متابعة للشأن المحلي بمكناس محسن الأكرمين.
دخلت خزعبلات (طوطو) القبة البرلمانية بسجال الأحاديث المُسْتطرفة، حتى أني حسبت البرلمان يبحث عن (اللايكات)، وحشد المتابعة والمشاهدات، ويمارس سياسة الإلهاء عن غلاء المعيشة. فما أبخس التفاهة حين تَلْقى من يُناقشها في قبة البرلمان المحترم !! وعلى بعد (140 كلم) عن المركز السياسي توجد مدينة مكناس (خاملة)، والتي يعيش مجلسها الجماعي حالة احتقان و(بلوكاج) عام ومستديم، تعيش المدينة في سجال سياسي مفتعل يُشابه تفاهة (طوطو) ليس في (تخسار الهضرة) بل في احتلال الوادي في (الضامة) السياسية بمكناس.
من المفارقات غير العادلة أن ( تخسار الهضرة ديال طوطو) وصل قبة البرلمان، ومنه إلى أعلى مستويات الحكومة، في حين أن أزمة مكناس السياسية وتلك السنة (الخاوية) بقيت حبيسة حدود سرعة (40) ولم تفارق المدينة، وكأن القضايا الهامة ليس لها أهمية نقاش وترافع عند البرلمانيين، ولو بسؤال يتيم وكتابي للسيد وزير الداخلية عن مآلات مجلس جماعة مكناس؟!!
من حسن مدينة مكناس أنها لا تُنْتج التفاهة ولا التافهين، فهي مدينة (المعقول) والذي ليس في شعارات حملات السياسيين !! مدينة صامتة طيبة، وفي حركتها تكون الرجة التي يسجلها التاريخ (أحداث وادي بوفكران). مدينة طيعة تطالب معادلة الإنصاف في الرعاية العامة، واستقدام المال العمومي الوطني لتأهيلها بنيويا وحضاريا (مدن شمال المغرب وأكادير…).
لن نخفي أزمة المجلس مثل رأس النعامة في الرمال، بل نقول أن الأزمة السياسية بمجلس جماعة مكناس وصل صداها إلى أعلى مستوى في الحكومة (جلسة الخيط الأبيض). وصل حتما إلى وزير الداخلية بتقارير مفصلة ودقيقة من سلطات المدينة الترابية، لكن الأزمة لازالت محتدمة ومستديمة، وكل الحلول التوافقية لم يبق لها دور في حالة وضعية سياسة التضاد.
اليوم لم يعد لنا مخرجا بمكناس غير الهيكلة التامة (قليب الطرحة)، حتى ولو ناقشت الأغلبية (بمن حضر) الميزانية (العيانة) للسنة المالية (2023)، ووافقت عليها بالمصادقة، بعد سياسة التمطيط لسبعة أيام متتالية وإرهاق الرئيس ذي النفس السياسي المحدود (الفصل 36/ 113/14)!! اليوم الساكنة ترفع من سقف المطالب وتشد بالنواجذ على الحكامة الدستورية والقانون التنظيمي رقم (113/14) المتعلق بالجماعات، وتطالب بالتصويب المستعجل لمجلس جماعة مكناس.
من مستملحات صديقي الصحفي المهني حين قال: (كُونْ جَبْنَا (طُوطُو) رئيسا لمجلس جماعة مكناس، كُونْ حقنا (اللايكات) و(البوز) على الصعيد الوطني، وسمعونا المغاربة عبر التلفزة العمومية لَخْوَاضْ السياسي لي دَايْرْ بمكناس، وأنشأت لجان للتصويب والتعديل من الحكومة والبرلمان، وتمت مساءلة (…..) عن ومجموعة أغلبيته ومعارضته المتضامنة، وعن مآلات المدينة في ظل هَضْرَة (التشيار) وتكليف (الهيني المحامي) ضد مُولْ (التشيار)، وعن الفزاعات الكبرى لسياسي حطابي الليل).
قد تكون العامية المغربية (الدارجة) أكثر دلالة حين ختم صديقي حواره الهاتفي(مكناس هَزْهَا المَّا). لحظتها لم أجادله بتاتا، واعترفت أن المدينة حقا غرقت في سماجة ورداءة سياسة البهتان والتدوير، وأن أزمة المدينة باتت منفوخة (بَزَافْ) وشربات من سُمّ وادي السياسة بمكناس، وقابلة (للطَرطيقْ) في أي لحظة، وأن المدينة نُهشَتْ من أسماك (القرش) السياسي الكبيرة، وأضحت لعبة في يد السياسيين المبتدئين، و(هَزْنَا المَّا) !!
بين تَسْكين الأزمة بمبنج المخدرات السياسية التَّحَكُمية، وبين الثورة الفزعة على سياسة التعويم والتنويم بالمدينة تكون لعبة (شد الحبل) بمجلس جماعة مكناس تماثل إعلان الموت السريري في غياب تواجد (الجثة) في غرفة الإنعاش !! حقيقة حين تُقَلبْ الأزمة من مجموعة من الجوانب، لن تجد لها مخرجا حكيما غير تدخل مؤسسة العامل بعمالة مكناس قانونيا، ووضع نقطة نهاية، رجوع إلى السطر.
عن موقع: فاس نيوز ميديا