متابعة للشأن المحلي بمكناس محسن الأكرمين.
من حسنات نقاط دورة ماي العادية، أنها أتت بمسودة برنامج عمل جماعة مكناس (2022/2027) الأولية لأجل المناقشة والمصادقة، وإتمام بناء النسق الديمقراطي (113/14)، وبعدها حتما قد يتم ترتيبه وتَرْشِيفُه، ويبقى التدبير للمشاكل والورق الطابع السائد في العمل اليومي. من حسنات هذه الدورة أنها تُعيد حقن صبيب النقاش السياسي بمكناس بعد نسيان (أين نسير في مجلس جماعة مكناس؟)، وتُزكي (البوليميك) والسجال القائم في السر والعلانية، والذي يشاع أنه انتقل بمكناس (إبان التحضير والافتتاح) للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب 2023، من صيغة (البلوكاج) نحو سياسة (السابوتاج) ولا نعلم سرَّ النيات!! برنامج عمل جماعة طال انتظاره، وبدا خارجا عن الزمن القانوني لعرضه على المناقشة والمصادقة، ولا ندري حتى قيمته المالية (مكتب الدراسات) الموازية.
برنامج عمل يبدو من الوصف الخارجي، أنه لا يحمل حتى الإخراج الجمالي في التصميم والجدولة والهندسة الفنية. لا يحمل حتى المصطلحات الحديثة في صياغة الاستراتيجيات ودراسة الجدوى من أقطاب الرؤى والتخطيط المستقبلي للمدينة الذكية. برنامج عمل وأنت تتصفحه تجده يُكِثر من الإطناب والإقحام، حتى تضيع عن المتتبع حقيقة الجواب عن سؤال: ماذا تريد مكناس من برنامج عمل (2022/2027) في رؤية التنمية؟ نعم ما يزيد عن ثلثي الورق الصقيل يحمل مجموعة من الصور ذات المساحات الكبيرة، والتي لا تعتمد حتى على أبعاد القراءة السيميائية الدالة.
برنامج عمل تغيب عنه صفة النفعية لعموم المدينة (الالتقائية)، ويدخل فيه غياب شق التشاركية غير المحصنة بالتعاقدات (معا نستطيع إنجاز الكثير)، برنامج يحمل التنافر بين مجموعة من الأطراف المتداخلة، وغير الممكنة في صناعة التوليفة التنموية التعادلية (الدولة/ الجهة/ الجماعة/ الشركاء…) ،حيث تغيب عنه البساطة والواقعية و(البراغماتية) بترتيب الأولويات وتصنيفها بالضبط، ويركب على حلم (عُودْ) القصب وجري بيه، ومن جانبنا نقول: مبروك العَوْدُ !!
فإذا ما نظفنا كتيب برنامج عمل الجماعة بالنفض والتبييض نحصل على (طَزِّينَة) من الأوراق الخفيفة التي ترتب عمل الجماعة مكناس بالبيان والتبيين، وتنقشع الغمامة التقويمية.
نعم، بالموازاة مع هذه المسودة من برنامج عمل الجماعة (2022/2027)،غير المستوفية للقيمة العلمية والدراسات المستقبلية، ولا حتى التكهنات الحسابية الصادقة، فإن هذا البرنامج يبقى عبارة عن صياغة مسودة إنشاء سيعرض على المصادقة جملة وتفصيلا، في حين لا بد من قراءة متأنية له، واستحضار إمكانية إعادة هذه المسودة (الأولية) من البرنامج نحو اللجان الدائمة والفرعية بالمجلس، لأجل تعميق النقاش فيه وإجراء التحيينات الممكنة، وإسقاط كل الاقتحامات التي تحمل (أنا) المتكلم بضمير الغائب/ الحاضر. يمكن عدم المصادقة عليه في هذه الصيغة الأولى، مهما كانت التحالفات التي (تثقب) الاتفاق بمجلس جماعة مكناس، وتقول: (أوامر عليا).
فبالمقارنة مع برنامج عمل عهد (لَمْعلَمْ لَكْبِير) عبد الله بوانو، يتضح الفرق في الفواصل المالية والتقديرات والتصورات الكبرى والكلية. حقيقة إذا ما تم التصويت على هذه المسودة الأولية من برنامج عمل الجماعة (2022/2027) بالإجماع والتصفيق دون احتساب الرافضين والمعارضين، أُقْسم أن (الماتش) مثقوب، وبات الخروج عن المنهجية الديمقراطية سيد قرارات مجلس جماعة مكناس.
عن موقع: فاس نيوز ميديا