فاس – عُلم أن الرابور يوسف المحيوط المُلقب بــ “ولد الكرية”، أعلن مطلع الأسبوع الجاري، اعتزاله من فن الراب.
و قال يوسف المحيوط، أن معالجة الداعية ياسين العمري للمُسلسل الرمضاني “المكتوب” بالضبط دور “الشيخة”، كان السبب الرئيسي في اعتزاله.
و عبّر الرابور “ولد الكرية” في تصريح لإحدى المنابر الإعلامية المحلية، عن إعجابه بتصريحات الداعية ياسين العمري.
و صرح “ولد الكرية” قائلا : ” أنا بسبب الدكتور ياسين العمري غادي نعتازل الراب و الغناء حرام، مبغيتش نكون قدوة لداك الناس أنا براسي إنسان فاسد”.
و لقي قرار اعتزال الرابور “ولد الكرية”، إعجابا من طرف رواد مواقع التواصل الإجتماعي.
حرب على السوشل ميديا بين الشيخ والشيخة.. مُسلسل المكتوب بين مُؤيد ومُعارض.. و دنيا بوطازوت و ياسين العمري أبطال الجدل
أثارت انتقادات الداعية والشيخ المغربي “ياسين العمري”، لدور الشيخة في المسلسل المغربي “المكتوب”، جدلا واسعا على مواقع التواصل الإجتماعي بـ”الفيسبوك” و “الأنستغرام”.
و من أبرز الإنتقادات المُتداولة على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، بخصوص هذا الموضوع : ” ستبقى الشيخة مجرد راقصة منبوذة في المجتمع، مهما حاولتم الرفع من شأنها، وسيبقى الأستاذ قدوة وصانع أجيال المستقبل مهما حاولتم التقليل من شأنه و احتقاره”.
و وصف الداعية “ياسين العمري” مسلسل المكتوب الذي يعرض على القناة الثانية 2M، بأنه يفسد الأخلاق العامة و سنقل صورة لا تنعكس على الواقع بثاتا.
و تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي، بشكل واسع، مقطع فيديو للداعية “ياسين العمري” يتحدث وينتقد فيه مسلسل “المكتوب” خصوصا دور “الشيخة”، الذي قال عنه الداعية أنه ليس نموذجا للإفتخار و مُعظم المغاربة يعتبرونها “وصمة عار”.
و وجه “ياسين العمري” سؤال للحاضرين (ذلك موثق في مقطع الفيديو المُتداول بمواقع التواصل الإجتماعي)، في لقاءٍ ما، قائلا: واش كاينة شي وحدة فدربكم شيخة؟؟ مُعلقًا على أجوبة الأشخاص : ها هوما ثلاثة ديال الناس ماكيناش فدربهم شيخة، ولكن ضروري تلقا فدربهم امرأة شيبانية كاتقرا القرآن، علاش مايديروش مسلسل فيه امرأة كاتقرا القرآن؟ ولا هذا ماغيجيبش ليهم المشاهدات.
و لقي مقطع الفيديو سالف ذكره، تفاعلا بين مؤيدين و مُعارضين، ومن بين التعليقات التي رافقت الموضوع على صفحة الفيسبوك للجريدة مايلي :
فيما انتقد البعض :
يشار إلى أن مسلسل “المكتوب” يُعالج واقع “الشيخة” وما تعيشه من انتقادات وتنمر هي عائلتها المُقربة، وسط المجتمع بسبب مهنتها، وكيف استطاعت أن تثبت وجودها وسط انتقادات الناس والأحكام المسبقة التي تطالها.
أول رد للداعية ياسين العمري على الجدل الذي أثارته انتقاداته لمُسلسل الشيخة : ” معركة أفكار وأخلاق وقيم تحتاج وعيا وطول نفس”
نشر الداعية ياسين العمري، منشورا على صفحته الرسمية بالفيسبوك، يوضّح فيه الجدل الذي أثارته انتقاداته لمسلسل “المكتوب” ودور “الشيخة”.
و كان هذا هو توضيح و رد الداعية ياسين العمري :
يقول الله تعالى :”وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا”. ويقول الحق سبحانه :”وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا”. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم :”ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا بالفاحش ولا البذيء.” وقال عليه الصلاة والسلام :”إني لم أبعث لعَّانا، وإنما بُعِثْتُ رحمة”.
في خضم النقاش الجاري على الساحة المغربية، والذي عبرت فيه جل أطياف المجتمع المغربي على رفضها التام للتطبيع مع أي نوع من أنواع المنكر (وإن كان بعضهم يشاهده أو حتى يقع فيه، لكنه لا يستحله ولا يرضاه شائعا في بلاده)، وهذا مما لا يستغرب على أرض تتنفس الإسلام، حكاما ومحكومين، منذ اثني عشر قرنا.
ولكوني حذفت بشكل نهائي حسابي الخاص على الفيسبوك منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر، ولأنني لست من مدمني مواقع التواصل -بحمد الله-، فليس لدي إلا هذه الصفحة www.Facebook.com/ELAMRI.page.officielle على الفيسبوك وليس لدي إلا هذه القناة على اليوتيوب (رابط القناة في التعليقات). لذلك لم أتابع كثيرا تفاصيل ما وقع.
