أثار فشل المدير الجهوي في تدبير جائحة “كورونا” بجهة فاس مكناس، غضب واسع بين ثلاثة نقابات لقطاع الصحة بفاس ، ويتعلق الأمر بالمكتب الإقليمي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام SIMSP ، المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية لقطاع الصحة العضو بالكونفدرالية العامة للشغل CGT-Santé و المكتب المحلي للنقابة الوطنية للصحة العمومية بالغساني العضو المؤسس في الفيدرالية الديمقراطية للشغل FDT.
وبعد تدهور الأوضاع وخاصة بعد تسجيل عدة إصابات بـ”كورونا” فيروس في صفوف الأطر الطبية والتمريضية بمصلحة المستعجلات بالمستشفى الجهوي الغساني بفاس، خرجت النقابات السالفة الذكر لتعلن أن هذه المصلحة التي تشارك مع المندوبية الإقليمية للصحة والمديرية الجهوية للصحة بجهة فاس مكناس نفس الفضاء “مصلحة موبوءة و منكوبة”.
بلاغ مشترك صدر يوم أمس الأحد 23غشت 2020 عن هذه النقابات الصحية بفاس حصلت “فاس نيوز” على نسخة منه، أكد إستياء الأطر الطبية من استخفاف المسؤول الجهوي بصحة الأطر الصحية والمواطنين وتعريض حياتهم للخطر بسبب الإرتجالية في التدبير ونهج سياسة فرض الأمر الواقع مما قد يقود الى كارثة وبائية، وعدم قيامه بالإجراءات الوقائية اللازمة على جميع المستويات، وخاصة منها ما يخص توفير معايير السلامة الصحية للمهنيين وكل المتدخلين لحمايتهم.
وأكد ذات البلاغ، فشل المدير الجهوي للصحة بشكل واضح في التنسيق بين مختلف مستويات العرض الصحي إقليميا وجهويا بشكل محكم ومضبوط تفاديا لما وصفه بـ”التخبط والعشوائية”، مما يخلق اكتضاضا شديدا بمستعجلات المستشفى الجهوي الغساني بفاس ويفوق قدرتها وطاقتها الإستيعابية بشكل كبير ويولد ضغطا رهيبا على أطر المصلحة المنهكة و المنهارة أصلاً.
وشددت أيضا هاته النقابات على ضرورة تبسيط المساطر والإجراءات لإنجاز تحاليل واختبارات الكشف عن كوفيد في صفوف الأطر الصحية بالمستشفى بشكل دوري ومواكبة وتتبع حالتهم الصحية الجسدية والنفسية وعلى ضرورة تخصيص وحدات وأجنحة لإستشفاء المصابين منهم بالمركز الإستشفائي الجهوي الغساني والأعتناء والتكفل بهم بشكل لائق.
وطالبت أيضا بإقرار العدالة فيما يخص توزيع وإعادة انتشار الموارد البشرية داخل الجهة وخاصة بمستشفى الغساني الذي يعرف وضعا وبائيا مقلقا وتعزيز مصلحة المستعجلات المتواجدة بأمتار قليلة عن المديرية الجهوية للصحة بجهة فاس مكناس بالأطقم الصحية من أطباء و ممرضين لضمان استمرارية الخدمات الصحية الإستعجالية وإخراجها من المأزق والسكتة القلبية الوشيكة بعد سقوط جل أطر المصلحة بالوباء ودخول جلهم في مراحل متقدمة جدا من الإنهاك المهني والاحتراق النفسي وكذا المحاولات المتكررة للأطباء الداخليين للتوقف عن القيام بالمداومة بالمصلحة بسبب انعدام الأمن وشروط السلامة وضغط العمل.
كما أكدت على وضع استراتيجية مستعجلة وخارطة واضحة لتحديد مسارات ومسالك خاصة بالمرضى الإيجابيين بـ”كوفيد19” المتوافدين على مصلحة المستعجلات والمرضى غير كوفيد وذلك بشكل محكم ومنظم يستجيب لشروط السلامة حفاظا على صحة الأطر الصحية والمواطنين على حد سواء ويضمن استمرارية السير العادي للعمل بهذه المصلحة الحيوية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ومشددة نفس النقابات في الحين ذاته على أخذ جميع التدابير الإحترازية والوقائية الصارمة ومنها التعقيم المستمر لمصالح وأقسام المستشفى الجهوي الغساني بفاس .