بيان للحزب الاشتراكي الموحد فرع فاس

الحزب الاشتراكي الموحد
فرع فاس

بيان

اجتمع مكتب الحزب الاشتراكي الموحد بفاس يوم السبت 19 شتنبر 2020، في إطار تتبعه لقضايا الساكنة والتطورات السياسية العامة ووضعية وباء كوفيد 19 وتداعياته الاقتصادية والاجتماعية، ويأتي هذا الاجتماع في سياقات متعددة:
-الوضع المتأزم للرأسمالية العالمية بكل أقطابها والتي بينت جائحة كورونا عجزها المبين في الحفاظ على سلامة وصحة المواطنات والمواطنين في المركز كما المحيط وضعف بنياتها الصحية في استقبال المرضى وتقديم العلاج المناسب لهم مما يفتح آمالا عريضة أمام شعوب العالم في الانعتاق من كل أشكال العبودية والاستغلال ودك ركائز الليبرالية المتوحشة وإرساء أسس مجتمع إنساني مبني على السلم والعدالة الاجتماعية.
– قيام الإمبريالية الأمريكية والكيان الصهيوني بإعادة بناء خريطة الشرق الأوسط فيما تسميه بصفقة القرن وهرولة الأنظمة الرجعية العربية لمباركة هذا المشروع القائم على طمس الهوية الفلسطينية والتطبيع العلني مع الكيان الصهيوني وخيانة نضال الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه وإقامة دولته المستقلة عاصمتها القدس مع عودة كل اللاجئين دون قيد أو شرط.
– انغلاق الحقل السياسي المغربي ونهاية الآفاق التي فتحها قوس حركة 20 فبراير المجيدة في مغرب الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، مع استغلال الدولة لجائحة كورونا في المزيد من الضغط على المجتمع بكل مكوناته الحية والهجوم الكاسح على الحريات العامة وقمع كل حركة تتوق للدفاع عن مطالب مجالية أو اجتماعية أو اقتصادية مشروعة والزج بالصحفيين والمدونين ونشطاء الحركات الاجتماعية في السجون مما ينذر بالعودة إلى مغرب أسوء من مرحلة سنوات الجمر والرصاص.
– التدبير المنفرد لوزارة الداخلية لجائحة كورونا المبني على المقاربة الأمنية والقمعية وما نتج عنه من تطور في الحالات المصابة عبر ربوع الوطن حتى المناطق التي ظلت عصية عليه طيلة أربعة أشهر وذلك ما يؤكد صحة موقف وتقدير حزبنا الذي طالب بضرورة إشراك المؤسسات المنتخبة والهيئات السياسية والنقابية والجمعوية للتعاطي مع الوباء بإغناء المقترحات والبدائل القادرة على تجاوز هاته المحنة حفاظا على صحة وسلامة المواطنات والمواطنين.
– تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية نتيجة السياسة اللاشعبية واللاديمقراطية السائدة والمخلصة لتوصيات المؤسسات المالية العالمية، والحجم المهول لوضعية الفقر والهشاشة التي تعيش في كنفها معظم فئات الشعب المغربي كما فضحت ذلك الجائحة إضافة إلى التحاق العديد من العاملين والعاملات بالمؤسسات الإنتاجية أو الأعمال اليومية ذات الدخل المحدود بصفوف الفئات الهشة.
– عجز السلطات المنتخبة بالجهة على تدبير أوضاعها واستثمار إمكانياتها البشرية والجغرافية في الدفع بعجلة التنمية إلى الأمام وهذا نتيجة طبيعية لافتقار الأحزاب الإدارية المكونة للمجلس لأي تصور مستقبلي للجهة.
– تشتت اليسار المغربي و تراجعه و فقدانه للامتداد المجتمعي وتردده في اتخاد المبادرات السياسية اللازمة لبعث الروح والثقة في الحركة الجماهيرية الواسعة والمتضررة من نتائج السياسة السائدة، مع ركود عام للفعل النقابي الكفاحي مما يزيد من هدر المكتسبات وتطاول على الحقوق الاساسية لكل الفئات الاجتماعية ولن يكون آخرها استعداد الدولة لتمرير مشروع قانون الإضراب.
– التتبع اليومي للحزب لأوضاع المدينة وقضايا ساكنتها وانخراطه إلى جانب شبيبته ونسائه وقطاعاته في كل معاركها النضالية تجسيد لشعار المؤتمر الوطني الرابع “دعم النضالات الشعبية من أجل الكرامة والعدالة الاجتماعية”،( معركة إزالة الحواجز من الحافلات العمومية ،الحق في الماء و الفضاءات الخضراء ،دعم مؤجري السيارات ، عمال النظافة المطرودين…)، وهو ما أعطى نفسا جديدا لحزبنا محليا تعبر عنه طلبات الالتحاق بصفوفه من طرف المواطنات والمواطنين وسمعته المشرفة لدى كل أطراف المشهد السياسي بالمدينة وتجاوب السلطات العمومية مع الساكنة في بعض القضايا التي أثارتها ودعم الحزب وشبيبته لها، لنؤكد مرة أخرى أن الحوار الجاد والمسؤول هو الأسلوب الكفيل بحل المشاكل التي تظهر هنا وهناك…كل هذا يحفزنا على المزيد من البذل والعطاء لإعادة الاعتبار للعمل السياسي وقيمه النبيلة المبنية على الحرية والاختيار والتطوع في خدمة الصالح العام…
إن المكتب المحلي بعد نقاشه العميق لهاته الأرضية العامة فإنه:
