عبد الله الشرقاوي/ فاس
تشهد المدينة العتيقة لفاس في الآونة الأخيرة، هجوما منقطع النظير للبعوض الذي غزى كل أحياءها و أزقتها ودروبها و بخاصة في الفترات الليلية، الأمر الذي يهدد السلامة الصحية لسكانتها و زوارها، و يسيئ لجمالية مدينة مصنفة من لدن اليونيسكو ثراثا علميا، و يسيئ أيضا لرهانها السياحي.
و من بين أهم الأسباب التي فاقمت هاته المشكلة، حمولة الأزبال المستقرة و انتشار الروائح النتنة، و رواسب المياه العادمة و مخلفات المياه الصناعية الملوثة القادمة من الحي الصناعي سيدي ابراهيم عبر واد المهراز إلى المجرى المائي لواد الجواهر، الذي يتوسط النسيج العتيق لفاس، و الذي لم تستهدفه أي استراتيجية معالجة منذ تدشينه عقب إعادة تأهيله.
الموقع الاستراتيجي للواد المذكور، و الذي يقع في مرآى الزائر بمجرد رغبته في الولوج إلى أهم معالم المدينة، يعطي انطباعا سيئا عن صورة مدينة ضاربة في التاريخ و الحضارة، و مع ذلك و ككل سنة لم تباشر أي عملية تدخل ناجعة و لا أي استراتيجية مستدامة مبنية على الحكامة وترشيد النفقات للمعالجة و التنظيف. فلا جماعة و لا مجلس مقاطعة أولى الاهتمام بالموضوع، و لا مكتب صحة تدخل في الموضوع، بل وحتى مصالح الضخ و التطهير التابعة للوكالة المستقلة للماء و الكهرباء، و لا حتى مصالح الشركة المفوض لها ملف النظافة بفاس، و لا أيضا وكالة الحوض المائي لسبو، و لا أي جهة مسؤولة تدخلت لبتر المشكلة.
جذير بالذكر، أن التجار و الساكنة كثفوا اتصالاتهم في الآونة الأخيرة بخصوص المشكلة مع عدد من المستشارين بمجلس مقاطعة فاس المدينة بخصوص الموضوع، لكن لم يتم تسجيل أي تدخل في الموضوع.
عن موقع: فاس نيوز ميديا