متابعة للشأن المحلي لمكناس محسن الأكرمين.
من الحكم السديدة الصمت أصدق من التبرير وتسويغ متغيرات الارتكاز في دورة فبراير. حكمة لم ينل منها حزب الاتحاد الدستوري معرفة كبرى. فأصدر الحزب (بيانا) وليس بلاغا إخباريا للساكنة وقواعد الحزب. (بيان) الحزب جاء نتيجة مجموعة من الانتقادات التي نالتها مواقف مستشاري الحزب من خلال الانقلاب على الحليف (الأحرار التقليديين)، والتراجع عن ذات المواقف التي لازالت قائمة بلا تغيير في المجلس (التعثر/ الارتباك/ الجمود) غير حضور الرئيس، وتمرير الدورة بأمن وسلام.
رأينا الشخصي، لا يوصي باستمرار(البلوكاج) فلا منفعة له لتنمية المدينة. رأينا، لا يزكي الخلافات (الداخلية ولا الخارجية) ، ولا حتى التكتلات التي لا تخدم تنمية مكناس. رأينا، لن ينصب انتقادا لا على (زيد ولا على عمرو)، بل رأينا يريد المكاشفة من حزب الاتحاد الدستوري وبالجرأة الكاملة، وعبر تجمع عام لقواعد الحزب (المنتخبون/ الساكنة/ الإعلام…) . رأينا فقط، يبيح تفكيك (البيان) غير المختوم من الحزب، من خلال إزاحة مكونات (الثابت والمتحول)، وبيان تمفصلاته الأساسية، فالتاريخ لا يتناسى الأحداث والمواقف والبيانات !!
مقدمة (البيان) في تكوين الأغلبية والإطناب فيها، والعمل على دغدغة مشاعر صقور حزب التجمع الوطني للأحرار، لن تغني الحزب التحلل من ذاك الائتلاف الذي أسقط الثقة من الرئيس !! ديباجة، تتحدث عن (الارتباك) و(الجمود)، فالسؤال الذي لم يقدر (البيان) الجواب عنه، هل انتهى زمن ومكان الارتباك والجمود؟ نعم، من الصعب الحديث عن نهاية الاختلافات والمشاكل، والمجلس بِرُمته يُكَوِنُ الاختلاف، والتنوع بامتياز الانشطار الننوي.
(البارحة) كان الكَر على الرئيس لأجل تركيعه عنوة، وتكسير عظامه الهشة في غياب تجربته السياسية، وغياب خبرته في متاريس المتخندقات النفعية داخل جلسات القصر البلدي. كان الكر على مواقف الرئيس الذي ركب (رأسه الوظيفي) وتشدد في مواقف في تطبيق بنود الحكامة والتدبير والتسيير، والحد من الانسياب، وطبق شعار الحزب في التغيير وانتهاء (عادات حليمة بمجلس جماعة مكناس) !!
اليوم الفر والهروب من حزب التجمع الوطني للأحرار والتحرر من تلك التوافقات الأولى (التصويت على الرئيس) والتكتل ضمن مكونات المكتب المسير، والثانية (تطويق) الرئيس بالحرب الباردة والممتدة، والدفع به إلى هاوية (الاستقالة الطوعية) أو (الإقالة القانونية 113/14) وسحب الثقة (الصورية). ماذا تغير عند أعضاء حزب الاتحاد الدستوري بالمجلس؟
سؤال يُمْكِنُ طرح على المجموعة الصامتة من فريق الاتحاد الدستوري، ما سبب تنزيل البيان غير المختوم؟ يُمْكِنُ طرحه على مناضلي الحزب الأوفياء، هل تم استشارتكم في متغيرات مواقف الحزب داخل مجلس جماعة مكناس؟ بحق، ولا نُجادل في الأمر اتساعا، نعتز ونفتخر بكل مكونات الحزب بالمجلس وتجربتهم، نفتخر بمعرفة البعض منهم بالقرب ومدى الجرأة، ومواقفهم الصادقة في شأن قضايا مكناس. لكن، لماذا كان صمت مكونات الفريق (الكلية) سيد دورة فبراير؟
يقول متتبع: حين أحس حزب الاتحاد الدستوري وَهنَ حزب التجمع الوطني للأحرار (انزياح الكوادر القديمة) بالضغط، حين أحس أن الانشقاق (الصوري) بات يتفاقم بين مكونات أعضاء حزب الأحرار(داخل المجلس)، حين تأكد أعضاء حزب الاتحاد الدستوري (المؤثرين) أن رئيس حزب الأحرار عزيز أخنوش يشد بنواجذه في الإبقاء على الرئيس القانوني السيد جواد بحاجي، كان لزاما على الحصان الصهيل والبحث عن المنفذ (رابح/ رابح) وهذا هو طُعْمُ السياسة المُرِّ.
ويتابع بالدارجة (يَكذَبْ عَليكْ الكَذَابْ، إلَى قالْ لِيكْ مَواقفْ أَحْزابْ مَجلسْ جماعةِ مكناسَ لأجل المدينة والساكنة(أتحفظ عن التعميم)، يكذب عليك الكذاب إلى قال ليك، انتهت الخلافات بالمجلس، مازال ْاتشُوفُوا واتْعرفوا أن السياسة بمكناس ذات نفعية). لن ننجر بالتمام مع المتتبع الذي يَفْزَعُ من متغيرات مجلس جماعة مكناس، ولكنَّا نحمد الله طوافا بين أضرحة المدينة أن (البلوكاج) انتهى ببيان من أعضاء حزب الاتحاد الدستوري !! نحمد الله ولا نلوي شدا على (الثابت والمتحول) من المواقف والمتغيرات غير البادية، ونطالب فقط بالتنمية، والعناية بالمدينة كأضعف أيمان السياسة.
عن موقع: فاس نيوز ميديا