متابعة للشأن المحلي بمكناس محسن الأكرمين.
قد يكون الفراغ في تركيب جدول أعمال دورة فبراير بالمستوى الذي تنتظره المدينة من أُفُقِ التمكين. لكن، في غياب جدولة ذات جدوى وجاذبية، دخلت نقاط بالإقحام والتعسف، وتحمل استثناءات لأجل ملء فراغات كفاف الاشتغال على أولويات المدينة بجدية والتزام. فحين سألت بالاستفهام عن ساحة الدكتور عبد الكريم الخطيب مجموعة من الساكنة بتنوع الأعمار والجنسين والقرب من الحديقة. كانت إجاباتهم بالنفي، وعدم المعرفة التامة، وحيرة تُلْحظ في ملامح وجوهم (لا أعلم/ لا نعرفها/ لا توجد بمكناس هذه الساحة أو هذه الحديقة/ أين توجد من فضلك؟…) هي أجوبة متعددة وغيرها، تُبَرْهِنُ عن أن تسمية حديقة (كورنيت CORNETTE) القديمة لن تنمحي من الذاكرة الجماعية، رغم وضع (نصب) تذكار ولوحة رخامية بالتسمية الجديدة (ساحة الدكتور عبد الكريم الخطيب).
ضَمَّ برنامج دورة فبراير، والتي ستقام (إن شاء الله يوم الثلاثاء) يوم الثلاثاء 7 فبراير 2023 على الساعة العاشرة صباحا بقاعة المؤتمرات القصر البلدي (حمرية)، النقطة (8) الدراسة والموافقة على إطلاق اسم الولي الصالح الشيخ سيدي احمد الركيبي أحد رموز المناطق الجنوبية المغربية على الساحة الإدارية بجماعة مكناس. وكذا النقطة (9) الدراسة والموافقة على إطلاق أسماء بعض الرموز والشخصيات على بعض الساحات،الشوارع والأزقة بجماعة مكناس.
(آشْ خَصَكْ أَمكناسْ، خْصنِي تَبْدَالْ السَمياتْ دْيالْ الساحات والشوارع)، هي من بين الإجابات التي تلقيتها بالتهكم، هي من بين الاستفسارات التي تُطْرحُ عن مَنْ وراء التنصيص على هذه النقاط بعد سلسلة دورات (البلوكاج) وغياب النصاب؟ أُخْرَى من بين الإجابات التي تحمل الارتباك (رَاه ْأولياء الله الصالحين بمكناس ما بَغْييِنَشْ… لا الشيخ الكامل، ولا سيدي سعيد، ولا سيدي بوزكري ضامن البلاد) !!! هنا علمت أن مثل هذه الأجوبة قد تُخْرجني من جدية الموضوع والمعقولية، فانسحبت لُطْفا.
قد لا نقف اعتراضا على تسمية الساحة الإدارية من حيث الاسم، والمرجعية التاريخية والنسب (الشيخ سيدي أحمد الركيبي )، ولكن الكل لا يريد استبدال (جلد) مكناس الداخلي بأسماء قد تُصْبح فيما بعد نكرة -(بسبب فيلم !!)- بالمدينة رغم قيمتها المعيارية، ويصبح المكان يوازي (التلفة) عند (المرشد السياحي، وخريطة الشيخ “غوغل” السماوية، وعند ساعي البريد). فالرأي السديد هو الحافظ على مرجعية التسمية التاريخية للساحة كيفما كانت خلفياتها الممتدة.
الأهم في النقطة (9) هو غياب المعطيات التامة والأزقة والساحات التي تُستهدف من تغيير جلد الأسماء. وبهذا تكون المعطيات ناقصة في تصور عموم أعضاء المجلس بالسبق والمعرفة. تكون التسميات في غياب المشاورات داخل المجلس خالية من الرزانة والحسم التوافقي، ولما لا إشراك المجتمع المدني في إبداء الرأي والمشاورات السبقية. فمن حق ساكنة الأزقة والشوارع رفض التسميات الجديدة في غياب المشورة الأفقية معهم، أو مع من يمثلهم بمجلس المدينة.
أتذكر سابقا حين تاه أعضاء المجلس بعد موت (أبا الحسن المنيعي) رحمه الله، في اقتراح ساحة أو شارع أو مرفق عمومي يليق بمبدع الدرس المسرحي بالجامعة. فقد كان الاقتراح (المضحك المؤسف) دار البارود !! اليوم يتم الإبداع و(إسقاط الطائرات) بتسميات متعددة لا نرفض أحدا منها، ولكن الجميع يتساءل ما هي الخدمات التي قدمتها كشخصيات عمومية/ دينية/ سياسية/ ثقافية لهذه المدينة المفرطة في النمطية والشكليات فقط !!
من فضلكم صناع برامج الدورات، لا تحاولوا إلهاء الساكنة بنقاط دخيلة لا تُغير من شأن المدينة ترافعا سليما. فالأسماء الجديدة يمكن أن تطلق بكل فرح واحتفالية على شوارع جديدة وساحات وحدائق تكون مبتكرة من طرف هذا المجلس بالنشأة. فمكناس كما قال آخر المستجوبين: (قربوا يبدلوا ليها حتى تسمية ادْيَالْهَا…باسم آخر آت من جزيرة هُولُولُو !!). وأضاف (اقْلْبُوا لينا على التنمية والاستثمار… بَارَكَ من المحاباة) وصناعة تاريخ جديد لتغيير معالم مكناس الكبرى.
عن موقع: فاس نيوز ميديا