قد يصيبنا العوز والفقر في التفكير، ولا نقدر البحث عن إجابات مريحة لسؤال: ما معنى الحياة؟ ! ما معنى الحياة بدون علامة استفهام في زمن الحاكم (كويد 19 ) المستبد، وغيره من حمالة حطب مال الريع، و من إخوة أبي لهب بالرضاعة في إفساد سياسة الحياة. ما معنى الحياة؟ والحاكم (كوفيد 19) يعدم أنفاسا بالفتك يوميا، ويزيد من ممارسة عنفه الفيزيائي العلني على الأنفس (المقهورة). ما معنى الحياة؟ وقد نستمع إلى موسيقى راقصة على ماء يخت بحر قريب، بالموازاة ونحن في البر نعيش خوف الموت والاختناق الفوضوي. ما معنى الحياة؟ وفينا من يجيد رقصة الذئاب و بلا أنياب مخيفة، وبعيدا عن بر الوباء !!! وتعلن الراقصة جهارا (من حقي نفرح)، إنها الحرية غير المسؤولة في بلاد الذئاب التي تظهر وتختفي. ما معنى الحياة؟ وقد نبني للراقصات صرح الملك سيدنا سليمان من أنياب بقايا سمك متخثّر في التاريخ الماضي، ونهمل توفير حتى سرير تطبيب لمريض منهوك ولا يتنفس، ومقعد تعليم لتلميذ في المغرب العميق.
لن أبحث بالمرة عن تفاصيل (ما معنى الحياة؟) فيما ورد من مطلق أحكام الديانات السماوية، ولا من عموم الفلسفات الدنيوية والفكرية، فهي طبعا يمكن أن تكون إجابات تحمل الثنائية، ويمكن أن تحاصرني بالصمت و التيه، ولا أقدر حينها على الكلام المباح ! لن ألتمس العون لا من رؤى بوذا في فلسفية الحياة، و حجمها الوفير في تخليص البشرية من مشاهد الروتين اليومي، و لما حتى في رقصة (اليوجا الروحية) على متن يخت في زمن استبداد (كورونا) بالأجساد العليلة. لن أطيل كذلك التمعن في قراءة ألواح هرمس فمن سوء ما ورد من نصائحها، تم تسويغ عيش الاستكانة و هرولة المشي التصاقا مع ذوي أعراف البر والبحر.
قد نبتغي تغييرا وثورة على تلك الأفكار التي تبقينا في خانات السلبية (ما فاز إلا النوم)، وانعدام التفكير خارج علبة الصندوق. فمطلب الثورة على تزايد أدراج سلم المعاناة و(الحكرة) وكثرة فجوات الفوارق الاجتماعية، بات مستحضرا في زمن (كورونا) ومن الركائز الأولى لأي نموذج تنموي جديد يجب أن تتصدره علوا ديباجة التمكين (العدالة الاجتماعة) في (معنى الحياة). الثورة على سياسة اليأس والتيئيس التي تصنع التسويفات غير المنتهية في الزمان والمكان. الثورة على الالهاءات المتتالية وصناعة كبسولات (لعب وكول) وتسويق رقصة مع ذئاب البحر، في ظل أزمة (حياة وموت) بالوطن. الثورة على من يستفيد من سياسة القلق المتنامي و قد يصطحبه بالاحتكار والاستغلال نحو صناديق الاقتراع الانتخابي، و يصبح من وجهاء تبّت يدا السياسة، و من حمالة حطب المال.
لنفكر، بمستويات عليا عند رؤية الإيجاب في (ما معنى الحياة؟)، وبدون محفزات آتية من أحكام التحليل والتحريم، ولا حتى من التأويل. لنفكر، في إزالة التوتر و علامات المعاناة في إدراك سببية صناعة القهر وحياة المقهور، وهو يختنق حقدا من رقصة الذئاب في البر والبحر. لنفكر، في ردود أفعال رزينة لا تنسينا رقصة البحر ولا ريع كهرباء البرلمان، فالنسيان قد حسّن الأداء الديمقراطي بالمغرب. لنفكر، في حاجاتنا البسيطة، وفي واقع المواطن (المهلوك)، وفي صناعة كرامة استحقاق نقاط عدل تشمل الوطن والمواطن بالتمكين المتوازي، وبلا سجل اجتماعي ( بإخراج فلم هندي) يعترف بالفقر ويحصيه بالتنقيط. لنفكر، في تقليل التوتر النفسي والحقد الاجتماعي غير المجدي نفعا للوطن، ونصنع ربح معركة سلمية تجاه قتل الجهل و سياسة (سامحوني) الطبقية. لنفكر،في كيفية الخلاص من بؤرة جائحة الفساد الكبير (حوت البر والرمال والتراب والبحر…) بالموازاة مع جائحة (كورونا) الصغرى التي أفزعتنا حقا وعرت عوراتنا البدينة. لنفكر، في التأسيس لوعي يمتلك آليات التصالح مع الذات والآخر وأرض الوطن(كلنا نتحمل المسؤولية). لنفكر، كيف نتصالح مع أجوبة صادقة عن سؤال (ما معنى الحياة؟)، ومع طبيعة الحياة التي نرتضيها بالجمع لا بالإفراد الطبقي والتمييز الأفقي، حينها ستكون كل الإجابات التي نحصل عليها تتضمن تمكين الكرامة و تحقيق العدل.
عن موقع: فاس نيوز ميديا