تداول رواد تطبيق التراسل الفوري “واتساب”، اليوم الأربعاء 31 ماي 2023، رسالة مفتوحة لأساتذة باحثين وأطر جامعية وتربوية موجهة لوزير التعليم العالي و البحث العلمي و الإبتكار “عبد اللطيف ميراوي” ، حول حال الجامعة المغربية في عهده.
و تتضمن هذه الرسالة المفتوحة المرفوقة أدناه، اتهامات خطيرة مُوجهة لوزير التعليم العالي.
إليكم نص الرسالة كما توصلت بها فاس نيوز بدون تصرف :
رسالة مفتوحة إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار :
ارتئينا، كأساتذة باحثين وأطر جامعية وتربوية، أن نوجه إليكم هذه الرسالة المقتضبة عن حال قطاع، ظننا، بالخطأ، من منطلق المواقع التي شغلتموها سلفاً داخل الجامعة العمومية المغربية والمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي واللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، أنكم ستساهمون إيجاباً، بفكر موضوعي، أساسه التجرد العلمي، في الرقي والارتقاء به، نقداً وانتقاداً، بناءً وتنبُّؤاً، حتى يواكب تطلعات ملكية وتوجيهات سامية عزيزة علينا ومناظير استشرافية صاغها ذات المجلس واللجنة اللذين سقطتم فيهما سهواً وبعدهما في حكومة ما اصطلح عليها ب”الكفاءات”.
اسمحوا لنا، سيدي الوزير، أن نجاهركم، وإلاّ، لأننا مدركون حق الإدراك ضيق صدركم وضعف حجتكم، سنجادلكم ونجابهكم في ما كنتم فيه مؤَمَّنون، أمام الملك والشعب، على الرغم من احترافكم فن المراوغة والتمويه وفنون أخرى غير التي ألفها مجتمعنا المعرفي، يعني الحقيقة، بالدليل، وحتى إن لم تكن مطلقةً .. سنواجهكم بنقيض شعاراتكم التي تأكد للجميع مقاصدها ونواياكم فيها، إذ اجتمع الكل، أو، على الأقل، الجل في وصفها بالمنفعية والربحية، قوامها الحزبية والقبلية والعشيرة والمذهبية الضيقة، بالإضافة إلى طبعكم الانتقامي والمزاجي والتكبري والاستعلائي، والتي لن تكون حتماً إلاّ تخريبيةً ورجعيةً ومجانبةً للعقل والصواب.
لقد تبين لنا، للأسف، منذ الوهلة الأولى، المسار الذي جئتم مدافعين عنه، تصنعاً وتملقاً، خدمةً لمن هم أصبحتم، في غفلة من أمرهم، من جلدتهم، رغم أنفهم، والذي قطعاً لن نقبل به سبيلاً؛ لقد تأكدت لنا، بعد ذلك، خططكم الممنهجة في تنزيل مخطط إقبار الجامعة المغربية بتاريخها ومكتسباتها وبأساتذتها وطلبتها، حتى ألغيتم مناصب مالية للأساتذة الباحثين مدرجة في الميزانية الفرعية للقطاع وأعدمتم إخراج مسالك وأنماط بيداغوجية لا تواكب فلسفة بلدكم الآخر، مقابل عمولات تحصلتم عليها بوثائق ثبوتية لن تستطيعوا نكرانها، للدفاع عن مخططاته الاستئصالية والتجزيئية، واعترضتم على نشأة مؤسسات جامعية، باعتماداتها الميزانياتية المخصصة والمصادق عليها دستورياً، كانت مبرمجةً قبل قدومكم، ومعها أحياء جامعية، حتى تضربوا، باسم مصطلحات دخيلة وأخرى خارجة عن سياقها، مفاهيم اللّمة الاجتماعية والعدالة المجالية، وأعطيتم، في المقابل، الأولوية في ذلك لأمين عام حزبكم ورئيس جهة تنوبون عنه في صفة شبح في مجلسها، دون غيرهما، وكأن الجامعة أضحت رهينة السياسة الانتخابية بحساباتها الضيقة وتكثلاتها الهجينة.
