أكدت سفيرة المغرب بإسبانيا، السيدة كريمة بنيعيش، أن الشراكة “الاستراتيجية” التي تجمع المغرب بإسبانيا، تعززت على نحو أكبر خلال الأزمة المترتبة عن فيروس كورونا المستجد.
وأكدت السيدة بنيعيش في كلمة لها نشرت بمناسبة الذكرى الـ 21 لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين، أنه “في سياق الأزمة العالمية، تمت مشاطرة التضامن الدولي لمواجهة كوفيد-19 من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس وجلالة الملك فيليبي السادس، اعتبارا للصداقة العميقة والعلاقات الأخوية القائمة بين الملكيتين، والتي تشكل ركيزة للشراكة الاستراتيجية المتفردة بين المغرب وإسبانيا”.
وأشارت السفيرة إلى أن “هذه الشراكة تأتي، من دون شك، لتذكرنا بالرؤية المشتركة التي يتقاسمها بلدانا، والتي تستند على البقاء دوما جنبا إلى جنب، والدفاع عن الرهانات الكبرى التي يعرفها عصرنا، والإجابة بشكل مشترك على التحديات التي يواجهها بلدانا، من خلال موقف مسؤول وتنسيق نموذجي على جميع المستويات، وفي إطار روح من التفاهم، والمسؤولية والتضامن”.
وحسب السيدة بنيعيش، فإن المغرب على غرار جميع الدول، يواجه تهديد تفشي فيروس كورونا منذ عدة شهور، مؤكدة أنه بفضل “الرؤية المستنيرة” لصاحب الجلالة و”تضامن وكرم” الشعب المغربي، تمكنت المملكة “من مواجهة هذه الأزمة في إطار من الوحدة”.
وبالنسبة للدبلوماسية المغربية، فإن هذه الأوقات العصيبة التي نعيشها اليوم أبرزت الوجه “الإنساني وتضامن” المغرب، وتبرهن على علاقات “الثقة” القائمة بين الشعب المغربي والدولة، موضحة أن هذه العلاقة مكنت من تقديم سلسلة من الإجابات الملائمة على الوضع الاستثنائي الذي يتم اجتيازه خلال الأشهر الأخيرة.
وأشارت السيدة بنيعيش إلى أنه “بفضل المقاربة الاستباقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تم إحداث صندوق مكن، في ظرف وجيز، من تجميع 3,2 مليار يورو، من خلال مساهمة جميع القوى الحية للمغرب”، مذكرة بأن هذا الصندوق مكن من مواجهة الوقع الاجتماعي والاقتصادي لهذه الأزمة وتقديم مساعدة مالية مباشرة لأزيد من 5,1 مليون أسرة.
وفي هذا السياق -تضيف السفيرة- وبفضل سياسة صناعية “طموحة” تمت بلورتها منذ أزيد من عقدين، أضحى المغرب اليوم واحدا من البلدان الرائدة في تصنيع الكمامات الواقية، من خلال إنتاج 14 مليون وحدة في اليوم.
وسجلت السيدة بنيعيش أنه بفضل التزام جلالة الملك من أجل تنمية وازدهار القارة الإفريقية، تجاوز روح تضامن المغرب حدوده، وذلك من خلال تقديم مساعدة طبية لأزيد من 20 بلدا إفريقيا شقيقا، مشيدة بـ “الزخم التضامني وروح المسؤولية” التي أبانت عنها الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا خلال أزمة وباء “كوفيد-19”.
وخلصت السيدة بنيعيش إلى القول “أود التقدم بشكري للجمعيات العديدة والمتطوعين على مبادراتهم الإنسانية لفائدة الأشخاص الأكثر هشاشة. إنكم تشكلون مصدرا حقيقيا للفخر، والعمل الذي قمتم به يشهد على اندماجكم في المجتمع الإسباني”.