الممكنة من طرف الجماعات الترابية لتوفير حصص غذائية للأسر التي فقدت مورد رزقها جراء كورونا

بلاغ
حول الاجتماع الاستثنائي
لمكتب مجلس جماعة فاس ورؤساء المقاطعات
يوم الثلاثاء 6 شعبان 1441هـ الموافق لـ 31 مارس 2020م
انعقد بحول الله وحسن توفيقه يوم الثلاثاء 6 شعبان 1441هـ الموافق لـ 31 مارس 2020م، اجتماع استثنائي لمكتب مجلس جماعة فاس – رئيسا ونوابا – بحضور كاتب المجلس ونائبه ورؤساء المقاطعات الست باعتماد تقنية التواصل عن بعد. وقد خصص هذا الاجتماع أساسا للوقوف عند الإجراءات التي اتخذتها الجماعة ومقاطعاتها في إطار التعبئة الوطنية الشاملة التي تشهدها بلادنا وراء جلالة الملك حفظه الله.
وفي البداية عبر السيد رئيس المجلس باسمه واسم مجلس جماعة فاس عن اعتزازه بالمقاربة الاستباقية والتفاعلية التي اعتمدتها بلادنا في التعامل مع وباء “كورونا” المستجد، بقيادة جلالة الملك حفظه الله، منوها بما تم اعتماده من تدابير متواترة على مختلف المستويات القانونية والأمنية والصحية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية. كما أشاد بتجاوب المواطنين وتفهمهم وانخراطهم وبالتعبئة الوطنية الشاملة لمختلف المؤسسات والسلطات العمومية، حكومة وبرلمانا وجماعات ترابية وسلطات محلية وغيرها، ووجه تحية إكبار وتقدير للتفاني الذي تواجه به كعادتها مختلف الأطر الصحية والأمنية والعسكرية والتربوية هذه الظروف وبالإجماع الوطني وبتجند الجميع وراء جلالة الملك حفظه الله، مسترشدين بقيادته الحكيمة وبمبادراته القيمة وبمتابعته المستمرة بما يضمن سلامة وأمن الوطن والمواطنين.
وبهذه المناسبة أكد المجتمعون اعتزازهم بمساهمتهم في التضامن الوطني الذي دشنه جلالة الملك حفظه الله، حيث قامت الجماعة ومقاطعاتها الست بمبادرة وبإجماع كل مكوناتها السياسية بتحويل مجموع التعويضات عن المهام برسم شهر مارس 2020 لفائدة الصندوق الخاص لتدبير ومواجهة وباء فيروس كورونا.
كما أشادوا بالتعبئة المواطنة التي تواصلها مختلف مصالح ومرافق الجماعة والمقاطعات، وبالخصوص قسم ومصالح حفظ الصحة، بما يضمن حسن سير المرافق الجماعية الإدارية والخدماتية مع مراعاة شروط الوقاية والسلامة.
وبخصوص برنامج عمل الجماعة في ظل هذه الجائحة وهذا الظرف الاستثنائي، وقف المجتمعون على الإجراءات التالية التي اتخذتها الجماعة وفق مختلف محاور العمل الجماعي.
فعلى مستوى حفظ الصحة العمومية، ذكر السيد الرئيس بأن الجماعة ومقاطعاتها الست انخرطت منذ اليوم الأول وبتنسيق مع السلطات الولائية والمحلية في الجهود التي تبذلها بلادنا والإجراءات الاحترازية التي قررتها السلطات العمومية للوقاية والحد من انتشار وباء “كورونا”، بهدف ضمان صحة وأمن وسلامة المواطنين. وفي هذا الصدد، ذكر بأن الجماعة اتخذت مجموعة من القرارات والإجراءات المستعجلة بإلغاء وتعليق كل الأنشطة والتظاهرات والعروض الفنية والثقافية والرياضية التي كانت مبرمجة بمختلف المرافق والمركبات الجماعية، وتم إغلاق المرافق الجماعية التي تستقبل المرتفقين بكثافة من مثل المكتبات الجماعية والملاعب الرياضية والحدائق العمومية والمحطة الطرقية.
كما حرصت الجماعة على مراقبة مدى الامتثال لقرار السلطات بإغلاق المقاهي والمطاعم والفنادق وقاعات الحفلات وغيرها. وقامت في هذا الإطار بتنسيق مع السلطات بمعاينة المخالفات واتخاذ القرارات الإدارية الزجرية في حينها بإغلاق وسحب رخص الاستغلال من المخالفين على قلتهم، باعتبار أن الجميع تعامل بحس وطني عالي وبنكران الذات مع القرار الاحترازي بإغلاق هذه المحلات.
