المؤسسات بين الكائن والممكن…
بقلم: بلال البوراضي
تاريخيا لطالما كان للمغاربة حلم ان تكون لهم دولة قائمة الدات،دولة تحترم مؤسساتها وتعمل جاهدة لتكييف قراراتها النابعة من الشعب وملائمتها مع توجهات الدولة،و دور هذه المؤسسات هو تجويد نفسها وتطوير داتها حتى لا تصبح متقاعسة كسولة وتأكل من داتها.قراراتها غالبا ستكون نابعة من صوت الجماهير الشعبية،التي هي نفسها تصبح رهينة ومتشبتة بهذه المؤسسات،لا لشيء إلا أن هذه الأخيرة هدفها الأسمى هو راحة الشعب و البحث عن السبب للخروج به “بر الأمان”مدافعة عنه وعن حقوقه ومطالبه، محققة التوزان بين مصلحة الدولة ومصلحة الشعب…..
سيتبادر أول سؤال إلى قارئ هذا المقال ما هي هذه المؤسسات؟؟كيف تشتغل هذه المؤسسات؟ متى ستصبح الدولة بحاجة لهذه المؤسسات؟هل يمكن لهذه المؤسسات أن تحدد بوصلة الدولة؟؟؟
المؤسسات على كثرتها بوطننا (سياسية،نقابية ،حقوقية ،تشريعية ،قضائية، تنفيذي….)، فهي موجودة وبكثرة وأين ما وليت وجهك ستجدها،لكن للأسف اغلبها معطلة،والباقي تحولت لمقاولات تجارية،أي أن محركها هو مالي (مصلحجي) بالأساس،خاصة ما يهمنا هنا هو (سياسي، نقابي،حقوقي،جمعوي).
مثلا عندما تجد أحزاب سياسية تقتصر على منطق الزبونية و المحسوبية والحفاظ على نفس الأوجه التي لم تتوفق في الاستحقاقات السابقة،ولم توفق في المهام المسندة إليها،كما ان هذا الفاشل سيقاتل الوافدين الجدد على الحزب أو الهيئة التي ينتمون إليها،لأنهم يعلمون في قرارات أنفسهم ان ممارساتهم مشبوهة، لهذا يريدون الحفاظ على دار لقمان كما هي، حفاظا على مصاحلهم،ضاربين عرض الحائط تاريخ التنديم وتضيحة مناضليه الأبرار….وبعض الأحزاب ذهبت ابعد من للبعد نفسه، لتحول الحزب الى مقاولات تجارية….الحمام انموذجا.
على المستوى النقابي،هنا صراحة قد يجن جنونك، أو تصاب بنوبات من البكاء الهيستيري عندما ستجد عاملا يشتكي لك من مسؤولين نقابيين،يبيع و يشتري في ذمم العمال، لكي يركب هو السيارات فارهة،و يحضى بسفريات هو وأبناءه وعائلته مستغلا عرق جبين العمال(النظافة،المعامل،المناجم،الفنادق، البركينغات…… )لكن الغريب في الأمر أن هؤلاء ضميرهم قد قتل مع سبق الإصرار والترصد،ولكن هيهات ثم هيهات لمن تاجر في ذمم وعرق الكادحين….
جمعويا:لا يمكن لأحد أن ينكر ان العمل الجمعوي اصبح مقتصرا على فئة معينة،لأن الفئة الأخرى ربما تملك حس من الضمير، جعلها تتوارى إلى الوراء، بعدما لاحظت أن العمل الجمعوي أصبح الهدف منه “مقاولات ربحية”… وهذه هي الطامة الكبرى.
اما حقوقيا:هنا ضاعت الأحلام وضاع المغرب الذي ناضل من أجله الوطنيين الأجلاء(علال الفاسي، عبدالرحيم بوعيد، عبدالله إبراهيم،بودرقة، السرفاتي،بنبركة،اليوسفي،المنبهي….)لكي يصبحوا هؤلاء الشهداء هم فقط عملة و ورقة للاسترزاق،حتى يحصلوا هم على مناصب سامية في المجال الحقوقي، ومن قبيل الصدف سبحان الله، هو ارتفاع عدد المعتقلين السياسيين والزحف عن حرية التعبير باعتقال الصحفيين المحققين في سؤال طرحه الملك نفسه*أين الثروة؟؟؟ و هؤلاء الحقوقيين لا تقل رواتبهم الشهرية على الملايين، وامتيازات يندى لها الجبين،لا لشيء إلا لأنهم قالو للمهدي ارتاح ارتاح سنواصل…..
نريد مؤسسات حقيقية،نريد رجال وطنيين،يعطون للوطن دون مقابل،لان هذا الوطن ليس لنا نحن فقط، بل هو لنا و للأجيال اللاحقة،كما ان كلامي هذا قد نتبناه جميعنا، ولكن القليل من يصرح به،خوفا على مساره السياسي او شيء من هذا القبيل، لكن ما منفعة الممارسة السياسة ان لم تكن رهينة بتوضيح الرؤى وإعطاء موقف، حتى ولو كانت تكلفته ثقيلة،عملا ب “كل شيء يهون في عيونك يا وطني❤️”
ب.س:هناك شرفاء ولو على قلتهم نحترمهم ونقدر نضالهم المؤسساتي والميداني،اعطوا ولا زالوا يقدمون الغالي والنفيس،حتى لا يعتقد السفهاء من المرتزقة ان الميدان قد أضحى لهم…..
يتبع