دوار حميان دائرة قرية بامحمد .. حيث ينقل المرضى على محمل الموتى وتلد نساء وتمتن على الطريق المنعدم إلى المشفى

من مراسلاتكم:

(معاناة دوار حميان الذي يتشكل من ثلاث دواوير صغرى (دوار القليعة،توامة الكليخ) .
ينتمي إلى الجماعة الترابية سيدي العابد دائرة قرية بامحمد اقليم تاونات.
لقد عانت ساكنة الدوار منذ الأزل و لا  تزال تعاني من التهميش و الإقصاء.

اول معضلة تعاني منها الساكنة هي مسلك طرقي يربطهم بأقرب نقطة طرقية معبدة، بحيث يصعب على الساكنة التنقل من و إلى خارج الدوار، قصد قضاء مآربهم الضرورية و خاصة المستعجلة منها، بحيث يقطع سكان دوار حميان 10 كيلومترات يوميا ذهابا و إيابا على الدواب(البغال و الحمير) من أجل التسوق.

اما فيما يخص سيارة الاسعاف لم يسبق في تاريخ الدوار ان ولجت اليه سيارة الاسعاف. وأمام كل هذا يصبح “الجرار” الوسيلة الوحيدة التي تنقل المرضى الى المستشفى باعتباره المحرك الوحيد الذي يلج الدوار، وكثيرا من الأحيان يتم نقل المريض في تابوت الموتى (المحمل)، وتوجد حالات عديدة لنساء جاءهن مخاض الولادة تم نقلهن في “المحمل” على اكتاف الساكنة. وهذا الامر اكيد له نتائج كارثية على صحة المريض والدليل السنة الماضية امرأة من الدوار جاءها مخاض الولادة تم نقلها على متن الجرار وافتها المنية قبل ان تصل الى المستشفى.

المعضلة الثانية و التي لا تقل أهمية عن سابقتها وهي غياب حجرات دراسية كافية لإستيعاب كافة التلاميذ، بحيث عدد التلاميذ المسجلين بالمؤسسة 120 تلميذ و تلميذة، و عدد الحجرات اثنان فقط، الأمر الذي يحرم المتعلمين من الاستفادة من الزمن المدرسي مثل اقرانهم في باقي المؤسسات. لكن الخطير في الأمر هو ان تلميذات هذا الدوار لم سيبق لإحداهن ان تابعت دراستها الاعدادية وهذا الامر وصمة عار في جبين المسؤولين الذين يتغنون ليلا نهارا بشعارات رنانة من قبيل محاربة الهدر المدرسي و دعم فتيات العالم القروي و و و…

المعضلة الثالثة وهي معضلة اشد خطورة من سابقاتها و هي غياب الماء الصالح للشرب بحيث يضطر سكان الدوار الى قطع مسافة خمس كلومترات من اجل جلب 60لتر من الماء الصالح للشرب، وعندما اقول صالحا للشرب هو كذلك في نظر الساكنة فقط اما المعايير الدولية لمنظمة الصحة من تعقيم ووو غير متوفرة البثة.

المعضلة الرابعة والتي يعاني منها جل ابناء هذا الوطن و هي معضل فرص الشغل اذ جميع أبناء الدوار عاطلين عن العمل يعيشون على العمل الموسمي و الشاق، و في هذا الباب ليس لشباب الدوار خيار ثالث بين الاثنين اما العمل في “كتامة” حرث الارض بالمعول … و الكل يعرف ظروف العمل بكتامة من أعمال مرهقة و سوء تغدية… واما الهجرة إلى المدينة من أجل العمل في ورشات البناء بثمن بخس.

اما بنات الدوار اغلبهن يتزوجن قاصرات دون السن القانوني، وذلك راجع الى خروجهن من اقسام الدراسة بسبب غياب طريق ينتقل عبره الى الثانوية الاعدادية بحيث لا يبقى لهن خيار غير الزواج.

وشكرا)

عن موقع: فاس نيوز ميديا