رسالة مفتوحة من المكتب المحلي للنقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة

الموضوع: مخاوف كبيرة بشأن المستقبل الغامض لمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة

سيدي المدير،

بعد عامين من ولايتكم كمدير لمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، فإن المكتب المحلي للنقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي يشعر بالقلق البالغ إزاء الوضع الذي آلت إليه مؤسستنا، سواء من حيث الحكامة والإدارة البيداغوجية والعلمية أو من حيث مستوى تطبيق القانون والمساطر التي تؤطر مؤسسة للتعليم العالي والبحث العلمي.

ومن أجل أداء دوره النقابي بشكل كامل، اتخذ المكتب المحلي لـنقابتنا، ومنذ إنشائه، نهجًا بنّاءً للمساهمة في تحسين ظروف العمل داخل المؤسسة، ورفع مستوى وجودة التكوين والبحث سعيا منه إلى استعادة السمعة الرائدة للمعهد. وقد حشد المكتب المحلي تجربة مجموعة من الأساتذة الباحثين من أجل العمل على وضع خارطة طريق التي تم اقتراحها عليكم في شكل كتاب أبيض. ومن الواضح أنكم تجاهلتم تلك المبادرة دون اقتراح أي مشروع أو خطة عمل بديلة لتطوير مؤسستنا. زيادة على ذلك، فإن النقص التام في الاستجابة من قبلكم يظهر ازدراءًا للأساتذة الباحثين واستهزاءًا بالحد الأدنى من القيم الأكاديمية التي تميز دائمًا العلاقات بين الزملاء، بغض النظر عن مستوى مسؤوليتهم. لذلك، فإن رفضكم الدائم للحوار يدفعنا إلى توجيه هذه الرسالة المفتوحة.

لا يخفى عليكم أن معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بمثابة مؤسسة مستقلة للتعليم العالي، وهذا يعني أنها تتمتع باستقلالية في الإدارة وصنع القرار، وأنتم مسؤولون عن تطويرها وضمان استقلاليتها وحسن سيرها. وهذا يفترض توفر رؤية وخطة عمل تلتف حولها كل القوى الحية داخل مؤسستنا.

لكن للأسف، ومنذ تعيينكم، لم تُظهروا أي رغبة في إشراك هذه القوى الحية، ولا لطمأنتهم بشأن مستقبل المعهد الذي يواجه حالة غموض كاملة. وأكبر دليل على ذلك أن أي مشروع مهيكل لم ير النور منذ توليكم منصبكم. ولم تتعهدوا بزيارة الأقسام ومقابلة أساتذتها الباحثين للاستماع إلى شكاويهم واحتياجاتهم ومشاكلهم. كما أنكم لم تقترحوا أبدًا خطة عمل حتى يعرف الجميع الاتجاه الذي يجب أن تسلكه جبهة المعهد. ومع ذلك، فقد أتيحت لكم الفرصة لإعداد تصور ينطلق من الكتاب الأبيض الذي أعده مجموعة من الأساتذة الباحثين والذي تم اقتراحه عليكم من قبل النقابة المغربية. لكن، وبدلا من ذلك، فقد تبنيتم أسلوبا إداريا للمؤسسة يتسم بالارتجال والمحسوبية وتصفية الحسابات.

لقد اتصلنا بكم في عدة مناسبات، عبر طلبات المقابلات، ومن خلال البيانات، للفت انتباهكم إلى الخلل الوظيفي الخطير الذي تعاني منه مؤسستنا. ولسوء الحظ، ظلت محاولاتنا حبرا على ورق ولم تقابل إلا باللامبالاة والازدراء.

وفي المقابل، فإنكم تمنحون أهمية غير مبررة لبعض الأشخاص الذين لا يجلبون أي مصلحة إلى المؤسسة، مع أنهم يتألقون بغيابهم المتكرر ويتفوقون في إساءة استخدام السلطة.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، إليكم الحقائق المزعجة التي تثبت أن المعهد الزراعي في حالة تدهور مستمر.

