يحتفل العالم، غدا الثلاثاء، باليوم العالمي لمحو الأمية، حيث ستركز احتفالية هذه السنة على ثيمة تعليم القرائية وتعلمها في ظل تفشي جائحة (كوفيد-19) وما بعدها، مع إبراز دور المربين وأصول التربية.
وسيكون احتفال هذه السنة مناسبة لتسليط الضوء على تعلم القرائية من منظور التعلم مدى الحياة، حيث سيتم التركيز، أساسا، على فئتي الشباب والكبار.
وقد أرخت الأزمة الصحية الناجمة عن جائحة (كوفيد-19) بظلالها على السيرورة التعليمية/التعلمية عموما، ومحاربة الأمية على وجه الخصوص، حيث غابت برامج محو أمية الكبار في العديد من البلدان عن الخطط التعليمية الأولية للتصدي للجائحة، فتوقفت تبعا لذلك معظم هذه البرامج واقتصرت على استمرار بعض الدورات بطريقة افتراضية.
وذكرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) ، على موقعها الإلكتروني ، أن الأزمة الصحية الراهنة شكلت صرخة وتنبيها إلى الهوة القائمة بين الخطاب السياسي والواقع، الهوة التي تؤثر سلبا على تعلم الشباب والكبار الذين لا يتمتعون بالمهارات القرائية، أو من كانت مهاراتهم محدودة، مما يجعلهم يواجهون العديد من أوجه الحرمان.
وسجلت أن الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية لسنة 2020 سيقدم فرصة للتفكير في كيفية استخدام أصول التربية وأساليب التعليم المبتكرة والفعالة في برامج محو أمية الشباب والكبار بغية التصدي للجائحة وما بعدها، ومناقشة كيفية استخدامها.
وأضافت أن هذا اليوم سيفسح المجال أمام تحليل الدور الذي يضطلع به المربون، وتحليل السياسات والنظم والحكامة والتدابير الفعالة التي من شأنها دعم المربين وعملية التعلم.
وستستهل اليونسكو، من خلال إقامة مؤتمر افتراضي، نقاشا جماعيا عالميا من أجل وضع تصور جديد لتعليم القرائية وتعلمها للشباب والكبار في مرحلة ما بعد جائحة (كوفيد-19)، وذلك بغية تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة.
ويتمحور هذا الهدف حول ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع من خلال تعزيز جملة من الدعائم من قبيل ضمان تمتع جميع الفتيات والفتيان بتعليم ابتدائي وثانوي مجاني ومنصف وجيد، مما يؤدي إلى تحقيق نتائج تعليمية ملائمة وفعالة، والزيادة في عدد الشباب والكبار الذين تتوفر لديهم المؤهلات التقنية والمهنية للحصول على وظائف لائقة ومباشرة الأعمال الحرة، وغيرها.
وبهذه المناسبة، أعلنت (اليونيسكو) عن تنظيم حفل لتوزيع الجوائز الدولية لمحو الأمية في الثامن من شتنبر، حيث ستقدم المنظمة الأممية جائزة “الملك سيغونغ لمحو الأمية” (جائزتان)، التي تولي اهتماما خاصا لتعزيز استخدام اللغة الأم لأغراض التعليم والتدريب في مجال محو الأمية، علاوة على جائزة “كونفوشيوس لمحو الأمية” (3 جوائز)، التي أنشئت سنة 2005، وتعنى بمحو الأمية لدى الراشدين في المناطق الريفية والشباب غير الملتحقين بالمدارس، لاسيما لدى الفتيات والنساء.
وتمنح اليونسكو جوائزها الدولية لمحو الأمية منذ سنة 1967 في خطوة لتكريم البرامج المتميزة والمبتكرة الرامية إلى تعزيز محو الأمية. وقد قدمت هذه الجوائز المرموقة منذ تأسيسها لأكثر من 495 مبادرة اضطلعت بها الحكومات والمنظمات غير الحكومية في جميع أنحاء العالم.
وعلى الصعيد الوطني، ونظرا للظرفية الاستثنائية التي فرضتها الجائحة، عملت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على الاستمرار في تقديم دروس محو الأمية بواسطة التلفاز والإنترنيت على قناة محمد السادس للقرآن الكريم “السادسة”، وعلى موقعها على شبكة الإنترنيت.
وذكرت الوزارة أن عدد المستفيدين من دروس محو الأمية عن بعد بلغ أزيد من 290 ألف متعلم أي بنسبة 95 في المائة من مجموع المسجلين بالبرنامج، في الأسبوعين الأولين من اعتماد هذا الاسلوب في إطار التدابير الوقائية التي تتخذها الوزارة في مواجهة فيروس كورونا المستجد.
وبينما يقف العالم أجمع بين مطرقة تفشي الفيروس وسندان الحرمان من التعليم الحضوري، بما يمثله هذا الأخير من ضمان حقيقي لنجاح سيرورة التعليم، تظل برامج محو الأمية مغيبة إلى حد كبير ضمن قائمة الأولويات حتى إشعار آخر.
المصدر: و.م.ع