يشهد العالم الآن حالة من الغليان الغير مسبوق، مع صراع دول تمتلك أسلحة دمار شامل، وفي الظاهر بان أمريكا على الحياد لغاية الآن، ولا تريد أن تتدخل في الأزمة الأوكرانية سوى على مستوى العقوبات، والعالم يترقب نهاية هذه الأزمة ومدى تأثيرها على العالم سواءً من الناحية الاقتصادية أو العسكرية.
في العالم هناك مناطق ساخنة شبيهة بتلك التي بين أوكرانيا وروسيا، فالصين مثلاً هناك خلاف حول جزيرة تايوان، وهناك خلاف أيضاً بين الهند وباكستان على كشمير والكوريتين الشمالية والجنوبية، والكثير في هذا العالم هناك مناطق حدودية بين دول عظمى ممكن أن تشتعل في أي لحظة.
ما يخشاه العالم هذه الأثناء بان تكون العملية الخاصة التي قامت بها روسيا هي فاتحة لما هو أعظم في المستقبل، فجميع هذه الجبهات تعتبر بالباردة، وما يخشاه العالم بأن تكون هناك فتن بين هذه الدول على أراضي حدودية وضعها الاستعمار منذ زمن.
التلميحات الآن على الصين وتايون بدأ يتعاظم شيئاً فشيئاً، ولا ننسى بأن الإعلام يوجه الخبر كيفما يشاء، هناك قنوات لا تنقل الخبر بكل حياديه بل هي مأجورة بنقل الخبر المراد نشره، وهذا كان واضحاً في الفترة الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا بشكل واضح، والربيع العربي.
هذه النقاط الساخنة في حال نشأت بينها خلافاً هل سيكون للأمم المتحدة دوراً مهماً في نزع فتيل الأزمة؟ ولم يكن باستطاعتها الضغط على موسكو بوقف هذه العملية العسكرية الأخيرة.
العالم يترقب ما بعد أوكرانيا، والولايات المتحدة الأمريكية بدأت تشعر بالقلق تجاه هذه الأزمة، فبدأت بإرسال مندوبين لها إلى أمريكا اللاتينية وهم يعتبرون حلفاء لموسكو، ومطالبة العالم من الصين والهند بالتدخل لإنهاء هذا النزاع العسكري الروسي الأوكراني، هل هو خوفاً من امتداد هذه الأزمة إلى أوروبا أو آسيا أو المحيط الهندي، أو على أي نقطة ساخنة من العالم؟ أم خوفاً على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية ها المنتشرة حول العالم؟.
بقلم : محمد فؤاد زيد الكيلاني