حدثين وتاريخين
الحدث الأول:
سنة 1930 أقامت فرنسا احتفالات كبيرة ، بمناسبة مرور 100 عام على احتلال الجزائر
وأرادت أن تقول للعالم انها قد فرنست الجزائرين،، والدليل تلك التجربة التي قاموا بها وملخصها ،،،: ( أن فرنسا انتقت 10 فتيات مسلمات جزائريات، ألحقتهنّ بالمدارس الفرنسية ولقنتهن الثقافة الفرنسية، وعلمتهن اللغة الفرنسية، وألبستهن اللّباس الفرنسيّ) .
وبعد 11 سنة من التكوين الموجّه لطمس هويتهنّ، هُيّئت لهنّ حفلة تخرج؛ دُعي إليها المسؤولون والصحفيون، كان ذلك عام 1930 م
وحين بدأ الحفل ودعيت الطالبات للخروج أمام الحضور، فوجئ الجميع بأنّ الفتيات الجزائريات خرجن بلباسهن الإسلامي الجزائري (الحايك ) .
أصاب الحضور من المسؤولين والإعلاميين الفرنسيين الذهول وصعقوا من هول ما شاهدوه ،،، وثارت ثائرة الإعلام الفرنسي،، ووجهوا سؤالا إلى لاكوست وزير المستعمرات الفرنسي مفاده: ماذا كانت تصنع فرنسا في الجزائر طيلة مائة عام ؟
عندها قال لاكوست قولته المشهورة: ( وماذا أفعل إذا كان القرآن أقوى من فرنسا ).
الحدث الثاني:
يوم الجمعة 9 أكتوبر 2020، ، بعد مرور 90 عاما عن الحدث الأول آنف الذكر.
وبعد مرور عدة أيام فقط على تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حول الإسلام التي قال فيها : إن الإسلام يمر بأزمة اليوم في العالم .
اليوم في مطار باريس
استقبل ماكرون ورجال من حكومته وبعض من أفراد الشعب الرهينة الفرنسية : صوفي بترونان ،
االتي كانت محتجزة في مالي لمدة أربع سنوات من طرف إحدى الجماعات.
كانت صوفي بترونان (75 عاما) خطفت في 24 دبسمبر 2016 في غاو (شمال مالي) حيث كانت تعيش وترأس منظمة لمساعدة الأطفال لسنوات.
وبعد أن نزلت صوفي من الطائرة واحتضنت أبنها بقوة في موقف مؤثر ، تحدث قائلة:
“سأصلي من أجل مالي وأنا أطلب البركات والرحمة من الله لأنني مسلمة. تقولون صوفي، لكن مريم هي التي أمامكم ) .
هذا ما قالته صوفي بترونان ،،معلنة اسلامها على الملأ
محتفية باسمها الجديد : مريم .
اما ماكرون فقد غادر المطار بعد ان الغيت الكلمة التي كان يريد أن يلفيها .
لقد أصابه الذهول كما أصاب لاكوست من قبل
ولو عاد لاكوست لردد كلمته : ( وماذا نصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا ).
زهرة سليمان أوشن