لو فكرنا بالحيلة الشرعية المباحة لرجمنا الشيطان الرجيم بحصى يحمل أثر فيروس (كورونا) حتى ننقل العدوى إلى فصيلة لإبليس اللعين ويصاب بالهوان والضعف ويسيخ أرضا. لو فكرنا في إذلال الشيطان و إرغامه على التراجع ومعرفة سوء أفعاله لرجمناه بجمرات ملتهبة تحمل أثر فيروس (كورونا) المستجد. لو فكرنا جيدا لحقنا أحجار الرجم بـ (كرفيد19) وانتهينا جزئيا من شيطنة الشيطان استثنائيا، وانتقلنا إلى مرحلة تدوين تاريخ جديد ما بعد (كورونا) وإبليس المارد. لو فكرنا بالتخمين لتحسين حلم المستقبل لكنا أجهزنا على تنظيمات شيطان الشر بأحجار ملوثة بالفيروس، وانتقمنا منه شدة في خلق فجوات الحروب والنزاعات والخلافات، وانتهى العالم من اعتراضه بالوسوسة وسوء المسعى. لو فكرنا بالنفعية في حصيات الرجم لقللنا من قوة مكر الشيطان ونزعنا منه أسلحة الدمار الشامل بإصابات الفتك، وبات العالم في مأمن من حروبه الباردة والمعلنة. لو فكرنا معشر المسلمين لأنهكنا خوف الشيطان شر فتنة بنفس حيله ورجمناه بحجر موبوء(حجرا بحجر). لو فكرنا احتسابا لجعلنا الشيطان من المصابين بالرجم ، وقد تنتهي خلافاتنا المذهبية والسياسية، و نزاعاتنا الداخلية والخارجية، وينتهي الفساد الذي نرجعه لزاما إلى مكائد الشيطان بدل الإنسان الظالم الجاهل.
عالمنا الاجتماعي في مغارب الأرض، يحمل سلالة شياطين من إنس الجهل والظلم طورت نفسها في أداء مهامه الدنيئة علانية. عالمنا في مشارق الأرض، امتلكه الفزع وبات يحمي الشيطان ويخاف عليه ويوليه الأمان حتى في الرجم الرحيم بأحجار معقمة. عالمنا البشري في مغارب الأرض، حين أحس بأن الشيطان طبق (التباعد الاجتماعي) عن الإنسان المخالط والمصاب ، تقوى الشر الإنسي واحتل مراتب السبق في تماثل أفعال الشياطين . عالمنا البشري في مغارب، حين أحس أن الشيطان قد قرر الابتعاد الطوعي (الحجر الصحي) عن بني آدم خوفا من أن يصبح من المخالطين وتنتقل العدوى إلى سلالته، بات الإنسان مصدر شر بلا شيطان رجيم. عالمنا البشري في مغارب الأرض، حين أفرغ الشيطان ساحة حروب الشيطنة انبرى من بني فصيلة البشر أوفياء وذلك باتباع أفعاله كأنه لازال حاضرا في ساحة التدليس، وقدموا له خدمة مجانية ومضاعفة التعبئة حتى لا يهان الشيطان في قوته الماكرة. عالمنا البشري في مغارب الأرض، أحل على نفسه بمسوغات واهية سرقة أكباش عيد ليؤدي بها سنة الأضحية. أحل على نفسه سرقة تجهيزات من مستشفى قدم له خدمات تأمين الأمن الصحي.
هذا العام و من قلة حيلنا الحربية مع الشيطان الرجيم، آثرنا رجمه بأحجار معقمة ومغلفة بأكياس بلاستيك لا تقدر(كورونا )على اختراقها. كدنا ولأول مرة في هذا العام أن نربح الكر على الشيطان الماكر ويصبح حتى هو من المصابين بالوباء ومن المخالطين بين جنسه. كنا سنحفز الشيطان ليس على الغواية وإنما ليفعل مكره وخداعه وذكاؤه المارد في التوصل إلى لقاح ضد (كوفيد 19) بمساعدة علماء الكفر والإلحاد. كنا ولسوء قراراتنا سنربح الشيطان غير المرئي في أول نزال لنا معه في عام (كوفيد 19).كنا ولسوء تقديرنا أن نخلق انفراجا في العالم بالأمن والسلام ولو بحد زمن (كوفيد 19) الحاكم المستبد للعام.
لا عليكم من رجم الشيطان الرجيم بحصيات معقمة فهي المشاعر الدينية ومقاصد الخوف على الأنفس ولا نقلل من شأنها حتى بالمقايسة. لا عليكم حتى و إن كنا نجهل علة رمي الجمار كحكمة دينية، فالعقل لا يدرك حقيقة كل شيء، فقد قال حجة الإسلام الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين: “وأما رمي الجمار؛ فاقصد به الانقياد للأمر إظهارا للرق والعبودية، وانتهاضا لمجرد الامتثال من غير حظ للعقل والنفس فيه، ثم اقصد به التشبه بإبراهيم عليه السلام حيث عرض له إبليس لعنه الله تعالي في ذلك الموضع ليدخل على حجه شبهة أو يفتنه بمعصية، فأمره الله أن يرميه بالحجارة طردا له وقطعا لأمله”.
عن موقع: فاس نيوز ميديا