في تدوينة فريدة دقيقة في حائطه الفايسبوكي تطرق الأستاذ هواري الحسين الباحث في المطبخ المغربي والعربي والعالمي تاريخ وتراث لتاريخ أكلة مغربية عريقة تسمى “الرفيسة”، حيث جاء في تدوينته أنه “بعد 700 سنة تحل ذكرى ولادة الرفيسة إرث الموحدين و بني مرين المتبقي و فخرهم ، عبر 16 وثيقة متوفرة لابن الزيات التادلي صاحب التشوف و ابن ابي زرع و مؤرخي العصر الوطاسي ، و عبر كتاب ابن الوزان وصف إفريقيا في مقارنة و مقاربات لنصوص ذلك الوقت، ابن العوام الاشبيلي في كتاب الزراعة ، و ابن سينا في كتابه القانون في الطب و كتب التيسير و الاغذية و الزينة لابي مروان بن زهر و غيرهم. .
لقد سمي عصر الموحدين بعصر الثرائد بحق فقد ولدت هذه الوجبة المغربية الشعبية في تلك الحقبة و تطورت بشكل كبير في عصر بني مرين و كان للمتصوفين دور في ذلك.
دور المرابط و الرباطات في ترسيخ نمط غذائي طبي علاجي و صيدلي ثم عسكري تحول إلى طعام مدني . لا نجد في تاريخ ما قبل الموحدين و المرينيين أي ذكر لطبق الرفيسة لا باسمها و لا بشكلها في كتب الطبيخ جميعها، لا عند ابن رزين التجيبي و لا عند المجهول في طبيخ العدوتين في عصر الموحدين و لا في كتب الطبيخ العباسية و الأموية و لا فصول الثراءد و الهراءس الأندلسية ، على كل حال لا وجود لأي اثر لها في العصر المرابطي و هو السابق للفترة المرينية بينما شاع بعد ذلك في العصر الوطاسي الذي أتى بعد المريني و إذا كان عصر بني مرين هو امتداد للعصر الموحدي كما الحال بالنسبة للحفصيين الذين حكموا تونس و اصولهم المصمودية من هنتاتة في الأطلس الصغير على جبال درن و عاصمتهم تنمل ( وقد ذكر لسان الدين بن الخطيب مأدبة هنتاتة بأرقى العبارات لما زار الشيخ الهنتاتي في تنمل ) . أما الوطاسيين فهم بدورهم إمتداد للمرينيين و بنو عمومتهم الذين انقلبوا عليهم ، إنما أصولهم مثل المرينيين من أمازيغ زناتة حسب ابن خلدون أي من البربر البتر القادمون من شرق الصحراء المغربية و عاصمتهم القديمة فكيك …..
الاختلاف بين الرفيسة و المضهوسة و الثريد .
الرفيسة هو نوع من الثريد يميز قائمة الطبق المغربي التقليدي، وتعتبر الرفيسة من الأطباق الشعبية الأكثر استهلاكا خاصة في الأوقات الباردة والمعتدلة.
الرفيسة او الثريد ، بلد المنشأ المغرب هو غذاء ذو قيمة خاصية صحية ميزته حرارة الجسم أي غذاء صحي أو غذاء حمية ، يتكون من الرغيف و الطيور و الدجاج خاصة و القطاني كالعدس و الفول و الحلبة .
والرفيسة طبق عائلي بامتياز ، حيث يتم تحضيره في المناسبات العائلية والدينية والولائم أو ما يصطلح عليه في المغرب ب”الزردة”. ويرتبط إعداد الوجبة بالخصوص بمناسبة الولادة، حيث يتم إعدادها للنساء حديثات الولادة، لما يتضمنه من مكونات صحية مفيدة ومدرة للحليب مثل الحلبة والعدس وتوابل خاصة تسمى ”المساخن” .
يحتوي هذا الطبق على مواد غذائية مهمة، تساعد الجسم على اكتساب مناعة ضد نزلات البرد. ومده بمختلف الأملاح المعدنية ، حيث تعد أكلة رئيسية للنساء في فترة النفاس، كما جرت العادة طبقا للتقاليد المغربية.
تضم الرفيسة الحلبة والعدس وخلطة توابل «رأس الحانوت» أو «المساخن»، حيث تسخن الجسم، لما لها من أهمية. . يتبع بقلم الهواري الحسين Houari Hossin
* ابن الزيات التادلي فقيه و عالم و مؤرخ مغربي من مدينة تادلة عاش في القرن 13 له مؤلف حول التصوف و المتصوفين و الأولياء في المغرب يسمى
التشوف إلى رجال التصوف» المسمى أيضا «كتاب التشوف».