هل يتم تمديد “الحجر الصحي” إلى ما بعد عيد الفطر.
محسن الأكرمين.
من الاستعجال في ظل ظهور بؤر وبائية متكررة ومتنوعة الحديث عن رفع “الحجر الصحي” ولو حتى الجزئي منه. من الإبقاء على حسن تدبير الأزمة الوبائية “كوفيد 19″ أخذ مكامن التخوفات والحيطة الممكنة، واستكمال” الأمن الصحي” الوطني الكلي بإعلان المملكة بدون حالات وبائية. من حسن رؤية تدبير مرتدات مخاطر”كورونا” عدم الاستهتار بقوته التقاسمية عبر المخالطين، وعدم التقليل كذلك من المخاوف المحتملة هنا وهنالك بعموم المملكة.
لذا، لن نستعجل بقرارات رفع “الحجر الصحي” وعيد الفطر مقبل علينا في الأيام القادمة، ففي الأمر مجازفة قصوى نحو انتكاسة وبائية لن نتكهن بنهاياتها ورجتها. فنحن المغاربة لازلنا نحمل هواجس القبل و حديث القرب و”توحشناك بزاف” والعناق بتبريك عيد الفطر بالموازاة الخروج من “التباعد الاجتماعي” . نحن المغاربة إذا ما رفع “الحجر الصحي” قبل يوم عيد الفطر خرجنا وفودا وجماعات لتلقي التهاني بيوم رفع نكبة الوباء ويوم العيد، نحن المغاربة سبق قد خرجنا وفودا لتوديع مريض(ة) بفيروس”كورونا” نحو (العزل الصحي). نحن المغاربة استقبلنا صاحب النتيجة السلبية من التحليل المخبري بالزغاريد و”البند ير” وتقبيل الأرض.
قد تكون سلوكياتنا آتية من ثقافتنا الاجتماعية، ومن البيئة التقليدية للمغاربة. قد تكون سلوكياتنا متهورة (حمام سكة الترامواي) مما يسهل على “كوفيد 19” التنقل بيننا والتحرك بكل حرية وإنشاء محميات بؤر أسرية وصناعية. فقد نصف كل الإجراءات التي اتخذتها الدولة بالرزينة والسديدة منذ أن حلت “كرورنا” بالبلد، قد كانت من بين القرارات الجريئة دوليا والتي أنقذتنا من هجمة وبائية قوية وشرسة. لذا اليوم من حسن القرارات السليمة والتي يمكن نقلها إلى صنف القرارات السيادية الإبقاء على وضعية “التباعد الاجتماعي” بعموم المملكة دون التراخي أو رفعه على جهة أو منطقة دون أخرى حتى تنتهي حفلة العيد، فقد نحتسب خروج نصف المغاربة نحو زيارات ممتدة ولا تنتهي يوم العيد مسح لكل الإجراءات السبقية الاحترازية، وقد نفقد حتى خارطة تتبع المخالطين المحتملين.
من باب المصلحة العليا للوطن ترك مساحات بين رفع “الحجر الصحي” الجزئي أو الكلي ما بعد عيد الفطر، وبليونة عودة الحياة الطبيعية إلى ما كانت من قبل، من باب المصلح العليا للدولة التفكير في قضية “حظر التجول الكلي ” يوم العيد ، من باب المصلحة الفضلى تدبير خطة رفع “الحجر الصحي” بحكامة و بحقينة مضبوطة جزئية. فالحذر، الحذر من اتخاذ قرارات غير محسوبة مستقبلا، ففيروس”كورونا” لازال حاضرا بيننا ويتربصنا يوميا.
عن موقع: فاس نيوز ميديا