الدورة السابعة للمهرجان الوطني سيدي عبد الرحمان المجذوب وخلق الحدث الثقافي للكلمة والحكمة بمكناس

متابعة محسن الأكرمين.

مهرجان يسير بخطى متزنة وثابتة بمكناس نحو التفرد والتميز النوعي على الصعيد الوطني. مهرجان يصنع الفرجة النظيفة، ويستقطب متنوع الأعمار والأذواق الثقافية والفنية. مهرجان بلغ الدورة السابعة (7) بفعل مواصلة سياسة المثابرة والتضحية من قبل القيمين عليه من مكتب جمعية منتدى مكناس للثقافة والتنمية. مهرجان يستحضر الماضي (الصوفي) المحلي والوطني، ويعمل على تنوير الحاضر بصيغ عصرية ذات قيمة جمالية وفنية تنهض بالأخلاق السلوكية الثقافية (الكلمة والحكمة).
بحق إنه (المهرجان الوطني سيدي عبد الرحمان المجذوب للكلمة والحكمة) والذي حضرت افتتاحه لأول مرة منذ تاريخ ولادته الأولى بالمدينة. نعم افتتاح بلا بهرجة مفرطة في الرخاوة، ولا تبذير مال في أنماط فنية من وجوه الميوعة، ونظام تنظيم التفاهة (المفرطة). فالموسيقى العيساوية في خطابها للروح والجسد كانت حاضرة برئاسة المقدم فؤاد المرابط سليل الأسرة العيساوية بامتياز الأصول والصنعة. كانت الكلمة الطيعة لابن مكناس حاضرة في تقديم سهرة الافتتاح من قبل الإعلامي محمد أمين نظيفي. كان بحق البرنامج حافلا ومتنوعا ، والتكريم مستحقا وغنيا بالمورد الشعري (الزجل).
نعم التنوع الثقافي للكلمة الرزينة والنظيفة، والحكمة البسيطة ساد منصة الفقيه المنوني علوا شامخا. ومكونات حضور القاعة باتوا من السميعين الأوفياء للموروث الثقافي والفني اللامادي المغربي والعالمي، حيث تبدو القاعة مثل (التَّقْييلَة) في حضرة المجذوب (مسرحية لفرقة عطاء للمسرح بسلا). وما تنوع القراءات الزجلية للزجالين والزجالات إلا ثورة على الرداءة (المملة). فيما كان حضور الفنانة الأنيقة نبيلة معان، والتي أشعلت القاعة نغما أصيلا، رفقة أيقونة الموسيقى العصرية أوركسترا الاسماعيلة برئاسة الفنان الأستاذ منتصر حمالا.
نعم التنوع مخرجات المهرجان الثقافية والفنية لم يأت عن فراغ أو إقحام مضغوط، بل تأتى للقيمين على الدورة السابعة (المهرجان الوطني سيدي عبد الرحمان المجذوب)، عبر التشاركية في رؤية التخطيط والتنظيم. تأتى لهم من خلال بناء أدراج سلم المهرجان بالحكمة والتبصر، ليبقى وفيا للمدينة وللنسق الثقافي العام، والكلمة النظيفة.
فيما المعادلة الصعبة والمركبة بمدينة مكناس، والتي تمثل الإرث الثقيل حين يكف مجلس جماعة مكناس يده عن دعم المهرجان ولو بأضعف الإيمان والحضور للدعم المعنوي (والتصفيق باليد ولا غير !!). حين نجد بالقاعة يحضر من يمثل مجلس جهة فاس مكناس، ويحضر من مركز الجهة من يمثل الثقافة. أما المفارقة العجيبة بالتساؤل والتي لا تنسجم بتاتا وأداء (المهرجان الوطني سيدي عبد الرحمان المجذوب للكلمة والحكمة)، حضور علامة جماعة مكناس في الملصقات، وهي تغيب بحق من دعم المهرجان ماديا ومعنويا.

عن موقع: فاس نيوز ميديا