الذي نبهني للأمر هو الكم الهائل من الاتصالات الهاتفية والرسائل القصيرة بل حتى في الشارع العام، أشخاص لا أعرفهم يعبرون عن “دعمهم” و “مساندتهم”. أقول لهم جميعا : جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم وزادكم رفعة في الدنيا والآخرة. وأزيدهم أن في حقيقة الأمر، أنتم لم تتضامنوا مع شخص، ولكنكم تضامنتم مع فكرة هي أصيلة في قلوبكم : الإسلام أصل في قلوب المغاربة ومنه يستمدون قيمهم، فإذا جاء ما يحاول نزعه منهم ومسخ فطرتهم فإنهم لا يقبلون بذلك بحال من الأحوال. وإن كنت آسف أن الكلام أُخذ إلى منحى لا أريده، إنما كان الغرض، من منطلق وظيفتي، هو التنبيه إلى أثر الدراما في المساس بمقومات وثوابت الأسرة المغربية المسلمة.
صحيح أن صدر المسلم يحس ببرد الرضا لما يراه من انتفاض لسائر أطياف المجتمع ضد المنكر، لكن الذي آلمني كثيرا هو المنزلق الذي وقع فيه بعض من تحمس (بحسن نية أحسبهم) لمساندة هذا العبد الضعيف، فإذا بهم يقعون في السب والشتم واللعن، وهذا ما لا يرضاه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم. أن نأمر بالمعروف، هذا أمر مطلوب، لكن بمعروف. أن ننهى عن المنكر (كل بحسب تخصصه ومن موقعه وبحسب قدرته) نعم، لكن من غير منكر. فلقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة عن سب أبي جهل عندما يدخل عليهم عكرمة رضي الله عنه، حتى لا يتأذى عكرمة من هذا الأمر.
وعلى سبيل المثال فقط لا الحصر، بلغني أن أخانا، الصحفي حميد المهداوي، قد تعرض لكم هائل من السب والقذف في العرض والأهل والأم، وهذا ما ليس مقبولا بشكل من الأشكال. لا أقبله أنا ولا أي شخص عنده مسكة فطرة سوية فضلا عن مسلم. اتفقنا مع الأشخاص أو اختلفنا معهم، هذا لا يعطينا رخصة لنتشبه بمن سلعتهم السب والشتم والإقصاء والطعن في النوايا (كما هو حال بعض آكلي العفن، عافانا الله وإياكم). ولقد انبرى عدد من أهل الخير والفضل للرد على تصريحات الأخ حميد المهداوي بتؤدة واتزان وروية ومناقشة للفكرة بالفكرة. وهو الأمر الذي طالب به الأخ حميد المهداوي قائلا :”وإن كنت مخطئا فليبين لي أحدهم أين أخطأت.”
محل الشاهد عندي ليس ما وقع مع الأستاذ حميد المهداوي، فما علمنا عليه إلا نضالا في جانب المضطهدين، وإن بدا منه تجاوز (وهذه طبيعة بشرية طبعنا الله عليها: نخطئ، وخير الخطائين التوابون)
وإن بدا منه تجاوز يُرَدّ عليه بأدب وعلم، فلا أحد يعلو على الحق، لا أنا ولا هو ولا أي أحد.
في الأخير، أود أن أختم هذه السطور بالتذكير بثلاثة أمور :
الأمر الأول: أن بياني هذا هو كلمة توجيهية لكل من سيقرأها وليست كلمة في معرض الرد أو النقاش أو الاتهام أو التبرير. فلا تستثمر هذه الكلمة في إذكاء مزيد من النقاش. فلذلك لا أحل لأحد أن يستعملها في غير ما كتبت لأجله. وعندما أقول لا أحله، أي أنني سأحاسبه عليها بين يدي الله عز وجل، فلذلك. لا داعي لمحاولة تعكير الماء بغية الاصطياد فيه، فالماء صاف والمغزى منه واضح.
الأمر الثاني : لم يتبق من شهر العتق من النار والفوز بالجنة إلا سويعات (نعم، سويعات وليست أيامًا، فلا تغتر) فلذلك دعوكم من كل هذه المهاترات، فلقد وضح المعنى جليا : المغاربة في أغلبيتهم الساحقة مسلمون ولا يرضون التطبيع من المنكر وإن وقعوا فيه، لذلك أقول لهم هذه فرصة التوبة مفتوحة لنا جميعا. فإن ذهب معظم رمضان، فلقد بقي أعظم ما في رمضان، والعبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات. استغلوا أوقاتكم بنشر الخير والدعوة إليه بخير وحلم وعلم ورحمة. أما المستنقعات العفنة، التي تدافع عن الرذيلة وتريد فرضها على شعب مسلم يحكمه أمير المؤمنين وفيه مجالس علمية تؤطر المجتمع دعوة وفتوى، فلا تقعوا في فخ محاولة الرد عليهم، فهذا لا يزيد رقعتهم (في العالم الافتراضي) إلا اتساعا. فدعوهم يتكلمون ويسبون ويشتمون، فتلك بضاعتهم وستكون لنا حسنات بين يدي الله عز وجل.
وإن جاوزوا الحد، فسيعلمون عندها أن في هذا البلد أناس شرفاء من أجهزة أمن ونظام قضاء، سيقومون بواجبهم على أكمل وجه.
الأمر الثالث : هذا النقاش الحاصل هو أكبر من شخص بعينه، بل هو مسؤولية كل من يدعي حمل همّ هذه الدعوة المحمدية بصدق وأمانة على هدى وبصيرة. مسؤولية كل من له غيرة على المبادئ التي تصنع الفرد والأسرة والمجتمع. وليعلم الجميع أنها معركة أفكار وأخلاق وقيم، وهي تحتاج وعيا وطول نفس.
و جاء هذا الرد، على إثر انتقادات الداعية والشيخ المغربي “ياسين العمري”، لدور الشيخة في المسلسل المغربي “المكتوب”، التي أثارت جدلا واسعا على مواقع التواصل الإجتماعي بـ”الفيسبوك” و “الأنستغرام”.
المصدر : فاس نيوز ميديا