هل يصلح استنساخ تجربة مجلس جماعة أكاد ير في إنهاء سياسة المقاطعة بمجلس مكناس المدينة؟

متابعة للشأن المحلي بمكناس محسن الأكرمين

قال صديقي الصحفي المهني عن مكناس (هي المدينة التي تبيض المشاكل والإخفاقات، المدينة التي تدبر من قبل حطابي سياسة الليل، مدينة بحق تقتات من الصراعات حد التخمة والإتخام، مدينة تُراكم صناعة أفلام الكوميديا السوداء، ولا تقدر على فك الارتباط مع مظلومية الماضي ومأساوية الحاضر) .
كانت كلمات صديقي بحق مثل نبال سهم أعوج الانحناء. حقيقة مظلمة، في مجلس جماعة مكناس يغيب الانسجام، من خلال بلقنة فريدة. فجل مكونات مجلس تحمل كسور (ثقافية وسياسية وبيئية)، وحجم (البلوكاج) لا يمكن القفز عليه، لأنه مستديم الأسباب والأعراض والنتائج، ويمكن أن يكون متشعب بتلك بسنوات المخرجات (الخاوية) والبيضاء.
قد نحور قول مارتن لوتر كينك في التعامل السوي(علينا العيش معا كإخوة (المستشارون) وأخوات (المستشارات)، وإلا سيكون الموت للجميع كأغبياء (سياسة )). حكمة رغم الفارق التاريخي تصدق على تفاقم كثلة (بلوكاج) مجلس جماعة مكناس، من حيث غياب المخارج القانونية التي يتم من خلالها (قلب الطرحة)، ومعاودة بناء أسس النشأة الثانية (إما أخ في الحزب، أو نظير في السياسة) بالتكامل والنقد البناء !!
مجلس يوثر العسر على اليسر منذ النشأة الأولى، وهي السياسة النيرانية التي تعتريها الفوضى العارمة بمكناس (شغب البداية)، والتي يمكن فيما بعد أن تكون خلاقة في البناء والتغيير. مجلس صنع متابعة على المواقع الاجتماعية تُبْخس جل منتجاته التنموية مهما كانت كلفتها. علاوة على ذلك، فقد تم خلق نظام من التدبير المستبدة بالرأي والرجحان من كلا الطرفين المتناقضين بالتنافسية (السائبة). فغياب رصانة الأخلاق والسياسة الإيديولوجية المتمكنة بالمبدأ، حفز الذوات السياسية الأنانية بالمجلس على التحرك وفق (ويفي) شبكة العنكبوت بمدينة مكناس الهينة تنمويا.
فالدوغمائية هي الخطر المتجلي لاختلاف الرأي و( بلوكاج) الاستدامة. فحتى لا نفاضل بين الفئات المتناحرة داخل المجلس، فالجميع يخطئون في الفعل التواصلي الفعال، وبات التضاد في تعليق الإخفاق الظاهرعلى الآخر، بينما في الباطن فالأمر مجرد شعارات استهلاكية، ولغة سياسية مهزوزة من حيث القيمة المعيارية.
فالاحتكاك السياسي الجدالي ضرورة حتمية بالتدافع الصحي، لكن البحث عن تفجير المجلس من داخل الأغلبية، فهو الوجه الأَسْفَه للسياسة الانتهازية !! بمتوجه الهيمنة على دواليب التدبير !! وهو بحق من ثقافة المعوقات ضد التوافقية والتشاركية. فالتفكير العقلاني/ السياسي يكمن في عقلنة الحوار (المدينة أولا وأخيرا)، وخلخلة نقط الاختلاف، وتفادي الاستثمار في تنامي أسهم بورصة (السفسطة) و(البولميك) العقيم، والخلط بين المنافع الذاتية المحفزة على الخلاف والاختلاف، وقنص المنافع.
بمكناس نسقط لزاما عند غياب مفهوم (التوافق) البنائي/ النسقي. فيافطة الصراع السياسي العلوي بمجلس مكناس، يحمل حتما الخدع السياسية الماكرة، ويكرر تاريخ السياسة السائبة (من السيبة والفوضوية). حقا، هنالك حلول وسطية في أن يترك رئيس مجلس جماعة مكناس (الجمل بما حمل) ويستقيل طوعا، وإما أن يقتنص من تجربة مجلس جماعة مدينة أكادير (المريحة)، ويبقى هو الرئيس مثل رئيس الحكومة عزيز أخنوش، وفي الواقع النائب الأول (مولاس عباس لومغاري) هو الرئيس الفعلي الذي يدبر بعده شأن المدينة المحلي.
نعم تؤول الرئاسة للنائب الأول بلا انقلاب ثوري فازع، ولا إسقاط سلمي قانوني. ويبقى النائب الأول منتشيا بمنصبه في البرلمان، ومحصنا من قانون التنافي. والرئيس (جواد باحجي) يبقى مثل العلامة الحصرية بمكناس (ويتابع منصبه السامي ضمن وزارة الفلاحة) عبر يافطة (الصوت الذي يوجد في عمق نفسه).
قد تكون هذه العملية عملية النصب الأخرق على الفكر السياسي، والقفز على مفهوم (البلوكاج) المجحف. قد يكون نتيجة من المسخ السالب للثقة في الصناديق والاقتراع، ولكنه بحد ذاته مؤشر تحييد الأزمة، والتي لن تنقضي بترك كرسي الدورات (المقاطعة) أو (الشواهد المرضية) للرئيس.

عن موقع: فاس نيوز ميديا