أي مستقبل لمدينة مكناس في ظل محدودية رؤية مشروع تصميم التهيئة العمرانية للجماعة ؟.
محسن الأكرمين.
في استباق لا مبرر له، وفي ظل عطلة صيف موبوءة، وفي ظل اختلاط أوراق مكناس ضمن الوضعية الوبائية لفيروس “كورونا”، تهرول رئاسة مجلس الجماعة وتسابق الزمن النهائي (2021) على توصيل مشروع تصميم التهيئة العمرانية للجماعة نحو جلسة (الموافقة والمصادقة) وتمريره بطراوة وبدون نقاشات تعري المستور منه.
فإذا كان تصميم التهيئة العمرانية ذاك الآلية التنظيمية التي تروم إلى تثمين موقع القطب الذي يجب أن تحظى به مدينة مكناس على الصعيد الجهوي والوطني، فإننا نسجل ذلك العوز التخطيطي (المدينة الذكية) في تشكيل رؤية مليحة للمدينة مرتبطة بالسكن والسكان، نسجل غياب الحاجيات الأولى التي عرتها موجة (كورونا) المستجد، نسجل غياب انتظارات الساكنة بالتعميم لا بتخصيص المصالح والمناولات الخاصة، نسجل بالتوصيف كفافه في توجيه الاستثمار والاقتصاد المحلي نحو تثمين منتوجات مكناس بالتفرد والتسويق المريح.
مشروع تصميم التهيئة العمرانية بمكناس، لن ينحصر أساسا في نقاشات حديث توفير المدافن ومطارح النفايات و تحسين الوسط البيئي… فالمستور منه خفي ولا نعلم في لغته التقنية هندسة إلا لماما من ذوي خبرة السياسة. لم يتحمل (دفتر تحملاته) رؤية سديدة “للأحياء والمآثر والمواقع التاريخية والأثرية والمناطق الطبيعية الواجب حمايتها أو إبراز قيمتها لأغراض جمالية أو تاريخية أو ثقافية وكذلك القواعد المطبقة عليها، إن اقتضى الحال ذلك… “، لم يقفز عن رؤية هندسة استثمار (العائلات) في صناعة “ضوابط استعمال الأراضي والضوابط المطبقة على البناء خصوصا تحديد العلو الأدنى والأقصى للمبنى ولكل جزء من أجزائه…وشروط إقامة العمارات وتوجيهها ومواقف السيارات، والمسافات الفاصلة بين المباني ونسبة المساحة الممكن إقامة البناء عليها بالقياس إلى المساحة الإجمالية للأرض والارتفاقات المعمارية …”، لم يتقيد برؤية هندسة (المدن الذكية) المستقبلية، بل لازال يؤثث لمدينة تقليدية (قدي وعدي) تختنق داخليا بكفايات توزيع المدينة معماريا لشيء في نفس يعقوب… !!!
معطيات أولية في الشكل المعيب قانونيا، والتي لا تحترم النص الدستور للمملكة (الفصل 5) من ناحية اللغة (العربية /الأمازيغة)،حيث أن تصميم التهيئة العمرانية طرح للمعاينة والملاحظة و توثيق التعرضات من قبل العموم باللغة الفرنسية فقط، ونقول للمواطن البسيط (دير يدك معنا ولاحظ عليه وممكن أن تعترض على بعض تنزيلاته!!!)، طرح بالتمركز فقط في محلقة الهديم ( من يوم الاثنين 27 يوليوز 2020 الى غاية 26 غشت 2020)، طرح للتداول العمومي وإبداء الرأي دون تسويق إخباري له ولا إعلامي، طرح بالتمركز ولم يتم تغطية ملحقات جماعة مكناس به حتى تتم عملية التعرضات بكل شفافية ومصداقية، وعن طريق قرب الإدارة من المواطن المستهلك لها.
الآن، هناك ما يزيد عن المائة من الملاحظات التي تم توثيقها في كناش التعرضات الرسمي، فهل سيتم مناقشتها والأخذ بها؟ !!! نقدر نقول ليكم (شاورهم وما ديرش برأيه). لكن هنالك حديث علني وفي الكواليس وفي المكشوف كذلك، أن مشروع تصميم التهيئة العمرانية لا يخدم مصالح مكناس الكلية، هنالك إصرار مرئي لتوصيل ( “وصلة خبز” تصميم التهيئة العمرانية إلى دورة استثنائية أو عادية وختم النقطة الخاصة به “الموافقة والمصادقة”). لكن من التخمينات السبقية التي تتقاسم القول في مشروع تصميم التهيئة العمرانية أن الإجماع غير حاصل البتة عليه. ويمكن أن يعاد للدراسة والتنقيح والتعديل ونزول مهندسيه إلى أرض مكناس للدراسة والتوصيف العادل، وبدون خلفيات مسبقة.
من المخاطر التي تهدد مكناس المدينة ضفة وادي بوفكران، والتي هي تحت مجهر أطماع سماسرة الآجور، منطقة وحيدة باقية من وجه المدينة الأخضر، فالتاريخ قد يحاسب الجميع فيما إذا تم توطين بنايات على ضفاف ما تبقى من عراصي مكناس الزيتون. ومن الملاحظات التي بدت واضحة على أرض الحقيقة أن هناك نقط معينة تحادي الوادي يزحف عندها العمران والمشاريع باحتشام وخلسة، نأمل كما قال صديقي “أن تكون ضفة وادي بوفكران (كورنيش رصيف الوادي) مفتوحا للساكنة، لا كما حدث من تاريخ جنانات السلاوية “!!!