صوت من المغرب
إذا كانت الحياة تتجدد وتتطور فلابد للقصيدة العربية أن تساير الركب فتتجدد على مستوى الشكل والمضمون خاصة مع توالي الهزائم العربية والانفتاح على الثقافة الغربية ليتوفر للشعراء العرب قدر من الحرية الابداعية ويصبح لزاما عليهم البحث عن أشكال شعرية جديدة تتناسب وطبيعة المرحلة, ومن هذه الاصوات الحديثة في المغرب نجد الشاعر المبدع سعيد حرور الذي انطلق من الذات وهمومها ليعالج القضايا الحضارية الكبرى، وأهمها قضية الظلم وانتهاك حقوق الإنسان في فلسطين والعالم باسره , والمتصفح لأعماله سيلاحظ ان قصائده ,لها من سلطة فن القول الشعري ما يجعلها سهلة ممتنعة ,فهي لا تمنح نفسها للقارىء البسيط لأنها تختزل من الكلمة والحرف ما يجعلها رمزا في حد داتها تحتاج من يغوص في اعماقها ليجني لأليء معانيها.
الشاعر سعيد حرور شاعر هاديء قليل الكلام يراقب بتمعن كل صغيرة وكبيرة في عالمنا المعاصر يقطف المواضيع ويختار معانيها بفكره وجهده ومعاناته وجديته في الطرح ,يعاتب من سولت له نفسه أن يعبث فسادا في هدا العالم { فرنسا ’أمريكا’ اسبانيا ….} يقطف الرموزالمتعددة من الحضارات العالمية فكان استحضار شهرزاد والسامري وبغداد وكربلاء ليعرج على غسان كنفاني والقضية الفلسطينية ليمر عبر سيزيف وحمله للحجر الدي ماهو الا حمل لاعباء وشقاء هده الحياة في اشارة لمحاولة البحث عن الخلاص بوضعها , لتتوالى الرموز عنده ولو لمحة لتعمل الفكر وتتركه في حيرة للبحث عن المعنى والمغزى فكان استحضاره للدب الابيض وابو نواس وسندباد ورحلاته ونخص بالذكر رحلته الاخيرة وهي رحلة الموت محاولًا أن يكون الديوان بمنزلة المشاركة الإيجابية منه في رفع نير الظُّلم عن كاهل أمته العربية والاسلامية ، فأضاف إلى الـبعد الجمالي للشعر بعدا جماليا و معرفيا ، لتتفرع مواضيع قصائده لكنها تجتمع كلها تحت مظلة الوحدةٌ العضوية فقد كانت هموم الأمة العربيَّة و الإسلاميَّة من المغرب الى الخليج العربي هي مغزى هذا العمل الابداعي الجميل المتنوع .
الشاعر سعيد حرور صاحب حضور مميز تواجده راقي وكلامه عميق , مبدع بكل ماتحمله الكلمة من معنى ,معاني الفخامة تمتزج عنده بألوان العروبة والعز والفخر بالتاريخ القديم يذكرنا باحمد مطر في ثورة داخل الحظيرة ، ومحمود درويش في سجل انا عربي وصلاح عبد الصبور في حزنه وبدر شاكر السياب في موته{ السندباد} وادونيس في محنته { سيزيف}وشهرزاد في رواياتها وقصصها اللانهائي.
الدكتورة فاطمة الديبي
عن موقع: فاس نيوز ميديا