عن تدوينة لـ : عبد الحي الرايس
رئيس جمعية فاس للسلامة الطرقية
تباشر حالياً أشغالٌ بشارع الجيش الملكي، وقد همت في البداية أرصفته، لكنها ما لبثت أن امتدت إلى وسط الطريق، حيث تم إتلاف فاصل مطاطي سبق تثبيته، وكانت له جمالية ووظيفية، وبوشر تعويضه بشريط مركزي إسمنتي متعامد مع الطريق بعرض 1.90م، وإحداث مدارات صغيرة في ملتقيات لا تسمح بذلك، مما أسهم في تضييق الطريق، وإعاقة المرور، وصار يشكل خطراً على مستعملي طريق يعتبر شرياناً هاماً للوصول من غرب المدينة إلى مركزها وباقي الاتجاهات فيها، كما يربط بين أحياء ذات كثافة سكانية عالية (زواغة، المرجة، واد فاس، وأحياء زينب وكريم العمراني والتوحيد..)، وترتب عن ذلك اختناقات في حركة السير، وتصادمات متكررة لم تكن معهودة من قبل، وستكون لها عواقب وخيمة على سلامة السكان، ومستعملي الطريق، كل ذلك يتم في تغييب لما أتى به تصميم التنقل الحضري (PDU) المصادق عليه، والذي تم إعداده في سنوات، ورُصِدَ له غير قليل من الاعتمادات.
وتحكي شاهدة عيان أن سيدة معاقة أنزلتها سيارة أجرة على الرصيف المقابل للحي الذي تسكنه، وعند محاولتها عبور الطريق على كرسيها المتحرك تعذر عليها اجتياز الفاصل الإسمنتي، واستدعى الأمر تعطيل حركة السير، وتطوع شباب لحملها مع كرسيها لنقلها إلى الرصيف المقابل، حدث هذا مرة فكيف سيتسنى لها ولغيرها ـ في زمن تعميم الولوجيات ـ تخطي الإعاقات المُحدَثة في التنقلات الوظيفية اليومية.
في حين كان للفاصل المطاطي الذي سبق تثبيته عدة إيجابيات، حيث اختفت معه الحوادث، وصار حائلا دون التجاوز المعيب أو الانعطاف المفاجئ، كما أبقى على فرص عبور الراجلين والمعاقين، وإمكانيات التدخل السريع للإغاثة والإنقاذ.
وتفيد ذاكرة المدينة أن هذا الفاصل الإسمنتي سبق أن كان وتمت إزالته، كما أن أغلب المدن المغربية الآخذة بأسباب الاستدامة صارت تزيل الفواصل الإسمنتية من شوارعها الداخلية وتعوضها بأخرى مطاطية فتؤدي الوظيفتين الوقائية والجمالية.
لذلك ينتظر من الجهة المعنية، والسلطات المسؤولة، إيلاء الموضوع العناية اللازمة، وإعادة النظر فيما كان الإقدام عليه، ومعالجته بما يكفل انسيابية المرور، وضمان مصالح السكان، وأمن وسلامة مستعملي الطريق.
عن موقع: فاس نيوز ميديا