في ذكرى وفاة رائد الموسيقى الأندلسية (الآلة) المرحوم الحاج عبدالكريم الرايس

26 غشت 2020

تحل اليوم الذكرى24 لوفاة رائد الموسيقى الأندلسية(الآلة) المرحوم الحاج عبدالكريم الرايس،

التعريف الشخصي والفني:

ازداد المرحوم الحاج عبدالكريم الرايس سنة 1912 بمدينة فاس بالعتيقة، كان يمتهن حرفة الطباعة لأن والده كان من أوائل المطبعيين بالمغرب.
نشأ في أسرة مولعة بالموسيقى الأندلسية وفي الجو الديني والثقافي التي تتمتع به مدينة فاس.
شاءت الأقدار أن تكون له مصاهرة مع الفقيه محمد بن عبدالسلام البريهي وكانت أخت الحاج عبدالكريم الرايس تشجعه على تعلم الموسيقى الأندلسية، ومن هناك اكتسب تجربة والتحق رسميا بجوق البريهي بفاس. وبعد وفاة البريهي اتصلت به الإذاعة واقترحت عليه أن يكون رئيسا للجوق في تلك الفترة، واحتراما لمعلمه أبى أن يسمي الجوق باسمه حيث طلب منهم أن يسموه بجوق فلان….

وبدأ الجوق نشاطاته حتى أصبح معروفا بالسهرات الحية . وفي سنة 1969 عين مستشارا ضمن لجنة القياسات والإيقاعات. وبعد فترة من الزمن عين مديرا للمعهد الموسيقي بفاس حيث أعطى الكثير من جهده ووقته لهذا الفن من أجل الإصلاحات الجوهرية لهذا التراث الفني قرابة 50 سنة.

الإنجازات الفنية:

1- مثل سفيرا لهذا الفن في عدد من الدول كسويسرا، إيطاليا، ألمانيا ، فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية

2- أول أسطوانة له من 33 لفة كانت في سنوات السبعينات

3- دون كتابا للموشحات وأزجال الموسيقى الأندلسية للحفاظ عليها من الضياع ولتزويد الولوعين والتلاميذ بنوبات الآلة

4- سهر على كتابة النوبات بالنوطة الموسيقيية بأكملها بروايته الشخصية والتي استغرقت مدة زمنية لا يستهان بها قدم فيها الراحل كل المخزون الموسيقي والفني الذي كان يختزنه في ذاكرته. وتم نشر وتوزيع نوطة النوبة الأولى ألا وهي نوبة غريبة الحسين

5- سجل انطولوجيا الآلة لأربع نوبات مع وزارة الثقافة بتعاون مع دار ثقافات العالم بباريس وهي كالتالي: نوبة غريبة الحسين – نوبة الحجاز الكبير – نوبة الحجاز المشرقي – نوبة الإستهلال في مدة زمنية تناهز 25 ساعة تقريبا.

6- أحرز على وسام بدرجة فارس من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله حين كان آنذاك وليا للعهد .

. 7- أحرز على وسام بدرجة فارس في فاس من طرف السفير الفرنسي

بعض الباحثين في هذا المجال:

الأستاذ محمد عيدون والأستاذ عبداللطيف أحمد خالص الذين أشرفوا على مقدمة كتاب: من وحي الرباب.

الأستاذ يونس الشامي – الأستاذ عبدالفتاح بنموسى وهو موسيقي وباحث يعتبر من المحافظين على الصنعات الأصيلة

بعض الولوعين الكبار بهذا التراث الذين صاحبوه:

-الحاج ادريس التويمي بن جلون – الحاج عبدالعزيز حلمي – الدكتور محمد الشامي
– مولاي ادريس المسفر والصديق الروحي السيد بن حليمة وغيرهم

مميزات الحاج عبدالكريم الرايس :

تميز رحمه الله بشخصيته الفريدة من نوعها في الميدان الفني وخاصة أثناء تسيير الجوق حيث كانت تكفيه إشارة خفيفة أو نظرة سريعة من عينيه إلى أحد الأفراد لتغيير مجرى الإيقاع أو الإنتقال إلى صنعة أخرى .أما في الوسط العائلي فكان تعامله مع أبنائه جميعا يتميز برجاحة العقل وحسن التدبير.