– يدعو شعوب العالم بكل قواه الحية والمناهضة للعولمة والليبرالية المتوحشة الزاحفة على كل المكتسبات والحقوق الاجتماعية والاقتصادية للالتحام والتوحد على برامج نضالية هادفة إلى الحد من الهجوم الليبيرالي المتوحش وإعادة الاعتبار لمكانة الإنسان وكرامته في هاته المنظومة الرأسمالية السائدة والتي لن تكون جائحة كوفيد 19 آخر مظاهر وتجليات أزماتها المتكررة والتي ستكون تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كارثعلى الدول جنوبا وشمالا.
– يدين كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني السري منه والعلني ويدعو الشعوب العربية وكل شعوب العالم التواقة إلى التحرر إلى دعم القضية الفلسطينية عبر العمل على تسهيل وتيسير وحدة صفوف المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها والدفاع عنها في كل المحافل الوطنية والعربية والدولية و يطالب بإقرار قانون تجريم التطبيع بكل اشكاله مع الكيان الصهيوني .
– يطالب بإشراك السلطات المنتخبة و القوى السياسية و النقابية و الجمعوية ، في تدبير جائحة كوفيد 19 .
– يؤكد على صورية وشكلية المجلس الوطني لحقوق الإنسان خاصة مع تواتر اعتقال الصحفيين والمدونين ونشطاء الحركات الاجتماعية دون أن يحرك ساكنا كما بينت معركة الأمعاء الفارغة لمعتقلي حراك الريف ، وعجزه عن القيام بأي دور في اتجاه حماية حياة المضربين عن الطعام وتلبية مطالبهم البسيطة والمشروعة.
– يدعو مجلس جهة فاس مكناس للقيام بأدواره المنوطة به واستثمار إمكانيات الجهة في بناء مشروع تنموي مستدام يلبي حاجيات ساكنتها وانتظاراتها وذلك عبر خلق تكامل بين أقاليمها واستثمار مؤهلاتها البشرية والجغرافية والثقافية والتاريخية.
– تسجيله قلق وحذر الأسر من الدخول المدرسي الحالي والاستثنائي ويطالب الأكاديمية الجهوية والمديرية الإقليمية والسلطات العمومية والمنتخبة بتوفير كل وسائل الوقاية الضرورية من الوباء داخل المؤسسات التعليمية وتوفير كل المستلزمات المعلوماتية الضرورية لتقديم الدروس عن بعد مع ربط كل المؤسسات بشبكة الانترنت.
– يطالب مجلس المدينة بإعادة النظر في صفقة تفويت مواقف السيارات لشركة أجنبية خاصة في جانب تسعيرتها الباهظة مقارنة مع غيرها في باقي المدن والتي لن يستفيد منها في النهاية سوى الرأسمال الأجنبي.
– يدعو السلطات المنتخبة والعمومية لنهج أسلوب الحوار مع ساكنة المدينة عبر ممثليها في حل مشاكلها والتعاطي مع قضاياها مع لزوم إعطاء الأسبقية للمجال الأخضر الذي تقلص بالمدينة وتوفير مساحاته الضرورية كمتنفس للساكنة في سياق مقاربة بيئية لازالت مغيبة من برنامج المجلس والسلطات الوصية.
– فتح حوار جدي ومسؤول لإيجاد الحلول الممكنة لأوضاع المقاولات الصغرى خاصة في المجال السياحي والمهن المرتبطة به (النقل السياحي، مؤجري السيارات، عمال وموظفي الفنادق، عمال الصناعة التقليدية، متاجر المنتوجات السياحية، المرشدين السياحيين…).
– يطالب وزارة الصحة بتزويد المدينة بالأطر الطبية والتمريضية والتقنية الكافية وتوسيع بنيات استقبال المصابين حتى لا تتكرر مأساة مراكش كما يدعو من جديد المندوبية الإقليمية للصحة لمراقبة صارمة لحراس الأمن الذي يتجاوزون مهامهم ويتسببون يوميا في صراعات هامشية تؤثر على السير العادي للمؤسسات الصحية.
– يطالب مجلس المدينة بتطبيق بنود دفتر التحملات المرتبط بمرفق النقل العمومي وتجويد خدماته والزيادة في أسطوله وإزالة المهترئ منه لتنعم ساكنة المدينة بنقل يصون كرامتها.
– وآخر وليس أخيرا فإن مكتب الحزب بفاس يثمن مواقف حزبنا وطنيا المعبر عنها في بياناته وبلاغاته ومبادرته الميدانية ويجدد دعوته بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين لفتح صفحة جديدة قوامها إعادة الثقة في العمل السياسي ومؤسساته، كما يدعو اليسار المغربي بكل مكوناته لرص صفوفه واتخاذ المبادرات القادرة على تعبئة كل الفئات الهشة والمستضعفة للنضال في أفق مغرب ممكن مغرب الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، كما يلتمس من جميع رفيقات ورفاق الحزب المزيد من العمل والانخراط الإيجابي في بناء أداتنا التنظيمية بكل وعي ومسؤولية والرفع من وتيرة نضالنا اليومي ويدعو ساكنة المدينة إلى الالتفاف حول مشروع الحزب الاشتراكي الموحد بفاس في بناء مدينة تستجيب لكل تطلعاتها وطموحاتها.
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين
المجد والخلود لشهداء الحرية والديمقراطية
فاس يوم 19 شتنبر 2020