مكناس.. رجال النظافة وحرب الواجهات الأمامية ضد “كوفيد 19”

محسن الأكرمين.

 

الحرب الضروس التي يخوضها عمال النظافة بأسلحة الدمار الشامل ضد “كورونا”، تتم عبر مواصلة عمليات التعقيم والتنظيف لكل شوارع وأزقة مكناس، هي حرب ضد العدوى والانتشار وتجفيف أثر عدوى”كوفيد 19” من المدينة. عمال النظافة بمكناس حركتهم لا تنقطع منذ فجر كل يوم، هم من بين جنود الصفوف الأمامية للحماية الوقائية. هذا العمل المحوري المضاعفة يرتكز أساسا مع الشق الاستثنائي المتمثل في تأمين المدينة والساكنة من تناسل وتكاثر “كوفيد 19″، حيث أن أولى توصيات منظمة الصحة العالمية تبتدئ من النظافة وتنتهي بها.

فتدخلات رجال النظافة اليومي والتجنيد المستمر في تعقيم وتنظيف شوارع المدينة وممراتها، كل هذا سيكون له النصيب الأوفر في تمكين المدينة من القضاء على فيروس “كورونا” نهائيا و بالسبق. إنها الجهود المتكاملة محليا وجهويا ووطنيا، والتي تسابق الزمن للتقليص الأدنى من خسائر الجائحة، وخروج المدينة بأقل الأضرار والخسائر. إنها جهود التي تنهض بقوة العزيمة وتتحد بمكناس لأجل سمو الحياة بأمن صحي.

قد نوفيهم أرقى عبارات الشكر والتقدير، قد نقترح وقفة تصفيق لهم بالجمع، قد نرفع قبعاتنا لهم بانحناءة احترام. لكن قبل هذا وذاك، لا بد من إبداء توصيات تروم إلى حمايتهم في حربهم بلا هوادة ضد فيروس “كورونا”، توصيات تتأسس من مستلزمات العمل أولا و توفير وسائل السلامة والوقاية من خطر الفيروس الكامن بالتخفي. تتمثل في التواصل الفعال معهم وإخبارهم ببؤر تواجد الفيروس وكيفية الاشتغال بتك المناطق الموبوءة حتى لا يكونوا عرضة للفيروس. تتمثل في تجديد آليات الاشتغال الصغرى بوسائل آمنة (تحترم معايير جودة التعاطي مع الأوبئة المنقولة) أثناء أداء المهام. تتمثل في مداومة تعقيم الآليات الكبرى بحزم ومراقبة، وتوفير ملابس وأحذية أخرى خاصة تهم بالاختصاص المرحلة الوبائية، وتتميز بمعايير السلامة والأمن من الفيروس. تتمثل في تدريبهم على العمل في تلك الوضعيات الاستثنائية الوبائية خاصة “بأحياء بعينها”، تتمثل في توفير حمايتهم الجسدية والكشف الصحي لهم باستمرار يوميا (عبر ملء استمارة الصحة اليومية لكل عامل).

قد يكون عمل رجال النظافة في ظل جائحة “كورونا”، عملا يخاطر بالصحة والذات، لكنهم بحسهم الوطني وغيرتهم على المدينة قد ضاعفوا جهودهم بإخلاص، وانخراطهم طوعي متميز. لكنا، لن نقف عندهم بحدود  تحريك أيدي التصفيق، وتقديم عبارات الشكر الموصول، أو قفة دعم موسمية مصحوبة بصور توثق المنحة الصغرى، بل يجب أن تكون تلك الوقفة بتحسين أجورهم و أوضاعهم الاجتماعية بالدرجة الأولى، ولما حتى صرف تعويضات استثنائية محترمة لهم، ونحن أساسا مقبلون (إن شاء الله) على شهر رمضان.

وحتى لا ننسى فئة غير مصنفة ولا مهيكلة نظاميا، ولا تسلط عليهم الإضاءة أساسا، فهم أناس يواكبون عمل عمال النظافة بالسبق، أناس رزقهم من عمليات الفرز الأولي وجمع بعض المتلاشيات القابلة للتدوير. هم ما نصطلح على تسميتهم بالتجاوز”الميخالة”، فمن حقهم كذلك تحية، ودعوات إلى دمجهم ضمن لوائح الدعم الاستثنائي للدولة، باعتبارهم فئات غير مصنفة مهنيا.

عن موقع : فاس نيوز ميديا