اليوم نعيش أول عيد في زمن (كورونا) المستهتر ضمن حرب ضروس تتميز بالكر والفر بأرقام الإصابات ( 1046إصابة جديدة/ 30/07/2020) والفتك (12 حالة وفاة)، نعيش تاريخ خروف (حولي) والكمامة المرقم من جيل المغرب الأخضر (الثاني) وهو يباع في سوق (الشناقة) المتاجرين في نكبات الناس. (كورونا) فرضت على مجلس مكناس فتح سوق للمواشي بدون مواصفات سليمة و لا إنسانية ولا حتى احتراما لذبيحة العيد، سوق حتى (الحولي) رفض أن يعرض فيه للبيع نتيجة للفوضى العارمة التي تعتريه من دخوله إلى ممرات الخروج.
نعيش سنة الذبح باستعمال المعقمات المائية والمرشوش منها، وبدون صلاة عيد أضحى، نعيش حقا هزيمة مقنعة أمام عدو غير مرئي ولا ملموس، ولا طعم له، ولا شكل له ظاهريا إلا الألم وسرير بمستشفى سيدي سعيد. بعد ذبيحة العيد ممكن أن نعيش ذاك التخوف من تفاقم العدوى ويصبح (الطايح من البشر أكثر من الواقف، اللهم سترك وأمنك الصحي)، قد نعيش حرب مناقشة القرارات المفزعة ذات الفتنة العارمة، قد نعيش العودة إلى خط الانطلاق، فيما رصيد صندوق (كورونا) بقي فيه الربع من المخصصات التضامنية.
من المطبات المسيئة للمرحلة الاستثنائية إعلان حرب الكلام البوليميكي بين الحكومة والمواطنين، الحكومة تقول: (شتي قولناها ليكم)، فيما ردة فعل المواطنين تقول: (المطالبة باستقالة الحكومة) لقراراتها المتسرعة والمفزعة بحركة (ليلة الهروب الجماعي). حينها سنقتل حتى ذاك التلاحم والتصالح الثاني مع قرارات الدولة، حينا سنكون نمارس السياسة واحتساب الفجوات لا تجسير ممرات الأمن الصحي الوطني.
حتما الخيبات الوبائية والأرقام القاتلة اليوم باتت تشتد خطرا، فيما أضحى التفاؤل المفرط في الثناء على البدايات دون الوصول إلى المخرجات من الماضي، حتما التسرع في رفع الحجر الصحي ضد توصيات (التباعد الاجتماعي) هو من فعّل نكسة العدوى الثانية. حتما لن نحمل المواطن المساوئ الكاملة، لن نحمل الشعب الإخفاق ونثني على قرارات الحكومة فالكل في (الشواري واحد). قد نستهلك (لحم العيد بالشواء) وفرحة العيد لأيام معدودات، ونحن في كف عفريت (كورونا)، قد نستفيد من تلك الأخطاء الرديئة في التراخي والاستهتار من الوباء، قد نعلن مرحلة نضج ووعي شعبي وحكومة رزينة في قراراتها، ونتحد من أجل مغرب تاريخ (الما بعد زمن كورونا).
حتما سادتي الكرام أباركم لكم عيد الأضحى، أدعو بأكف دعاء بأمن صحي لوطننا ومدينتنا مكناس.