كما شرعت الجماعة ومقاطعاتها ومنذ اليوم الأول – ومازالت مستمرة بوتيرة يومية ومتزايدة – وإلى اليوم في تعقيم الفضاءات والمرافق التي تستقبل المواطنين من مثل المستشفيات ومقرات المحاكم والإدارات العمومية والجماعة والمقاطعات والملحقات الإدارية والساحات العمومية والأسواق والمحطات الطرقية ومحطات سيارات الأجرة وغيرها. وقد شملت هذه العملية مختلف فضاءات وشوارع وأزقة الجماعة والمقاطعات. وهذه العملية مازالت مستمرة إلى يومنا هذا وقد بلغت يومها السادس عشر (اليوم 16 من حملات التعقيم والتطهير). وهي مناسبة للإشادة بالمساهمة التضامنية في هذه الحملة من طرف بعض المواطنين وكذا من طرف الفيدرالية البين مهنية لسلسلة الأشجار المثمرة بجهة فاس – مكناس.
كما قامت الجماعة بتعبئة كل إمكانياتها المالية لضخها بالبند المتعلق بالوقاية وحفظ الصحة العمومية حيث قامت باقتناء مواد التعقيم وتوفير المخزون الكافي للتعقيم والتطهير لا سيما في ظل الضغط الكبير وندرة الممونين وقامت بتوفير الألبسة الواقية المناسبة لحماية مستخدمي وموظفي مكاتب حفظ الصحة بالجماعة ومقاطعاتها المشتغلين بتفان في الخطوط الأمامية لعمليات التعقيم.

ومن جهة أخرى وفي إطار الإمكانات القانونية التي أتاحها المرسوم بقانون المتعلق بحالة الطوارئ الصحية، قامت الجماعة بالبرمجة اللازمة من أجل توفير الاعتمادات المالية لاقتناء تجهيزات التعقيم وأدوات الوقاية، حيث تمت برمجة 300 مليون سنتيم لتعزيز أسطول تجهيزات التعقيم والتطهير لضمان استمرارية الحملات اليومية للتعقيم للحفاظ على صحة المواطنين والوقاية والحد من انتشار وباء “كورونا.”

وعلى مستوى ضمان استمرارية الخدمات والمرافق الإدارية الجماعية، وفي ظل الالتزام بكل التدابير الوقائية والاحترازية، فقد تم إصدار مجموعة من التوجيهات إلى المصالح الجماعية بهدف تقنين وتنظيم عمليات استقبال المرتفقين الوافدين في حالات الضرورة على المصالح الجماعية والمقاطعات، بتجنيبهم الازدحام وفرض احترام المسافة الضرورية للسلامة بين الأشخاص، والاكتفاء بالاجتماعات الإدارية الضرورية، واحترام اجراءات السلامة والالتزام بالعدد الأقصى المسموح به في الحضور وبالمسافة الضرورية للسلامة بين الأشخاص، وتنظيم عملية التداول في الحضور، يوما بيوم، بين الموظفين الذين يقومون بنفس المهام، والمتواجدين بنفس المكتب، بما يحفظ سلامتهم ويضمن السير العادي لمختلف المصالح الجماعية وللمقاطعات.
كما شرعت جماعة فاس ابتداء من الجمعة 27 مارس 2020 في توفير مجموعة من الخدمات عن بعد لفائدة المرتفقين والموظفين من خلال فتح خدمة مكتب الضبط الرقمي لاستقبال المراسلات والطلبات عن بعد، وخدمة طلب شهادة العمل وشهادة الأجرة للموظفين عبر الموقع الإلكتروني للجماعة www.fes.ma.
ومن جهة أخرى، حرصت الجماعة على أن تستمر مختلف الخدمات العمومية من مثل صيانة الإنارة العمومية والشركات المفوض لها من طرف الجماعة المكلفة بتدبير قطاع النظافة وبتدبير قطاع النقل بالحافلات مع مطالبتها بالحرص على التعقيم الدوري للحافلات ولأماكن وتجهيزات النظافة.
وفيما يتعلق بإجراءات المواكبة والدعم في ظل هذه الجائحة، وعرفانا من المجلس بالجميل واعتزازا منه بما تقوم به مستشفيات المدينة والأطقم الطبية التي تقف في الخط الأمامي للمواجهة لتشخيص المرض ومعالجة المرضى المصابين فيروس “كورونا”، عمل المجلس على أن يدعم هذه الأطر بتوفير فضاء للاستقبال خاص بهم لضمان الحماية اللازمة لهم ولأسرهم.
