أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبريسيوس، اليوم الاثنين بجنيف، أن فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) سيظل مهددا لغالبية سكان العالم وأن خطره لا يزال عاليا، و”أمامنا طريق طويلة وشاقة” قبل السيطرة عليه.
وقال غيبريسيوس في افتتاح أشغال الجمعية العامة للمنظمة التي تنعقد عبر تقنية الاتصال المرئي، إن “هذا الفيروس يفرض علينا التعامل معه باهتمام مع وجود أكثر من 5ر4 مليون إصابة ووفاة أكثر من 300 ألف شخص”.
وأبرز أن الآثار الصحية للجائحة تتجاوز ما هو أبعد بكثير من المرض والوفاة اللذين يسببهما الفيروس ذاته وصولا إلى تعطيل النظم الصحية وضياع عقود من التقدم في مكافحة وفيات الأمهات والأطفال والتعامل مع الملاريا والسل والأمراض غير السارية والصحة العقلية وشلل الأطفال والعديد من التهديدات الصحية الأكثر إلحاحا.
وأشار غيبريسيوس إلى التبعات الاقتصادية والاجتماعية “المؤلمة” للجائحة، والتي تمثلت في البطالة والخوف وحالة عدم اليقين وتوجه الاقتصاد العالمي إلى التقلص الحاد منذ الكساد الكبير.
كما توقف عند الانقسامات الجيو-سياسية التي ظهرت إثر هذه الجائحة، وهو “ما يهدد جهود القضاء عليها في الوقت الذي يعلمنا فيه الفيروس التواضع بعد أن فشلت كل القوى الاقتصادية والتكنولوجية بل والعسكرية في التصدي له ومنع انتشاره”.
وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في الوقت ذاته من أن البلدان التي تتحرك بسرعة كبيرة نحو تخفيف الإغلاق العام دون وضع بنية الصحة العامة بشكل قوي للكشف عن العدوى إنما تواجه خطرا حقيقيا بإعاقة تعافيها.
كما دافع غيبريسيوس عن أداء المنظمة في التعامل مع الجائحة، مشيرا إلى أنها دقت ناقوس الخطر في وقت مبكر فاحاطت جميع الدول بها وأصدرت إرشادات للعالمين الصحيين ثم أعلنت حالة طوارئ صحية عالمية في 30 يناير قبل انتشار الوفيات خارج الصين.
وخلص غيبريسيوس إلى أن الفشل الأكبر هو عدم التعلم من الجائحة وترك العالم في نفس الحالة المعرضة للخطر التي كانت عليها من قبل.
المصدر: فاس نيوز ميديا