قد يكون خروج رئيس جماعة مكناس الاعلامي الأخير موفقا من حيث توقيت زمنه، ومن جانب آخر آثر السيد عبد الله بوانو نفض الغبار عن كل متمنيات برامج التنمية والتهيئة بالمدينة. قد يكون خروجه الإعلامي تنفيسا بالبيان عن مخفضات المنجزات التنموية بالمدينة ومدها بتساوي المسؤوليات نحو مكونات المجلس ككل (لا أغلبية / لا معارضة). قد تكون تلك المقابلة الإعلامية للسيد الرئيس تكاد تكون وصفة طبية سماعية وكلامية بلا توجيه نحو أمراض التنمية بمكناس نحو (جهاز سكانير IRM) لتوضيح الأسباب والأعراض التي انطفأت بها شمعة التنمية بمكناس عن الإنارة.
حوار انصب في شقه الضيق لتسفيه آراء كل من انتقد تدبيره وتسييره لمجلس جماعة مكناس بالصوت المرتفع، حديث بعمومه تقني ولا يحمل تسويقا سياسيا بينا لحزب الأغلبية. حوار حمل إشارات بينة لمنجزات الرئيس، وأضمر أخرى بالتوجيه المشفر بتعويم المسؤوليات. حوار استعمل ممحاة علنية لحذف ما علق من انتقادات لرئاسة المجلس.
غير ما مرة كنا نصف مجلس جماعة مكناس بأكبر أغلبية عددية على الصعيد الوطني، اليوم تأكد لنا الوصف في أن مجلس جماعة مكناس وطيلة خمس سنوات قد صادق على ما يزيد من (400 نقطة) في دوراته العادية والاستثنائية، أغلبها الوفير حتما (الموافقة والمصادقة على الشراكات)، اليوم أبان السيد الرئيس أن الحوار السبقي والتوافقي والتشاركي والإتفاقي كان يدار خارج جلسات قاعة الدورة العمومية، وأن (95%) من النقاط المعروضة في الدورات قد تم المصادقة عليها بالإجماع ورفع الأيدي بلا احتساب من حضر.
لا أستسيغ استعمال أساليب التفضيل في الكتابة، لكني اليوم أقول: من أذكى صناعات الأغلبيات مجلس برئاسة السيد عبد الله بوانو. فقد أحبذ أن تدخل (أكبر أغلبية بمكناس) ضمن موسوعة سجل “غينيس” للأرقام القياسية كي يذكر بها مكناس، بعد ما غاب ذكره حتى في النشرة الجوية !!! قد لا نختلف القول، في أن التغلب على مجموعة من القضايا التي تهم المدينة يحتاج الى فتح قنوات التواصل بين مكونات المجلس الداخلية، والتعاون مع السطات المحلية، والمجتمع المدني والإعلام، لكنا قد نختلف حين تم خلق منسج التوافقات السبقية (عندي عندك)، حين بات التوافق الاتفاقي عنصرا من عناصر التعويم وقتل الابتكار في هندسة تصميم التنمية، وصناعة سياسة التدافع الصحي التموقعي داخل جلسات المجلس، حين بات المجلس يدا واحدا يصفق بالإجماع، ويرفع الأيدي بالإجماع، وصوتا واحدا بالإجماع … حين افتقدت تلك الأحزاب المصنفة في خانة المعارضة ملمحها الإيديولوجي والسياسي وباتت تساند الأغلبية بالاتفاق فقط، حين باتت تلك الأحزاب والتي هي في حكم المعارضة تحتسب من الأغلبية الطيعة والتي لا تتكلم، ولا بصمة لها بالتميز إلا ما ظهر بالقلة المتقطعة.
اليوم يعترف السيد الرئيس أن مدينة مكناس لم تأخذ حقها في الكثير من القضايا والمجالات وخاصة في موضوع التنمية، لنحمل جينة الغباء ونفتش عن المسؤول والمسؤوليات في برنامج عمل التنمية !!! أين هي المرافق العمومية والمشاريع التي تمكن الساكنة من العيش الكريم بمكناس؟ أهي قائمة على توسيع المقابر!!! أين تظهر التنمية في تصميم التهيئة والمدينة باستشراف سنة 2030 ؟ أين يظهر الانصاف المجالي/ المحلي في شق العدالة الاجتماعية،والتفاوتتات تقتل المدينة؟ أين يبدو الانسجام في تصميم التهيئة على تراب المدينة بوجود هوامش التهميش، وتوطين السكن الاقتصادي بعيدا عن حمرية؟ أين هي المدينة الذكية ومؤشرات التصميم التهيئة تحمل التوزيع التقليدي للمدينة (الخماسية الأقطاب)؟ أين هي رؤية الاستثمار بالمدينة في تصميم التهيئة وعمل الجماعة؟ أين هو برنامج عمل الجماعة (2016/2021) في رؤية تصميم التهيئة؟.
قد أوصل السيد الرئيس صوته بالنقد والتجريح لكل من يعارضه حد رمي الحجر بالشعر فقط، قد أغفل السيد الرئيس التنصيص عن بعض”القضايا الكبرى” والتي أكد فيها أنه ” سيأتي الوقت لسردها…”، قد أغفل السيد الرئيس تقويم عمل الأغلبية (فقط) و دون تعويم الحديث بجر كل مكونات أحزاب المجلس نحو تحمل أثر المنجزات الإيجابية (ولو بقلتها)، وتحملهم وزر المسؤوليات في كل الاخفاقات التنموية (على كثرتها). قد نتصالح جميعا بمكناس ونصفق في حملة انتخابات سنة (2021)، فلن نرى تلك مزايدات سياسية التدافعية بين الأحزاب، مادامت قد شكلت أكبر أغلبية على مر التاريخ في مجلس جماعة مدينتي