تربط المغرب وجيبوتي علاقات متميزة، على أكثر من صعيد، ترتكز على التضامن الفاعل والتعاون البناء، وسط مساع متزايدة من طرف البلدين لترسيخ التعاون الثنائي بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.
ويطمح المغرب وجيبوتي إلى تمتين روابط التعاون والصداقة ومواصلة تعزيز الدينامية والشراكة الشاملة التي تميز العلاقات بين البلدين.
يأتي ذلك فيما يولي المغرب اهتماما بالغا للتعاون مع بلدان القارة الإفريقية تفعيلا للرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بما يفضي إلى مواكبة جهود التنمية المستدامة في هذه البلدان، لا سيما من خلال تبادل الخبرات وتعزيز الشراكات القائمة على مبدأ رابح – رابح.
ويعد مجال الطاقة، على سبيل المثال، واحدا من مجالات التعاون المثمر بين البلدين الشقيقين بالنظر إلى الإمكانيات المتاحة لدى الجانبين، والموقع الاستراتيجي الهام لكل من المغرب وجيبوتي.
ويتعزز هذا المنحى الإيجابي لأن “المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بات في غضون عشرة أعوام فحسب بطلا بلا منازع في الطاقات الخضراء بإفريقيا ومرجعية عالمية في هذا المجال”، كما كتبت صحيفة لنسيون، الأوسع انتشارا في جيبوتي.
وبالارتكاز إلى الروابط التاريخية والعلاقات المتميزة مع المملكة المغربية، تضيف اليومية، فإن جيبوتي تعد “المرشح الطبيعي” للاستفادة بأولوية من التجربة المغربية في هذا المجال.
ووقع البلدان في وقت سابق اتفاقا – إطارا يتوخى تعزيز الشراكة بين الفاعلين الاقتصاديين للبلدين في مجالات الطاقة والمعادن والجيولوجيا.
وتنفتح الآفاق رحبة أمام التعاون الثنائي في مجالات الطاقات المتجددة والكهرباء والجيولوجيا والمعادن والتعاون التقني وتكوين الموارد البشرية، فضلا عن قطاعات أخرى عديدة ذات صلة.
وأكد وزير الطاقة المكلف بالموارد الطبيعية بجيبوتي يونس علي جيدي أن بلاده تطمح إلى تعزيز هذا التعاون الثنائي والاستفادة من التجربة المغربية في مجال الطاقة والمعادن بما يمكن من تطوير قطاع الطاقة المتجددة في جيبوتي.
وأعرب عن رغبة جيبوتي في تتبع خطى “المغرب، البلد الشقيق الكبير، المتقدم في مجالات الطاقة والمعادن” وتطوير مشاريع مثل تلك التي طورتها المملكة.
في غضون ذلك، يتابع العديد من الطلبة الجيبوتيين دراساتهم العليا في المغرب في مختلف التخصصات التي توفرها الجامعات والمعاهد المغربية.
ويقول هؤلاء الطلبة، الذين التقت عددا منهم وكالة المغرب العربي للأنباء، إنهم يقدرون عاليا الحفاوة الكريمة التي يحظون بها في المغرب، بلدهم الثاني، من حيث ظروف التدريس والعيش معا.
وتتعدد أوجه التعاون الفعال بين البلدين في العديد المجالات في الوقت الذي يسجل فيه المغرب حضورا قويا ومتزايدا في الشرق الإفريقي، وفي جيبوتي على وجه الخصوص.
وفي مشهد ذي دلالة، تنتصب وسط العاصمة بناية ضخمة تحتضن مؤسسة بنكية مغربية كبيرة تقدم خدماتها المصرفية لسكان البلد والمقيمين به.
وعلى الصعيد السياسي، وصف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الناطق الرسمي باسم الحكومة محمود علي يوسف العلاقات المغربية الجيبوتية “بالعريقة والقوية والمتينة جدا”، لافتا إلى أن التعاون بين البلدين “بناء ويشمل شتى مجالات “.
وكان الوزير يتحدث للصحافيين في أعقاب حفل تسليم المساعدات الطبية المغربية الموجهة إلى جيبوتي في إطار الدعم المخصص، بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، للعديد من البلدان الإفريقية الشقيقة من أجل مواكبتها في جهودها للتصدي لجائحة فيروس كورونا.
وعلق رئيس الدبلوماسية الجيبوتية على جودة العلاقات الثنائية المتميزة بالقول إنه “خط سير قديم ولا يحتاج إلى بيان”.
وفي السياق، أعربت جيبوتي، على لسان الناطق الرسمي باسم الحكومة، عن خالص الشكر والامتنان لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على مبادرة جلالته بتقديم مساعدات طبية من أجل مواكبتها في جهودها لمكافحة كوفيد – 19.
وقال الوزير “في مثل هذه الظروف الصعبة قلما تبادر الدول إلى تقديم الدعم والمساعدة”، لافتا إلى أن هذه البادرة “تدل بعمق على صدق أواصر الأخوة بين المملكة المغربية وجمهورية جيبوتي”.
ويكتسب هذا التوجه المغربي الرائد، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مساحات جديدة على الصعيد القاري ويحقق نجاحات باهرة، بوصفه نموذجا يحتذى في تحقيق شروط التنمية وتعزيز التعاون جنوب – جنوب.
وعلى الجانب الدبلوماسي، افتتحت جيبوتي، أواخر فبراير الماضي، قنصلية عامة لها بالداخلة.
وأكد السفير الجيبوتي بالمغرب إبراهيم بليه دو عله أن إرادة والتزام جيبوتي بفتح قنصلية عامة لها في الصحراء المغربية يؤكد مرة أخرى على تشبثها باحترام الوحدة الترابية للمغرب.
وقال، خلال حفل التدشين، إن افتتاح هذه التمثيلية القنصلية يجسد التزام جيبوتي بتعزيز روابط الأخوة والصداقة مع حليفتها التاريخية، المملكة المغربية.
وبالاستناد إلى هذا الزخم المتنامي في ما يتصل بتعزيز علاقاتهما المتينة، يتطلع البلدان إلى توطيد التعاون الثنائي والإسهام الفعال في تعزيز الاندماج الإقليمي للقارة الإفريقية من أجل النهوض بالتنمية المتضامنة في هذه الربوع من العالم.
المصدر: فاس نيوز ميديا