الحاج عبدالكريم الرايس عرف بانفتاحه وتعاونه مع الأجواق الأندلسية الأخرى ويظهر ذلك في علاقته الطيبة مع تلامذته ورؤساء الأجواق والعازفين كمولاي أحمد الوكيلي ،محمد بن العربي التمسماني واللائحة طويلة….

علاقة الحفيد بجده:

كان المرحوم بمثابة الجد، الصديق،الفنان ، القدوة. وفي السنوات الأخيرة كنت أجالسه وقت تأليف كتاب : من وحي الرباب، حيث كنت أجمع التسجيلات الحية والسهرات الخاصة والمراسلات وما يفوق عن 300 مقالة في الجرائد والصحف موثقة ومؤرخة بشكل منظم و 500 صورة ناذرة إضافة إلى مجموعة من الميداليات الرسمية وأشياء حميمية خاصة به – مصحفه، نظاراته،… وأشرطة سمعية وبصرية وكذلك آلة الرباب الموقعة من طرفه كهدية ثمينة لي…

اعتراف بالجميل:

مباشرة بعد وفاته تم إنشاء مؤسسة تحمل إسمه : مؤسسة عبدالكريم الرايس لتراث الموسيقى الأندلسية،حيث قامت بعدة أنشطة ومهرجانات انضم إليها عدد كأعضاء شرفيين وولوعون كبار. لكن للأسف توقفت عن انشطتها نظرا لاختلاف منهاجية التسيير..
تم إنشاء صفحة على الفايسبوك تضم كل أعماله
تم إنشاء حساب على اليوتوب يضم ألعديد من التساجيل الرائعة
تم إنشاء متحف خاص به اقوم بالحفاظ عليه شخصيا وتم تاطيره كالتالي
هو عمل اشتغلت فيه منذ سنة 1994سنتين قبل وفاة المرحوم 26 سنة من البحث، الجمع والتوثيق حيث تم تأطيره وعرضه كالتالي في انتظار أن تلتفت الجهات المعنية بالمتاحف في وزارة الثقافة بهذه المبادرة الشخصية يبقى هذا المتحف شاهدا على أن من سار على الدرب وصل.
الجزء الأول المعروض داخل المتحف عبارة عن:
– توشيحات
– سفريات خاصة
– الصحافة
– تخليد المدينة بمبدعيها
– المنشدون
– أعمال مؤسسة عبدالكريم الرايس لتراث الموسيقى الأندلسية
– خزانة الكتب
– كتب النوطة الموسيقية
– التسجيلات السمعية والبصرية
– التوثيق من خلال وسائل التواصل الإجتماعي
– الدبلوماسية الفنية – رحلات خارج الوطن
– الأشياء الخاصة والحميمية للمرحوم
– عطاء لبناء المستقبل
– الجوائز
– صور الفرقة عبر المراحل الزمنية
– أوسمة وقلادات
– مخطوطات يدوية

الجزء الثاني المعروض بمدخل المتحف عبارة عن :
اشعار قيلت في حق المرحوم
ما كتب في الدفتر الذهبي
السيرة الذاتية للمرحوم
توثيقات على وسائل التواصل الاجتماعي
لقاءات مع رجالات الإعلام
زوار أجانب
جمعيات
ذكريات خاصة
مثقفون ومجتمع مدني
صداقات فنية ومهرجانات
حفلات..
ذكريات من المتحف.
الحفيد هشام الرايس
محافظ متحف رائد الموسيقى الأندلسية الحاج عبدالكريم الرايس