متابعة محسن الأكرمين.
بعد فوز الكوديم المستحق على نادي اتحاد أمل تيزنيت، احتدم بوليميك عقيم تعقيبا على نتيجة ما بعد المباراة. فالتزنيتيون يرون أنهم نالوا ظلما من الحكم ولم يحتسب لهم ضربة جزاء، وأن جمهور تيزنيت لاقى مجموعة من المضايقات قبل أن يصل إلى منصة المشاهدة. فيما يبدو أن هنالك توافق بين جماهير فتح الناظور وكذا جماهير أمل تيزنيت، حيث يوصي أحد جماهير هذا الأخير قولا( نتوما ضربو لينا غا مكناس)، فيما كان الجواب آت من جماهير فتح الناظور(لا تخاف يا صديقي مكناس ستخسر أمام الآلاف من مشجعي الريف الناظوي). إنها بحق رؤية من الخطاب المحتدم في مواقع التواصل الاجتماعي، وتلك الكولسة الضمنية التي باتت تزكي صناعة المطبات أمام تفرد النادي المكناسي بالمرتبة الثانية.
من حسنات الجولة (23) يوم الأحد بالناظور(القادم إن شاء الله)، أنها ستلعب بدون جمهور من الطرفين، في قرار صدر عن السلطات الأمنية، واحتمالات خروج المباراة عن مجرياتها الرياضية (شغب الملاعب). ورغم التماس رئيس فريق فتح الناظور بأن تحضر الجماهير الناظورية فقط، وتُحْظَرُ الجماهير المكناسية من التنقل، فالقرار الأول لازال ساري المفعول إلى أن يتم نسخه بقرار آخر، ولا نظن الأمر حاصل .
في الصفحة الاليكترونية ( أخبار الكورة الريفية)، نستطلع ذاك التحامل غير الرياضي على النادي المكناسي، حيث تم إحياء جدال مَرَّ عليه ما يَرْبُو عن سنتين (2) حين كانت فتح الناظور والمسيرة والكوديم كلهم معنيون بالصعود، إلا أن هزيمة مكناس أمام المسيرة بمكناس، زكى صعود المسيرة، وورد في تلك الصفحة: (الفتح الناظوري كان كينافس على الصعود وتلعب ماتش بين مكناس والمسيرة لكانت كتنافس على الصعود فمكناس وخسرت مكناس بخبث كروي وحرمو الفتح من الصعود واحد قال فالفيديو ” تطلع المسيرة وميطلعوش هاد … ديال ريافة ” هاهي جابتها الظروف ومكناس لاعبة على الصعود نتمنى من اللاعبين رد الاعتبار للكرة الناظورية ومن الجماهير تشجيع فريقها بكل روح رياضية ومرحبا بجمهور مكناس / أخبار الكورة الريفية).
مباراة الكوديم ليست بالسهلة وإنما حتما نشبهها (بالحارقة) بالمفارقة والنتيجة، ولكن على مكتب النادي المكناسي أن يراسل السطات الترابية بالناظور على حماية البعثة المكناسية الرياضية اللصيقة، وتسجيل محاضر كتابية لكل المشاهدات غير القانونية.على المكتب إشعار العصبة الوطنية لكرة القدم هواة بكل صغيرة وكبيرة حتى يضمن حقوقه، وتبقى المباراة تُلعب داخل رقعة الميدان دون تعويمها لنواحي إثنية بدائية وعشائرية.
الرياضة أخلاق وقيم، الجماهير المكناسية والناظورية نبل وتربية. هي قيمة الرياضة في التنافس التدافعي، الذي يَبقى ضمن حقل اللعب الرياضي. قد تكون وقعت خلافات بلاغات متضاربة بين المكتب المحلي آنذاك للنادي المكناسي، ومكتب فريق فتح الناظور حتى كاد الأمر أن ينقل إلى المحاكم، لكن ذاك الخلاف (الخاوي) وركوب التفاهات أطاح بكل من الكوديم وفتح الناظور، وصعدت المسيرة آمنة مطمئنة. تغيرت الحيثيات والمكاتب، وبات طي صفحة الماضي من الماضي الحارق والباهت، الذي يجب تجاوزه، ولا يمكن استحضار شعلته في هذه المباراة حتما. لا يمكن ممارسة التحالفات عبر دائرة الحقد (وعدو عدوي صديق لي حميم).
أعجبني ترقيم رقم واحد (1) الذي أعطته السلطات الترابية المغربية رقما لسيارات (مينورسو بالصحراء المغربية)، لأنه بحق (واحد 1) دلالة على أن المغرب واحد ولا فواصل قبلية بين الشعب والمواطنة. نعم قد تكون الهويات الفردانية متواجدة، لكنها بدا تنسجم في الهوية المشتركة المتكاملة، وهذه هي قوة المملكة المغربية التي تحمل التجانس و تسوق للتسامح والسلام. من تم نقول: (فتح النظار والكوديم إخوة لا انفصام بينهما).
عن موقع: فاس نيوز ميديا