متابعة للشأن المحلي محسن الأكرمين.
قد بدأت تنمو بوادر تعويم مشاكل الظل بمكناس نحو تقاذفها باللسان المطاوع واللين بين مكونات مجلس جماعة مكناس. قد يبدو أن رد الكيل وبزياد أتى من فريق الاتحاد الدستوري وعلى لسان السيد عباس المغاري وبلغة لا تنهل من شعر الهجاء حرفا. هي صورة من صور المخالطة السياسية بالتحليل والتي تحمل تزحزح الثقة و برج التوافق عند أول بوابة الانتخابات 2021(أراسي أراسي). من حنكة (المعلم الكبير) بجماعة مكناس السيد عبد الله بوانو توريطه لفريقي المعارضة (الاتحاد الدستوري وحزب الأصالة والمعاصرة ) بأنهما أجزاء من تدبير المشاكل وأجزاء من حلول المتوافقات السبقية واللجان. فحين أفضى أنه حقق رقما قياسيا بتصويت الإجماع ب (95%) على ما يزيد من (400 نقطة) كان قد سجل أحسن هدف ذهبي في تاريخ التدبير الجماعي.
حقيقة لا يمكن تجاوزها بالقفزة السهلة، فرئاسة مجلس جماعة مكناس تحللت من المسؤولية الكلية، ومن الإخفاقات التي تلاحق الأغلبية. وألبستها بالتقاسم والتعويم مع ما يصطلح على تسميته تجاوزا فرق المعارضة !!! رئاسة المجلس وبحنكة الذكاء السياسي أشركت الجميع في التدبير القبلي (التوافقي) في ما سمي اللجان (وما أدراك ما اللجان؟ وتقسيم الأتباع والمريدين، و تقسيم حتى الاتفاق بعينه). اليوم ونحن على مشارف بدال الأغلبية (انتخابات2021 )، سنقارع بين كلام السيد عبد الله بوانو ومولاي عباس المغاري. فالأول رسم التوافق وأسسه على اقتسام الإخفاقات والايجابيات، فالأول رمى بالكرة في المرمى (الفارغ) مسجلا هدف السبق، ووضع جميع مكونات المجلس في (زعلوك مكناس الحار). فيما الثاني مولاي عباس المغاري فقد أكد بخبرته التسييرية لدواليب جماعة مكناس وتمرسه على المنازلات بدون قفازات ملاكمة أن فريقه ” احترم إرادة الساكنة وقرر ألا يضع أية عراقيل أمام الأغلبية …” من هنا نتساءل: هل المعارضة تمثل العراقيل (فقط) وقول (لا)، أم أن لها رؤى بديلة بالتناصح والتصويب.
لم يكن مولاي عباس بذكاء الخبير والدم (الانجليزي) أن يفوت الفرصة تمر دون أن يعري بالفضح على الملفات الكبرى التي تم التوافق عليها”… توافقنا على بناء مستشفى من الجيل الرابع!!! توافقنا على بناء المسرح الكبير !!! وقاعة للمؤتمرات !!! وإحداث مكتبة متعددة الاختصاصات!!! المعرض الدائم!!! توافقنا على مركز للتسويق!!! على ميثاق التهيئة الحضرية!!! على المحطة الطرقية الجديدة المتعددة الخدمات!!! ” هنا علمنا عناصر التوافقات على (قضايا مكناس الكبرى)، والتوافقات الصغيرة بالكثرة التي لا تستحمل الجرد العددي. هنا اكتفينا بتعقيم الأيدي، والتيمم رخصة من مشاريع ظلت حبرا باهتا على ورق دون هندسة واقعية، ولا تحديد آجال الانجاز، ولا التزام من المتدخلين. هنا وجد السيد مولاي عباس المغاري حلا لإشكالية التوافق “… أين هذا كله على أرض الواقع… بمكناس؟” ، هنا تحلل بالكفارة حزب الاتحاد الدستوري من توافقات غير منجزة أصلا!!!
قد لا نختلف في أن الجميع يحمل النيات الحسنة بالوفرة لخدمة مكناس “الهاجس كان عندنا خدمة مدينة مكناس…وصوتنا على الرئيس”. لكن إذا كانت الساكنة قد اختارت أغلبية مريحة، فإنها بنفس الوقت اختارت كل مكونات المجلس حتى (المعارضة منها). اليوم لن نلوم “بعض نواب الرئيس الذين حلوا محل أطر الكفاءات… في التسيير…” فقد (فات الغرس قبل مارس). اليوم كان نقد السيد مولاي عباس المغاري معقولا بالبرهان” اتفقنا غير ما مرة مع الرئيس على تجاوز التسيير القديم… والولوج إلى قرن التكنولوجية بامتياز ….” اليوم قد نقول: أننا فوتنا خمسة سنوات في توافقات هامشية وهشة مررت ” الشراكات” و”المهرجانات” بالموافقة والمصادقة بالإجماع. اليوم يجب أن يخرج حزب الأصالة والمعاصرة عن صمت صقيع الجبل، ويعبر عن رأيه (أين يتخندق؟)!!!. اليوم بات من اللازم أن تكون دورة (أكتوبر 2020) لإعلان الخروج عن جلباب الرئيس (المعلم الكبير) ومحو التوافقات مهما كانت. اليوم ساكنة مكناس باغية كناش جلسات اللجان لمعرفة تلك التوافقات السبقية، اليوم قد نقول: بأن دورات مكناس العمومية كانت منصة ركح مسرح تمرر فيه مسرحية (سامحوني) بإجماع التصويت. من يؤاخذنا على توافقنا مع الرئيس (يقول مولاي عباس) سأوضح نوعية هذا التوافق، أين هذا كله على أرض الواقع؟ نعم مولاي عباس توافقتم على مشاريع حلم السراب غير الواقعية، في حين كانت الساكنة تريد سماع صوتها في دواليب المجلس (الانتظارات /الاكراهات/ الالتزامات من برامج الأحزاب السياسية…) من طرف معارضة بناءة. لنعد إلى السيد الرئيس، صدق القول إنه (المعلم الكبير) على حد تعبير صديقي، إنه الرجل الذي صنع من التنافر توافقا، وبات يسير الجماعة وفق تحريك لعبة (الكراكيز) وبحضور جمهور مشجع بامتياز لرفع أيادي الإجماع.