نشر البروفسور ‘طارق صقلي حسيني’ رئيس قسم أمراض الكلي بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، بحر الأسبوع الجاري، منشور عبر موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، يروي فيه قصة طريفة حدثت له ليلة أمس بالدار البيضاء مع سائقي الطاكسي الصغير الذي نقله أحدها من محطة القطار إلى الفندق الذي سينزل به و نسي حقيبة جيبه فيها ليسترجعها في نهاية المطاف بعد رحلة بحث شارك فيها العديد من السائقين المهنيين.
و جاء في منشوره ما يلي :
“الناس للناس ومازال الخير
عند وصولي للفندق بمدينة الدار البيضاء على الساعة العاشرة ليلا، لم أكن أعلم أن ليلة أمس ستكون طويلة وستغير رؤيتي النمطية للعديد من الأمور.
عندما طلبت مني مضيفة الاستقبال بالفندق بطاقة هويتي أدركت أني قد نسيت محفظة جيبي بسيارة الأجرة التي استقلتني من محطة القطار. هذا يعني أني قد فقدت جميع أوراقي الإدارية، بالإضافة إلى بطاقتي البنكية وكل النقود التي كنت أحملها.
هرعت مسرعا لمدخل الفندق لعل الحارس يكون قد دون رقم سيارة الأجرة لكن هيهات. وبينما أنا أتساءل عن الحل، اقترب مني سائق سيارة أجرة تابع الأحداث، فأوصلني مجانا لمحطة القطار لعل السائق الأول يكون قد عاد إلى المحطة بحثا عن زبناء آخرين. لم نجده…
أقترح السائق (الثاني) مساعدتي فبدأنا معا رحلة البحث من خلال نشر أوصاف السائق (الأول) وسيارته. طيلة ساعتين من الزمن، استعمل سائقو الأجرة بالمحطة كل الوسائل المتاحة للتواصل بين أفراد “شبكة” السائقين الليليين بالمحطة: الهاتف، واتساب… لم نجده…
تطوع سائق آخر (الثالث) لاصطحابي لمحطة مراقبة سيارات الأجرة… لم نجده… فعدنا أدراجنا للفندق. وعند لحظة افتراقنا، أقترح اعطائي قدرا من المال لأني حسب قوله “غريب” عن مدينة الدار البيضاء فقد نقوده. “الناس للناس ومازال الخير”.
رن جرس هاتفي على الساعة الثالثة صباحا. سائق سيارة الأجرة (الأول) ينتظرني في بهو الفندق بابتسامة عريضة. سلمني محفظة الجيب وهم بالانصراف. اعتبر السائق مبلغ المكافأة البسيطة مبالغا فيه… “الناس للناس ومازال الخير”.
شكرا لجميع سائقي سيارات الأجرة الليليين بمحطة “الدار البيضاء المسافرين” على شهامتهم. شكرا للسلطات التي تسهر ليلا ونهارا على أمن مدينة لبحجم الدار البيضاء. شكر خاص لصديق ساعدني في هذه الليلة (دون ذكر الإسم)”.
المصدر : فاس نيوز ميديا