مجلس جماعة مكناس يتحدى قصور موارد الميزانية المرتقبة لسنة 2021.
محسن الأكرمين متابع للشأن العام المحلي بمكناس .
يحتمل أن يكون الباقي استخلاصه يفوق بكثير الميزانية المقدرة برسم سنة ( 2021) . وقد تكون هذه الميزانية الرئيسية بجماعة مكناس قد أرهقت من اشتغل على تجميع معطياتها الدلالية والبيانية، وزادته إرهاقا حين اقتحم عقبة التخطيط الاستراتيجي والعملي لتدبيرها العام السنوي، و كذا وضع تقديرات المداخيل والنفقات مع خاصية الحفاظ على توازن الميزانية العمرية.
لأول مرة أرى أن المجلس بمجموع أعضائه توحد في خانة سؤال: كيف ندبر ميزانية تتكمش من حيث المداخيل وتتسع من حيث النفقات؟ كيف يتم تدبير ميزانية تستوفي شروط الموازنة اللازمة، وهي التخطيط تتأسس على فرضيات مداخيل (غير متحكم فيها)؟ كيف يمكن الوصول ولو للحد الأدنى من التقديرات الممكنة للمداخيل بالموازاة مع المصاريف؟
حقيقة أشفقت على اليد القصيرة في حسن استعمال الموارد المالية والبشرية لجماعة مكناس بكل أريحية، وقفت مشاهدة على حيلة اليد التي لم تتمكن من جمع الباقي استخلاصه وتمكين مالية الجماعة من سيولة تضمن الانسجام والاندماج بين جميع التدخلات داخل جماعة مكناس.
مشهد عام من جلسة أكتوبر بجماعة مكناس، فقد كان جميع الأعضاء يحللون أطراف الميزانية بالتقليب ولا يحصلون إلا على بيانات النكوص الممكنة وكفاف التقديرات اللازمة وبزيادة، كان الرئيس السيد عبد الله بوانو يدون كل كبيرة وصغيرة، ودون أن يقاطع أحدا حتى وإن زاغ خروجا عن أشطر الميزانية المعروضة للموافقة والمصادقة. هي ميزانية السنة الأخيرة، والتي يشكلها أعضاء مجلس قد لا يعود منه الثلث أوما يزيد إلى نفس المقاعد والاختصاص، هي ميزانية (نارية) قد يضع المجلس الحالي جمرتها بيد من تختاره ديمقراطية صناديق الاقتراع بمكناس(2021)، هي ميزانية عند تقليبها بشموليتها يضيع متسع الحفاظ على التوازن المالي بجماعة مكناس، وهو ختم انتهى الكلام !!!.
قد نقر من العدل ونرفع القبعة لرئيس مجلس جماعة مكناس، حين فسح المجال للتفكير الجماعي لكل الأعضاء، فسح الوقت الزمني المفتوح بإبداء ملاحظاتهم لتقوية ميزانية سنة 2021 بالرأي والتصويب، قد شد الحديث القاعة كليا الفوائض التقديرية لميزانية التسيير والتجهيز(مقارنة المداخيل والنفقات)، قد حضر سؤال : كيف تتحمل جماعة مكناس الأعباء المالية الإضافية؟.
حقيقة، لا يمتلك سي عبد الله رئيس مجلس جماعة مكناس العصا السحرية لتوضيب الميزانية (2021) بالسيولة المالية الكافية، وبمتسع ضمان حسن الاستجابة لانتظارات الساكنة، و لما حتى ترك فائض من أريحية مال التسيير والتجهيز للمجلس القادم. حقيقة تاريخية، كان سي عبد الله يمتلك بحق المقاربة التشاركية الديمقراطية، ويقول لجميع أعضاء المجلس (هاتوا برهانكم). حقيقة، لن نحمل المجلس الحالي (ما لا طاقة به) من أزمة الميزانية وإخفاق رصد الاعتمادات الكافية لتغطية الالتزامات المالية المترتبة عن العقود والاتفاقيات المبرمة من طرف المجلس (قبل أزمة كوفيد 19)، وكذا كل الخدمات المتعلقة بتدبير الموافق العمومية المحلية بمكناس، لن نحمله حين نقايس بين ميزانية مكناس وما شابها من مدن الجوار فقد نجد بالتمام نجاح مجلس مكناس في (تدبير أزمة ميزانية من المنطلق (2015) إلى خط نهاية الوصول (2021). نعم، ما لعمرو فهو حق له، ويمكن أن يستحق التقدير والعتاب، وما هو ثناء على زيد فهو واجب منا، ولمسيرة مجلس مكناس عايش كل أشكال الإكراهات، وذلك على اعتبارات الحمولة التراكمية للأزمة المالية والتنموية بمكناس، وهي آتية من الماضي…، وكذا الظروف الاستثنائية للوضعية الاقتصادية عالميا ووطنيا وجهويا ومحليا (جائحة كوفيد 19).
كنت أرفض استعمال (ميزانية 2021 مثقوبة) لكن الدلالة أشد وأبين. فحين تابعت كل التدخلات لأعضاء المجلس أحسست بكلمة تجمع الجميع (ما يمكن إنقاذه وموازنته)، وقفت على توجيهات سديدة حين دعت مجموعة من المداخلات بكامل حرية ومصداقية ومسؤولية بنفض (إلغاء) كل الشراكات التي تلتصق بمالية الجماعة مثل (العلقة) وتستنزف ماليتها، سمعت أن يحيّد الدعم عن الكل استثنائيا، إلا ما يشكل دعما لغاية اجتماعية أوعناية أخلاقية، وقفت على كلمات آتية من فصول الحكامة وترشيد النفقات وتحفيز المداخيل، وقفت على حلول تلتقط الصوت الايجابي وحلم خلق موازنة جزئية لهذه (الميزانية المثقوبة).
نعم، هي ميزانية السنة الانتخابية، والتي تترك بصمة غير مليحة عن مجلس(2015)، لكنها ستكون ميزانية التحصيل الفعلي للمبالغ المالية اللازمة إن فكر المجلس بآليات تحفيزية، كما أنها ستستند في متمها على بعض القروض اللازمة في حدود النفقات المرتقب صرفها بالإلزام والالتزامات. نعم، أصعب ميزانية كانت لسنة 2021 ،وهي تحمل أثر جائحة (كوفيد 19)، تحمل المشروعية الجماعية في الحد من النتائج المالية السلبية المقوض لميزانية نفقات التسيير والتجهيز، نعم قد تنتهي دورة أكتوبر وكل من جلس على كرسيه بمجلس جماعة مكناس يتحسسه ويأمل العودة إليه، نعم، قد تنتهي دورة أكتوبر ونحن نتوقع بالتمام تعديل الميزانية لاحقا وبأيدي أعضاء مجلس آخر.