اكتفي بذكر بعضها وليس كلها . على المستوى الفردي ،يجب على الإنسان أن يحمد الله على النعم التي منحها إياه وأصبغها عليه ظاهرة وباطنة والتي للأسف لا يعيرها أي اهتمام ويعتبرها حقوق شخصية مكتسبة .وأصبحت من الممارسات اليومية العادية للإنسان . أولها حق التنقل والتجول بحرية .وأنا أقول هو قبل أن يكون حق دستوري هي نعمة من الله سبحانه وتعالى .فالإنسان يتجول وينتقل من مكان إلى مكان آخر لممارسة الأنشطة المتعددة .الاقتصادية، الثقافية والرياضية وغيرها من الأنشطة ومن مدينة إلى أخرى متى شاء وبأي وسيلة أراد وطابت بها نفسه .أرضا، بحرا او جوا .لملاقاة الأهل والأحباب والأصدقاء لصلة الرحم اوالترويح عن النفس . هذه الظرفية أماطت اللثام عن الكثير من العادات والسلوكات السيئة التي كانت منتشرة بيننا وخاصة لدى الشباب وانا واحد منهم ألا وهي قضاء الأوقات الطويلة بالمقاهي .لا اقول ان هذا شيء مدموم ولكن المبالغة في ذلك وقتل وضياع الوقت .وأصبح الإنسان يستغل وقته في شيء مفيد له ولاسرته .كالاهتمام بأبنائه وبيته والرجوع الى كتاب الله وتدبره حتى تعم البركة بالبيت وتغمره السكينة والطمأنينة .كما أبانت هذه الظرفية بالملموس وبشكل لايقبل الشك عن قصور وعدم جدوى بعض النمادج والتي كان الشباب بالأمس القريب يعتبرها مثله الأعلى وقدوته وأثبتت الظروف الحالية ان وقت الشدة تظهر القدوات الحقيقية والنماذج المشرفة الصادقة . نأى للأسف بعض المفكرين والسياسين والاساتدة بنفسهم جانبا وأثروا العزلة على القيام بأدوار التحسيس والتوعية والتعريف بخطورة الوباء وطرق الوقاية واخلفوا بالتالي موعدهم مع التاريخ. بقدر ماأبانت هذه الأزمة عن الوجه المشرق للشباب المغربي من خلال المبادرات الإنسانية والاجتماعية العديدة والتي ساهمت إلى حد كبير إلى جانب الإجراءات التي اتخدتها الدولة في الحد من آثار هذه الأزمة والتخفيف منها .الف تحية وتقدير لهؤلاء الشباب .والذين يستحقون التنويه .فإذا كانت الدولة تقوم بذلك العمل والذي يدخل في دائرة اختصاصها واهتمامها فإن هؤلاء الشباب مادفعم لذلك إلا وطنيتهم الصادقة وحسهم الاجتماعي العالي ومعدنهم الأصيل .لكن بالمقابل ابانت هذه الأزمة عن ظهور كائنات انتهازية الذين يستغلون حاجة اخوا نهم للربح السريع عبر الزيادة في اثمنة سلعهم و بضائعهم .كان ذلك في بداية الأزمة لكن يقظة الأجهزة المكلفة بالمراقبة والسلطات المحلية حال دون استمرار ذلك والتصدي له والحمد لله .لكن للاسف لازال بعض الانتهازيين أمثالهم .ومامشكل الحالي المثمتل في نذرة الكمامات بالسوق وفقدانها الا دليل على إستمرار تواجد أمثال هؤلاء الانتهازيين للأسف. هذه الأزمة لفثت نظرنا إلى الفئات الاجتماعية الأكثر هشاشة والتي تعاني دوما من الفاقة والحرمان في صمت .دون أن يسمع صوتها او أنينها . بات من الضروري إعادة ترتيب الأولويات لابالنسبة للأفراد او الجماعات او الدولة .لاشك أن الكل استوعب الدرس ،فهذا الوباء لا يعرف صغيرا او كبيرا .غنيا أو فقيرا رياضيا أو عاجزا .لايعترف بالطبقات الاجتماعية أو الفئات العمرية .الكل أمامه سواسية . بعد أن تنقشع هذه السحابة والتي ستنقشع لا محالة بفضل تضامن المغاربة جميعا وتكاثف جهودهم وتلاحمهم ملكا وحكومة وشعبا،بجب اعادة ترتيب الاولويات . الاهتمام اكثر بسياسة إعداد التراب الوطني وتفعليها على أرض الواقع تدريجيا وذلك بهدف تقليص الفوارق والاختلالات بين الجهات المغربية . الاهتمام بسياسة ومسألة الضمان الاجتماعي وتطويرها لمواجهة كل الاحتمالات والظروف الممكنة واستباقها ومواجهتها. ففي وقت الرخاء والاستقرار الاقتصادي توضع الاستراتيجيات لمواجهة كل التوقعات وليس وقت حلول الأزمة. إعطاء رعاية خاصة لقطاعي التعليم والصحة واعتبارهما من القطاعات الاستراتيجية .فبالإضافة إلى دعمهما من خلال الرفع من الاعتمادات المرصودة لهما. يجب تخليقهما وتطوير القوانين التي تضمن مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص والشفافية وسهولة الولوج إلى هذه الخدمات الضرورية مع إعطاء عناية خاصة للمدرسة العمومية ورد الإعتبار للمدرسة والمدرس سواء . هناك بعض المرافق العمومية التي ابانت عن حس عال من الوطنية والمسؤولية واخص بالذكر .السلطات العمومية بمختلفها والسلطات المحلية والصحية ومرفق النظافة . بالنسبة للذين تعودوا ان يصطادوا في الماء العكر من بعض إخواننا الأعراب سامحهم الله، اقول لهم فقط ما قاله الصحفي المتميز بقناة الجزيرة غسان بن جدو أثناء تصويره لبرنامج وثائقي حول المملكة المغربية منذ سنوات خلت :المغرب أمة قائمة بذاتها وليس مجرد بلد . نعم صدق والله .قوتنا في تنوعنا .فهذا التنوع هو مصدر قوة للمغرب وليس مصدر ضعف .هيهات هيهات لقد حاول غيرهم منذ عقود خلت ففشلوا في ذلك فشلا ضريعا. ا لحضارة المغربية ضاربة في أعماق التاريخ والحمد لله .المغرب البلد العربي الوحيد الذي لم يخضع للحكم العثماني .يكفي أن نعرف بأن الجيوش المرابطية المغربية تعد من أقوى وأعتد الجيوش العربية الإسلامية على مر التاريخ .ستنجاوز ان شاء الله هذه الأزمة بفضل عزيمة المغاربة جميعا وتضامنهم وغيرتهم الكبيرة على هذا البلد الأمين ان شاء الله .وعاشت بلادنا حرة أبية مزدهرة سالمة آمنة مطمئنة تحت شعارنا الخالد:الله الوطن الملك .تحياتي لكافة الأحباب والأصدقاء.