فيما يتعلق بحكامة المؤسسة، فإننا نسائلكم، السيد المدير، عن النقاط التالية:

  • الاعتماد المفرط لحكامة المعهد على وزارة الفلاحة، على الرغم من تمتع المعهد بالاستقلالية في الإدارة واتخاذ القرار؛
  • عدم الالتزام بالقانون والشروط اللازمة لتعيين بعض المسؤولين وأعضاء الهيئات الرقابية بالمؤسسة؛
  • إقالة المسؤولين المنتخبين دون إبداء الأسباب كما حدث مؤخراً مع مدير مسلك الفلاحة؛
  • التغاضي عن التعاطي مع توصيات المجلس الأعلى للحسابات وتقديم الدعم الغير المشروط لأشخاص لا يحترمون التزاماتهم في التدريس والبحث؛
  • عدم وجود تقارير دورية عن أداء الأساتذة الباحثين والتي من شأنها أن تشكل نوعًا من التقييم الذاتي الداخلي الذي له تأثير إيجابي واضح على سمعة المؤسسة ووضوح الرؤية وتقييم الأداء المقارن؛
  • التأخر الملحوظ في نشر النصوص المنظمة لمسالك التكوين وصلاحيات مديري المسالك وعلاقتهم برؤساء الأقسام.
  • الافتقار إلى التواصل والغموض في إدارة المؤسسة؛
  • عدم احترام المساطر والهياكل والإدارة الارتجالية للشؤون البيداغوجية؛
  • الإدارة عن بُعد لموقع المعهد الإلكتروني من قبل شخص غير متخصص، مما يطرح الشكوك في فعالية أداة التواصل هذه لمؤسسة كبيرة  من قبل المعهد والتهديدات التي تتعرض لها سرية محتواها؛
  • عدم وجود رؤية لمستقبل مجمع البستنة بأكادير.

من جهة أخرى، يتميز التدبير الإداري للمعهد بنقص في التواصل والتعتيم والتأخير في معالجة الملفات والتوقيعات، مما يعيق التزامات الأساتذة الباحثين ويؤخرها.

وعلى المستوى البيداغوجي، من الواضح أن الوضع قد تدهور بشكل خطير منذ تنصيبكم. وقد أدى عدم الامتثال لدفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية وملفات الاعتماد أحيانا إلى حالة من الفوضى وغياب فعلي للتنسيق البيداغوجي لمسالك التكوين. كما تم الاحتفاظ بمديري المسالك التي انتهت ولاياتهم منذ فترة طويلة، مما يدل على عدم وجود رغبة في التفكير الجدي في تطوير نظام التكوين بالمعهد.

فيما يتعلق بالتعاون والشراكة، نشهد انخفاضًا حادًا في فرص التعاون الموجهة للأساتذة الباحثين بسبب فقدان المصداقية مع الشركاء، ويستمر المعهد في الاعتماد على الإنجازات التي استفادت منها الإدارة السابقة. كما أن الإدارة الحالية تبتدع باستمرار القواعد والإجراءات وتتدخل في شؤون الأساتذة الباحثين، وتتجاوز صلاحياتها المحددة في الهيكل التنظيمي لمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة.

سيدي المدير،

يتميز منتصف ولايتكم بالعديد من المظالم ضد بعض الأساتذة الباحثين الذين عانوا من تصفية الحسابات وسوء المعاملة غير القانونية والظالمة وغير الأخلاقية منذ تعيينكم، سواء من جانبكم، أو من جانب المتعاونين الذين عينتموهم أو من خلال أشخاص معينين الذين قمتم بتعيينهم ومنحهم صلاحيات لا تستند إلى أي أساس تنظيمي. ولقد كان حريا بكم أن تساءلوا الأساتذة الذين يقضون معظم أوقاتهم خارج المغرب، أو أولئك الذين لا يحترمون التزاماتهم تجاه المؤسسة، أو أولئك الذين يعملون باستمرار خارج المعهد ضدا على قانون الوظيفة العمومية.

نظرا لجسامة وخطورة الموقف، فإن النقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي، وانسجاما مع مبادئها وقناعاتها، تمد يدها مرة أخرى للمساهمة في الجهود المبذولة من أجل تطويق الأزمة التي تطال مؤسستنا والإسهام في تطويرها.

أرجو أن تقبلوا، السيد المدير، أطيب تحياتنا.

وحرر بالرباط في 29/03/2023

عن موقع: فاس نيوز ميديا