متابعة محسن الأكرمين.
منذ انطلاق البطولة ألفت الكتابة عن الكوديم وهي تحقق الفوز تلوى الآخر، اليوم أتت الرياح بما لا تشتهيه سفينة العلامة الكاملة. فمن الملعب وذاك التعادل غير المتوقعة (2-2)، إلى أبواب الملعب واعتقال (170) من الجماهير التي تنقلت نحو البيضاء (2500) رغم قرار المنع.
وعلى أرضية ملعب العربي الزاولي ذا العشب الطبيعي، انطلقت المباراة بمدرجات جميلة وفارغة من الحياة. بداية اللعب عند لاعبي الكوديم كانت فقط للتأقلم مع أرضية الملعب (العشب الطبيعي)، وفي حدود الدقيقة (24) تم إجراء تغيير اضطراري خروج اللاعب (محمد أمين حمودي) بعد الإصابة ودخول اللاعب (كريم المهدي) ليعزز قلب الدفاع، وهذا ما يضيف معاناة الفريق المكناسي في الإصابات المتعددة، مع اللعب على السرعة النهائية لتحقيق الصعود. ومن سمات اللعب في هذا الشوط تلك التمريرات الطويلة بين لاعبي الكوديم بدل التمريرات القصيرة التي اعتداد عليها الفريق. وكانت الدقيقة (30) كرة ثابتة هددت مرمى المكناسيين، لولا تدخل الحارس (إسماعيل) الذي أخرج الكرة إلى الزاوية. وبعد إضافة الحكم (3د) كوقت بدل الضائع، كانت الصافرة تنهي الشوط الأول بنتيجة التعادل السلبي (0-0).
في بداية الشوط الثاني تم تسبيق هدف لصالح الاتحاد البيضاوي، الهدف المبكر بعد هفوة واردة من الحارس (إسماعيل). ورغم الضغط الممارس من قبل لاعبي الكوديم، فلم يستطع الفريق تحقيق التعادل، وحتى العارضة تقول لا للتعادل، وفي الأخير لم يستسلم لاعبو الكوديم بتاتا، بل كان هدف التعادل من طرف اللاعب (ياسين بلكيد)، في حدود الدقيقة (86).
من طبعي رفض مقولة الحظ، ولكني اليوم أقول أن الكوديم لم تكن في يومها العالمي، فلو تحقق الفوز لتحقق الصعود بنسبة 99%.
في الحقيقة لا لوم على اللاعبين، ولا على الفريق التدريبي التقني، فلكل حصان كبوة والتعادل خارج الميدان يعتبر ربحا في ظل التنافس المشتد. فرغم الكثافة الهجومية للاعبي الكوديم، فقد كان التركيز ناقصا، وغابت النجاعة والتوفيق، وحتى أرضية العشب الطبيعي والفرق الكبير مع العشب الاصطناعي كان له الأثر على سير المباراة.
تم إضافة سبعة دقائق (7) كوقت بدل الضائع، فقد انتهت المباراة بالتعادل بين الفريقين (2-2). بعد أن باتت المباراة هتشوكية، حيث سجل الطاس هدفه الثاني، ثم تلاه هدف تعادل مريح من الكوديم.
وفي الأخير استعرض عليكم ما ورد في بلاغ مديرية الأمن:
وفي بلاغ لمديرية الأمن الوطني فقد أسفرت عمليات حفظ النظام التي باشرتها مصالح ولاية أمن الدار البيضاء لمواجهة أعمال الشغب الرياضي التي تورط فيها أنصار فريق النادي المكناسي، زوال اليوم الثلاثاء 2 ماي الجاري، عن توقيف 170 شخصا يشتبه في تورطهم في إلحاق خسائر مادية بممتلكات عامة وخاصة وتعريض موظفين عموميين للعنف بمناسبة مزاولتهم لمهامهم.
وحسب بلاغ لمديرية الأمن، فتشير المعلومات الأولية للبحث، فقد تعمد حوالي 2500 من أنصار النادي المكناسي الالتحاق بملعب العربي الزاولي الذي يحتضن مباراة فريقهم ضد الاتحاد البيضاوي، رغم القرار القاضي بإجراء المباراة بدون جمهور، قبل أن يعمد عدد كبير منهم إلى إحداث أعمال الشغب والعنف ورشق عناصر القوات العمومية وممتلكات المواطنين بالحجارة.
وقد نتج عن أعمال الشغب هذه، كحصيلة أولية، تسجيل خسائر مادية بعشر سيارات خاصة، وحافلة للنقل الحضري ومركبة للأمن الوطني، فضلا عن إصابة أربعة شرطيين وعنصر من القوات المساعدة بجروح متفاوتة الخطورة.
وقد تم فتح بحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد درجة ومستوى تورط كل واحد من الأشخاص الموقوفين في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، كما تتواصل التدخلات الأمنية بغرض تشخيص وتوقيف جميع المساهمين والمشاركين في أفعال الشغب المرتكبة، وكذا حصر كافة الخسائر والإصابات الناجمة عن هذه الأفعال الإجرامية.
عن موقع: فاس نيوز ميديا