طالب مسلك علم الاجتماع كلية الادب والعلوم الانسانية سايس فاس يكتب “كورنا.. صناعة الموت”

الحديث الدائراليوم في العالم كله لا ينتهي عن فيروس كورونا المستجد ،الجميع متخوف من إنتشار المرض بشكل كبير ،أعداد المصابين والوفيات اصبحت تشكل هاجس في أذهان الجميع ،فأصبح العالم ينظر الى الصين على أنه موطن الاوبئة ،يبدو أن هذا البلد له تاريخ كبير مع الأوبئة مند القدم ،فالطاعون أو ما يسمى الموت الأسود كان أكثر الكواريث الطبعية التي واجهت البشرية في عام 1331م في الصين ومن المفارقات العحيبة أنه ظهر في مقاطعة هوبي وهي المقاطعة التي ظهر فيها فيروس كورونا المستجد وعاصمتها مدينة وهان،كما ظهرت الأنفلوزا الأسيوية في الصين سنة 1957-1958 أدت الى وفاة ما لا يقل عن مليون شخص حول العالم… ،واليوم نشاهد تزايد عدد الوفيات في كل دوال العالم بوباء كورونا المستجد مما يدفعنا الى طرح عديد من التساؤلات، هل فيروس كورونا سلاح بيولوجي طور في المختبرات لتحديد أعداد السكان وتقليلهم ؟أم صنع لتغير موازن القوة في العالم عن طريق إستهداف إقتصاد الدول ؟أو الهدف منه إعادة تحديد التحالفات والعلاقات بين الدول ؟

قبل الخوض في تفسير وتحليل الموضوع لبد من الرجوع ولو بشكل موجز الى البنية السكانية لدول الأكثر تضررا من هاته الجائحة ،حيث أن الصين تتميز ديمغرافيا بخصائص من أهمها إرتفاع عدد السكان وزيادة نسبة الشيخوخة،وحذر الخبراء من هذا الارتفاع في نسبة الشيوخ ،بإعتباره طريق لخلق أزمة ديون جديدة لبكين مع تزايد العجز في المعاشات التقاعدية في الوقت الذي تكثف فيه الحكومة جهودها بألا يعرقل إرتفاع الديون كاهل البلاد،لاحظ الخبراء أنه في أفق 2035 سيكون هناك400 مليون مسن ،وتعني الشيخوخة في البلد أن اإشتراكات المعاش التقاعدي من قبل العمال والموظفين لم تعد تغطي مستحقات المتقاعدين ،وأن الفجوة بين الأموال المدفوعة كأقساط لتأمين الإجتماعي يدفعها العاملون وبين الأموال التي يتم صرفها للمتقاعدين أخدت في الإتساع مع إزدياد المسنين والمتقاعدين في الصين وتراجع عدد القوة العاملة ويعرقل هذا العجز في صندوق المعاشات التقاعدي مساعي السلطات الصنية إلى كبح النمو المتفشي في ديون الشركات مما يعني أن الحكومة ستحتاج الى تمويل العجز المتزايد في السنوات المقبلة ،فاالبنسبة لوزير المالية الصيني يرى أن النظام المالي في البلاد أصبح مشوها للغاية وأن إحتمالية أن تخلق المخاطر المالية للصين أزمة عالمية جديدة كبيرا جدا .

كما أنا إيطاليا كما جاء على لسان احد سياسيها، البلاد تحتاج الى مهاجرين لدفع رواتب المتقاعدين ،فحين يبلغ عدد سكان إطاليا 70مليون نسمة 13,5 مليون تفوق أعمارهم 65 سنة .أما في إسبانيا حذر الخبراء من نظام المعشات في البلاد التي تعاني من نسبة الشيخوخة حيث يساهم عدد أقل من العمال في صندوق المعاشات الوطني مع إرتفاع عدد المتقاعدين ،وتقول الحكومة الاسبانية أن 139 مليار يورو ما يعادل 29 % من إجمال الإنفاق العام ذهب الى معاشات الماضي .نفس الشيء بالنسبة لامريكا التي تعاني هي الأخرى من إرتفاع نسبة الشيخوخة.

من خلال ما تم استعراضه عن الهرم السكاني للدول الأكثر تضررا وتاثيرا بجائحة كورنا المستجد ،يتبين أنها تشترك في إرتفاع نسبة الشيخوخة ما يرهق كاهل الدول من الناحية الاقتصادية والمالية ويستنزف مزانيتها ،كما جاء على لسان حكومتها ،وفي سياق الجائحة دائما وفقا لخبراء في كلية تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد ومقرها بوسطن الامريكية يبدوا أن فيروس كورونا الجديد يصبح أكثر خطورة مع التقدم في العمر ،أي أنه يستهدف كبار السن أكثر من الفئات الاخرى ،كما أن هذه الدول لم تأخد الاجراءات الاحترازية وأخص بالذكر ايطاليا واسبانيا وأمريكا حتى اجتاح الفيروس نسب كبيىرة من الناس مما جعله يخرج عن السيطرة ،والتساؤال الذي يطرح نفسه بشكل جلي ،ألم تستفد ايطاليا من تجربة الصين؟ واسبانيا وأميركا مما قع في الصين وايطاليا؟

لعل القارئ وأثناء تنقله بين سطور هذه المقالة يتبادر الى ذهنه بعض الأستنتاجات حول هذا الوباء،نعم استنتاجتك صحيحة يالها من صدفة أن هذه الدول تعلن معانتها من الشيخوخة ،وأن هذا الفيروس يقضي على على كبار السن إنها مصادفة غريبة شيئا ما أو انها حقيقة مرة أي أن هذا الفيروس ثم تطوره من طرف علماء هذه الدول من أجل إستهداف هذه الفئة التي ثتقل كاهلها ،أما الفرضية الثانية وهي ايضا أقرب الى الصواب صنع هذا الفيروس من أجل ضرب إقتصاد بعض الدوال وذلك كمحاولة لتغير التحالفات الدولية ،فإيطاليا تلقت مساعدات من دول ليست بحلفائها مثل الصين في حين تخلى عنها حلفائها كفرنسا … أي الاتحاد الاوربي… اما الفرضية الثالثة أنه مجرد فيروس كجميع الفيروسات طور نفسه بنفسه…

الحسين الصديق
طالب مسلك علم الاجتماع كلية الادب والعلوم الانسانية سايس فاس.

عن موقع : فاس نيوز ميديا