متابعة للشأن المحلي بمكناس محسن الأكرمين.
فإذا أكدنا في الجزء الأول متمنيات الساكنة من نقاط دورة فبراير 2023، على سبيل إحداث لجنة (افتحاص) مشركة بمجلس جماعة مكناس لتحديد كَمِّ (زمام تريكة) الجماعة العام والخاص، والعمل على رقمنة كلياته إليكترونيا، ونشره بالشفافية التامة (مستغليه/ مداخيله). كما أكدنا على ضرورة تغيير أسطول حافلات (سيتي باص) بالمدنية، واحترام كرامة المواطن والعاملين، والتوزيع العادل للحافلات بكل أجزاء المدينة، وكذا تغيير ترقيم الحافلات برمز المدينة (20 ب).
في الجزء الثاني سوف نحدثكم عن الوضعية التي تكابدها المدينة بالشكل المستطيل، وذلك في ظل ضعف بعض النخب السياسية، والتي تُشْرِفُ على المسؤولية وتدبير شأن المدينة المحلي. سوف نستعرض عددا من المشاكل التي تتخبط فيها المدينة الإسماعيلية، والتي بات الكل يتحسر بالذهول عمَّا أصابها من نكسة وتراجع حضاري. نقف عند ما يراه الجميع من أن مكناس في ظل مجلسها الحالي تعيش أسوأ أيامها !! حتى أن زائرا من مدن الحظوة سأل بتهكم تام: من يسير هذه المدينة؟ قلت: (البلوكاج) والحرب البارد.
الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمكناس (RADEM):
من بين النقاط التي يجب أن تُقدم بامتياز التقديم والإحاطة التامة، العلاقة بين المجلس والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمكناس (RADEM). هذه العلاقة العمودية التي لا توازي مواكبة المدينة في إستراتيجية التنمية، وفك الظلمة عن المدينة. حتى أن المواطن يتصور أن المجلس لا تربطه علاقة تفاعلية مع الوكالة في مجلسها الإداري. فكيف يُعقل أن المدينة نصف مصابيحها العمومية (خاسرة/ محروقة) والباقي يُنِيرُ مثل الشمعة؟ كيف يُعْقل تهيئة مشاريع بالتتميم، ثم يبدأ الحفر لتمرير قنوات وكابلات!!
فالمواطن ينتظر من حضور ممثل الوكالة، ليس لعرض المنجزات وذكر الإكراهات والمعيقات والمتأخرات المالية. تنتظر الساكنة لغة الشفافية وحصر الاختلال بين مسؤولية تدبير المجلس وعمل الوكالة. تنتظر الساكنة رؤية جديدة من الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمكناس (RADEM) في تحسين خدمات القرب والتتبع، والتدخلات السريعة في الأداء. تحلم مكناس بأن تشابه مدينة (الأنوار الرباط). هي انتظارات حلم عادلة، فهل يقدر ممثل الوكالة على تحديدها والتعاقد عليها أمام أعضاء مجلس الجماعة؟ تنتظر المدينة تكسية تلك الحفر و(القواديس) التي تشكل خطرا بعموم المدينة. تنتظر المدينة رؤية ليلية واضحة، وبلا خوف.
برنامج ترميم وإعادة توظيف التراث التاريخي للمدينة العتيقة لمكناس:
نعم وبحق القول، هو برنامج ملكي بامتياز الرؤية والتخطيط والتنزيل. فالمتتبع لحال المدينة بمعالمها العمرانية التاريخية الشاهدة، سيصاب بالذهول من شدة البطء في إتمام المشاريع المقررة، سيصاب بعمق التأسي من مواقع توقف العمل بها لأسباب متنوعة ومشكلات مستحدثة. فإنجاح برنامج تثمين المدينة العتيقة لمكناس، يَسْتوجب الدعم والمواكبة الواقفة في المواقع المستهدفة. يستوجب خلق بوابات المشورة مع منتديات المجتمع المدني الداعم والمواكب لبرامج التثمين بالمدينة. يستوجب تحديد آليات التواصل الفعال لتخفيض نسبة (القيل والقال) في توقف العمل بمجموعة من المواقع (باب بردعيين… نموذجا).
المواطن بمكناس لا يريد إحصاء (17)موقعا!! المواطن ينتظر إخراج المواقع الكبرى لحيز الوجود والرؤية السياحية (باب المنصور/ قصر المنصور…). المواطن يريد فقط التواصل الفعال وبدون خفايا والتحجج (وراء المستورات).
قد يأتي ممثل وكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس (فرع مكناس)، بعرض تم استهلاكه لما يقارب (3سنوات)، ويعلن عدد المواقع !! وأين وصلت الأشغال بكل موقع؟ لكن حين نقف على نسبة الأشغال الكلية نجدها لا تتجاوز حدود (40%)، والبرنامج العام على متم نهاية سنته الأخيرة. هنا دور ممثل الوكالة (فرع مكناس) في بيان الحقيقة، وتفصيل الاكراهات والمعيقات وبلا (مستورات)، بل بالحقيقة الواضحة الكاشفة أمام ممثلي الساكنة، وخاصة الفرق بين التأهيل والترميم والتجديد !! المواطن ينظر إجابات واضحة عن كيفيات إعادة التوظيف. ينتظر الإجابة عن الكيفية التي سيتم بها تعبئة حقينة صهريج سواني؟ وكيف ستتم المحافظة والتتبع للمواقع التي تم تأهيلها من التخريب والاحتلال؟
وحتى لا نبخس ما تم تتميمه من البرنامج العام، فالملمح يبدو جميلا وساحرا، وذا رونق بالجودة (الأسوار/ الأبراج/ السقايات/ الأبواب…). يبدو الشكر لازما لكل من ساهم في تتبع البرنامج من (الألف إلى الياء)، ونخص بالذكر السلطات الترابية بعمالة مكناس، واللجان المحلية والجهوية والمركزية، وخبراء المجتمع المدني، ومتتبعي ومواكبي دعم البرنامج، ووكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس (فرع مكناس).
عن موقع: فاس نيوز ميديا