وجهة نظر/ عن: علي زيان.. عضو اللجنة المغربية للمجلس العالمي للمباني والمواقع
برنامج تثمين المدينة العتيقة مكناس : صناعة الإستدراك.
هذه الصورة لظهر باب الخميس بداية القرن الماضي وتظهر يسارا الحراثية ويمينا حدود سور المعارة المقبرة اليهودية وحسب المعاينة بالعين المجردة ومتابعة كرونولوجيا التدخلات المعمارية في التراث المادي للمدينة وهذا في الحقيقة من اختصاص الأركيولوجيا المعمارية والتي نفتقد لهذه الشعبة بالمغرب فالسور الذي يحيط بالمعارة مختلف في اسلوب البناء عن اسلوب باب الخميس وبالتالي بتفعيل المحاكاة في غياب وثيقة الدراسات الاركيولوجية المعمارية فيشبه سور السلطان المولى عبدالرحمان بن هشام تراث القرن التاسع عشر الذي طوق به الاسواق والمواقع خارج الاسوار الاسماعيلية لحماية المدينة من هجمات القبائل الامازيغية زمن السيبة، لكن مايهمنا في الصورة هو عدم وجود تلك القبة التي يحاولون الآن في برنامج تثمين المدينة العتيقة مكناس تنزيلها ملاصقة لقوس باب الخميس ، كيف يعقل سيتم اظافة بناءات جديدة لمعلمة مرتبة ترتيبا وطنيا في عداد الاثار ومصنفة تراثا عالميا دوليا وتخضع لقوانين وطنية منها قانون 22.80 المتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية والمناظر والكتابات المنقوشة والتحف الفنية والعاديات رغم محدوديته في مسايرة التطور والحداثة في عالم الترميم والتثمين الحديث وإدارة التراث الثقافي وضربا في قوانين المواثيق والوثائق الدولية سواء في معايير المحافظة والترميم او في الالتزام بالاصالة واحترام كرونولوجيا التدخلات في التراث المادي حسب التحقيب الزمني ” ميثاق البندقية 1964-اتفاقية باريس 1972 للمحافظة على التراث الثقافي والطبيعي – وثيقة نارا اليابانية 1994 للأصالة “.
فهل يمكن ان نرى استداراكات اخرى على مستوى هذه الباب تشبه استدراكات باب البرادعيين ؟
وهل لابد من اظافة بناءات جديدة يمنعها القانون في تراثنا المادي ؟
فكان الاحرى ان يتم اعداد دراسة أثر الترميمات على محيط الموقع étude d impact قبل الشروع في عملية الترميم لتفادي كل هذه المشاكل التي تسببت فيها قطع الطريق و المرور من تحت الباب والتي يعرفها الخاص والعام ، إسئلوا مهنيي السياحة بمكناس وسائقي الطاكسيات والساكنة المجاورة بدل التخمين ومحاولة تنزيل إضافات حتى القانون يمنعها .
عن موقع: فاس نيوز ميديا