تتويجا للجهود المتواصلة التي تبذلها المملكة المغربية لمكافحة التنظيمات المتطرفة وتحييد مخاطر التهديد الإرهابي على الصعيد الدولي، وتعزيزا للتعاون الثنائي المغربي البلجيكي في المجال الأمني، قدمت المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني معلومات ومعطيات دقيقة للسلطات البلجيكية المختصة حول مواطن بلجيكي من أصل مغربي، يشتبه في تورطه في التحريض والتخطيط والإعداد لمشاريع إرهابية وشيكة.
وقد مكنت هذه المعلومات الدقيقة التي وضعتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني رهن إشارة السلطات الأمنية والقضائية البلجيكية، من توقيف المشتبه فيه الذي يحمل الاسم الحركي عبد الله البلجيكي، ووضعه رهن الاعتقال من طرف القضاء البلجيكي على ذمة البحث والتحقيق في إطار قضايا الإرهاب والتطرف العنيف.
وقد تم تشخيص هوية هذا المواطن البلجيكي من أصل مغربي، وتحديد تورطه المباشر في التحريض على تنفيذ مخططات إرهابية وشيكة، في إطار البحث الذي يباشره حاليا المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني تحت إشراف النيابة العامة المختصة، مع شخص موالي لتنظيم “داعش الإرهابي”، تم توقيفه يوم الأربعاء 2 مارس الجاري بمنطقة فم أزكيد بضواحي طاطا، وذلك بعد الاشتباه في تورطه في الإعداد لتنفيذ مخطط إرهابي له ارتباطات عابرة للحدود الوطنية.
وقد أسفرت الأبحاث والتحريات المنجزة إلى غاية هذه المرحلة من البحث عن رصد حوالة مالية بالعملة الأوروبية كان قد أرسلها الشخص المعتقل ببلجيكا للمشتبه فيه الموقوف بالمغرب، بداية شهر مارس الجاري، وذلك كدفعة أولى من ضمن عمليات التمويل التدريجي لاقتناء المستحضرات والمواد الكيميائية التي تدخل في صناعة وتحضير المتفجرات.
كما أكدت إجراءات البحث، مدعومة بالخبرات الرقمية والتقنية، تورط الشخص المعتقل ببلجيكا في التحريض على خلق وتشكيل تنظيم إرهابي محلي للقيام بعمليات تخريبية بالمغرب، من خلال محتويات يحدد فيها للشخص الموقوف بالمغرب طريقة الاستقطاب والتجنيد، وكيفية اختيار القواعد الخلفية للتدريب، وكذا المشاريع والأهداف المزمع استهدافها.
وتشير مجريات البحث بأنه تم تسطير كأهداف آنية لهذا المخطط الإرهابي مهاجمة مواطنين أجانب وكذا مسؤولين سامين في قطاعات حكومية وأمنية، واستهداف مقرات عسكرية وأمنية ومؤسسات سجنية باستخدام سيارة مفخخة أو بواسطة مركبة في إطار عمليات الإرهاب الفردي، بعدما تم تحميل إحداثياتها من مواقع على شبكة الأنترنت، علاوة على مهاجمة وكالات بنكية ومصرفية في إطار ما يسمى بعمليات الفيء والاستحلال.
كما أثبتت المعاينات والخبرات التقنية المنجزة بأن المشتبه فيه الموقوف بالمغرب أجرى ثلاث محاولات لصناعة عبوات ناسفة باستخدام المواد الكميائية المحجوزة، وذلك بالضيعة الفلاحية المملوكة لعائلته بمنطقة فم أزكيد بضواحي طاطا.
ولازالت الأبحاث والتحريات التي يجريها المكتب المركزي للأبحاث القضائية متواصلة في هذه القضية تحت إشراف النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب والتطرف، للكشف عن كافة الامتدادات والتقاطعات والارتباطات الوطنية والدولية لهذا المشروع الإرهابي، كما تتواصل عمليات التنسيق والتعاون الأمني الدولي بين مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والمصالح الأمنية والقضائية البلجيكية المختصة.