ومن جهة أخرى، قامت الجماعة بتهيئة المركب الجماعي للتخييم بالمرجة لاستقبال المواطنين الذين لا يتوفرون على سكن قار والمتواجدون بالشارع العام، بتعاون مع السلطات الولائية ووزارة الشباب ومؤسسة التعاون الوطني الدعم من المحسنين بالمدينة لتوفير الظروف الملائمة لاستقبال وإيواء وضمان المواكبة اللازمة لهذه الفئة بما يعزز شروط نجاح عملية الحجر الصحي وحالة الطوارئ الصحية.
وفيما يتعلق بالجانب الاجتماعي ودعم الفئات المتضررة اقتصاديا من هذه الجائحة، ووعيا منها بما تعيشه بعض الفئات الاجتماعية جراء فقدانها مصدر رزقها، ومساهمة منها في المجهود الجماعي الذي تم القيام به على المستوى المحلي لتعبئة كل الإمكانيات الممكنة من طرف الجماعات الترابية : الولاية، الجهة، مجلس العمالة، الجماعة والمقاطعات ومساهمين آخرين، وبتنسيق مع السلطات المحلية، بهدف توفير حصص غذائية للأسر التي فقدت مورد رزقها جراء هذه الجائحة، فقد ساهمت جماعة فاس في هذه العملية بمبلغ 600 مليون سنتيم.300 مليون سنتيم ستخصص لدعم الأسر المعوزة المتضررة من الحجر الصحي و 300 مليون سنتيم ستخصص لتعزيز أسطول التجهيزات اللازمة للتعقيم والتطهير في إطار الحملات اليومية التي تقوم بها الجماعة للحفاظ على صحة المواطنين والوقاية والحد من انتشار وباء “كورونا”. وقد تم الاتفاق بين السلطات والجماعات الترابية المعنية والمساهمين على أن يتم تنسيق هذه العملية بشكل جيد، ليتم توزيع هذه الحصص عبر قنوات قانونية مضبوطة تراعي كل الاحتياطات اللازمة لتبقى هذه العملية عملية تضامنية وطنية ومواطنة بعيدة كل البعد عن أي اعتبار أو مبتغى آخر.
وبهذه المناسبة، عبر أعضاء المكتب عن انخراطهم في هذه المبادرات كمجلس وكمنتخبين وكعادتهم بالوطنية العالية ونكران الذات وبالتعاون والتشارك التام والكامل مع السلطات. كما أشادوا بروح التعاون والتنسيق والشراكة بين المجالس المنتخبة والسلطات المحلية وعلى رأسها السيد والي جهة فاس – مكناس، عامل عمالة فاس، ووجهوا تحية التقدير والإكبار لمختلف السلطات بالمدينة من رجال ونساء الصحة والتعليم والقوات المسلحة الملكية والإدارة الترابية والأمن الوطني والدرك الملكي والوقاية المدنية والقوات المساعدة ورجال ونساء الإعلام والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
كما ركز أعضاء المكتب على ضرورة الاستمرار في هذه الاجراءات ودعم الجهود الكبيرة التي تقوم بها مختلف السلطات وكذا مستخدمو وموظفو قسم ومصالح حفظ الصحة بالجماعة والمقاطعات، وعبروا عن استعدادهم الكامل لتكثيف جهود التعبئة والتوعية والتواصل مع المواطنين لإنجاح هذه المرحلة من تاريخ بلادنا والبشرية جمعاء بمنطق الوطنية والتعاون والتضامن والتشارك والمساهمة الفعالة مع السلطات والمواطنين وجمعيات المجتمع المدني.
وفي الأخير، شكر مكتب المجلس الساكنة على التزامها الواعي بالحجر الصحي، مؤكدا بكل قوة على أن الحد من انتشار هذا الوباء الخطير هي مسؤولية كل مواطن ومواطنة وأن الطريقة المثلى لتفادي الإصابات وإنقاذ الأرواح هي كسر سلسلة انتقاله من خلال الصمود في الحجر الصحي والمكوث بالبيت واتباع إجراءات الوقاية. فالتزام كل واحد منا واجب ديني ووطني لحماية الفرد والمجتمع.
والله نسأل أن يحفظ بلدنا وأن يلهمنا الإخلاص والرشد في القول والعمل، كما نتضرع إليه عز وجل أن يرفع عنا وعن البشرية جمعاء هذا البلاء والوباء، وأن يعجل سبحانه بشفاء المصابين وأن يتقبل الموتى في الشهداء وأن يرزق أهليهم الأجر والصبر والسلوان.
“وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُم إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”

عن موقع : فاس نيوز ميديا