يالهشاشة منظومة القيم والإيمان والفكر وضعف المناعة لدينا..
الدكتور عبدالله شنفار
💎🇲🇦🇲🇦🇲🇦🇲🇦🇲🇦💎
كلنا شاهد المغنية الأمريكية “جينيفر جراوت” وهي ترتل آية الكرسي؛ بذلك الصوت الشجي الجميل والرائع الذي يبعث سماعه على الخشوع؛ ليس لأنه صادر عن مغنية أمريكية؛ لا أبدا؛ بل لأنه كلام الله عز وجل؛ بغض النظر عن رؤية حتى وجه من يتلوه ويرتله ترتيلا. أي بمجرد الانصات إليه فقط دون مشاهدة صاحب أو صاحبة الصوت.
وفي إطار التسويق للإسلام؛ والدين الإسلامي؛ تجد تقاسم هذا المقطع والتفاعل معه بشكل كبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي: واتساب، وتويتر وفيسبوك وانستراكرام والمسنجر واليوتوب ومختلف المواقع الإلكترونية… وغيرها؛ بل أكثر من ذلك تجد من يهلل ويطبل ويسبح قائلا: “اللهم انصر الاسلام والمسلمين”.. ومندهشا مستغربا يقول: سبحان الله!
لكن يحق لنا نحن أيضا أن نتساءل: ينصرك على من؟ وبماذا سينصرك؟
أبهذا المقطع من مشهد فيديو تتم نصرة الاسلام والمسلمين؟
هل الاسلام في حاجة الى هذا النوع من التسويق والاخراج الرديء والسخيف والتافه أيضا؟
الأدهى من ذلك، سمعت احدهم وهو يصف مذهولا ومشدوها، ولسان حاله يقول: ” والله لقد ازداد إيماني لما شاهدت المغنية الأمريكية جينيفر جراوت ترتل القرآن؛ بل ازداد رصيد إيماني أكثر لما سمعت أنها قد أسلمت ودخلت الاسلام!
يا سلام!😏🤔
وشاهدنا جميعا عبر مقاطع فيديو كيف كان آخر يصيح بأعلى صوته مرددا: الله أكبر! لمجرد رفع الآدان بمساجد هولندا وبلجيكا وإيطاليا، أثناء ظروف الحجر الصحي بسبب تفشي وباء فيروس كورونا.
بل أحيانا توظف بعض القيم الاسلامية بشكل فيه نوعًا من السادية وبشكل عدائي ضد الآخر، حينما توظف مقولة: ” كنتم خير أمة أخرجت للناس”؛ نعم خير خير أمة وخير قدوة للناس؛ لكن لماذا يسكننا نوع من الاستعلاء والاستقواء على الآخرين؟ لماذا نتخذها من أجل التشفي والتفاخر والأبهة على شعوب وأمم أخرى؟ونضرب لهم مثلا على ذلك؛ لما دخل الرئيس الصيني أحد مساجد المسلمين؛ حيث هناك من فسر تفشي وباء كورونا بهذا البلد كرد فعل وانتقام من الله جزاء لهم عما تعرضت له أقليات مسلمة من إبادة جماعية في وقت ما على يد متطرفين.
حينما نستحضر المرافعات العلمية والفكرية لعلماء وفقهاء الفكر الاسلامي؛ نخجل من أنفسنا حقا.
مرافعات تقوم على الاقناع وشرح مبادئ الاسلام السمحة وتبسيط ذلك المشترك في القيم بين الانسانية جمعاء. من خلال نشر مباديء التسامح واليسر عوض العسر.
المرافعة السوية التي تقوم على استراتيجية التواصل العقلاني والمنطقي مع الآخر، الذي يؤمن بقيم ومبادئ أخرى.
وهنا نميز بين القدوة التي تبيع الوهم! والقدوة المزيفة! والقدوة المؤقتة أو المصلحية!
أما القدوة التي تستحق التقليد؛ فهي قدوة الحب والجمال؛ لان الجمال؛ هو ان نفعل الخير مع الناس، والحب هو ان نعيش في قلوب هؤلاء الناس..
علماء كثر؛ تناسيناهم وتجاهلناهم وقمنا بدفنهم ودفن إنتاجاتهم الفكرية والأدبية والفلسفية والعلمية بقناطير مقنطرة من التهميش والإبعاد والإهانة والإهمال؛ وفتحنا الأبواب والطريق أمام اصحاب الفكر التافه والسخيف والخواء وكيان الهزيل والمنحط والرديء؛ وهذه القمة وغاية الإنكار من هذه الدنيا التي ليست بالمنصفة.
لقد أصبحنا حقيقة شوهة وفضيحة بين الشعوب والأمم وحكموا علينا بالغباء الفردي والجماعي؛ بل هناك من يكن الكراهية والعداء للإسلام والمسلمين بتربص الفرصة ممن يتفنن ويبدع في مثل هكذا أساليب لزيادة وتكريس جرعة الغباء والبلادة فينا؛ من خلال صرف أموال طائلة وباهظة جدا على هذه الأساليب والآليات وتسخير من يؤلفها وينتجها ويجعل لها السيناريو والاخراج والتوزيع والتسويق ودراسة مناطق ومساحات وطبيعة ونوع المستهدفين بها. وتجنب وتفادي من يحاربها ومن يعي بخطورتها. ولنا أمثلة كثيرة في محاولات تشويه الأحاديث النبوية الشريفة بالزيادة والتعديل والنقصان فيها وفق أجندة تخدم مصالح هؤلاء في الزمان والمكان عبر التاريخ.
مع الأسف؛ لسنا مسلحين بما يلزم وبما فيه الكفاية؛ من المناعة الفكرية والعلمية والقوى الروحية ودرجات كبيرة من الوعي، لتحصين الذات من الاستخفاف بذكائنا..
فهل سيبقى قدرنا فرض هذا الاعتباط واستغلال سذاجة البعض منا وفينا؛ ولكن إلى متى؟
تعن موقع: فاس نيوز ميديا