نسائلكم، معالي الوزير، كما تحبّون أن ينادوكم، ولو حتى نفاقاً، سعياً في العلا الذي لن تلامسوه حتماً يوماً لأنه غير مقرون لا بمنصب ولا بصفة، عن تراجعكم عن عدد من المشاريع والمراسيم والقوانين، بما فيها تلك التي صادق عليها عاهل البلاد في حضرة مجلسه، واستبدلمتوها بعرض ركيك جاءت به صديقتكم التي لا يخفى على أحد العلاقة التي تجمعكما منذ أن استقدمتموها خفيةً إلى مراكش، و”زوّقته” صديقتكم الأخرى التي جئتم بها خلسةً إلى الوزارة، قادمةً من وكالة تواصل مغمورة، فأعطيتموهما كل الصلاحيات لرسم ملامح مستقبل الجامعة وللتدخل في شؤون الوزارة وفي مسؤوليها وفي معطياتها ومنصاتها الرقمية، حتى اختُرقت من قبل “هاكرز” الجزائر، بفعل فعلة إحداهما، ومعها بيانات الطلبة الدقيقة، فاستدعيت من قبل الشرطة القضائية من أجل التحقيق معها لخطورة وحساسية الموضوع.
نسائلكم، أيها الوزير، عن قدر وشكل التدخل الذي فرضته هاتين الصديقتين “الحميمتين” في إعفاءات مسؤولي القطاع وتعويضهم بأصدقاء وأشقاء الصديقات وأمور أخرى صارت في علم الجميع، ونسائلكم أيضاً عن ظروف وملابسات تعيين كل من رأى النور في الإقليم الذي تنتمون إليه أو نشأ في رحاب جامعة ترأستموها يوماً، أو هما معاً في بعض الأحيان، مستلهمين في ذلك بخطب الكفاءة والشفافية والمصداقية التي لم تعد تطرب أحداً، لأنها مستفزة في الحقيقة، وربما، إن أُريد بها استصغار من ينصت إليها مكرهاً، فهي تنم عن مستواكم، الدنيء والمنحط للأسف، والذي لن يمس جامعتنا الوطنية قطّ، مهما هُيِّء لكم أو صورته لكم نرجسيتكم التي تدلنا عن نفسيتكم المهتزة.
سنة ونصف كانت كافية لكي يتعرف المغرب والمغاربة على أمثالكم ممن احترفوا الاحتيال المعرفي وسوقوا لمفاهيم، قيل أنها جديدة، مثل المهندس 5.0 والجامعة 4.0، فإذا بها سرقة أدبية موصوفة، وأسهبوا في الترويج لمغالطات الجيل الجديد من الدكاترة والتمكين وغيرهما للإيحاء دون استحياء.
لن تموهوننا بعد الحين بمصطلحات “الخردة” من قبيل “الشعبوية” و”التشويش” وما إلى ذلك من أجل الهروب إلى الأمام وتفادي الرد عن كوارثكم الموثقة وفضائعكم المقرفة، لأن ساعتكم، وإن لم تدق إلى حدود الساعة، فستدق حتماً يوماً وحينها ستدوم لساعات طوال.
لقد خذلتنا السياسة حتى صار أمثالكم يتحدثون باسم المبادئ والأخلاق والصدق والوفاء و”النية”، ركوباً على موجة الأمل التي ضخها المنتخب الوطني في نفوس المغاربة .. خذلتنا السياسة حتى صار أمثالكم يتطاولون على الأشراف والنزهاء وتناسيتم، ونحن لن ننسى، فضائح القاضي عياض المالية بالجملة التي وصل مداها إلى القضاء والفضائح الأخلاقية العديدة التي فرضتم التستر عليها وإلاّ أصاب من تجرأ على غير ذلك إعادة التوزيع خارج مراكش وفضائح تضارب المصالح وفضائح التزوير وفضائح إهدار المال العام الذي أضحى سائباً خلال عهدتكم، الجامعية والوزارية على حد سواء .. خذلتنا السياسة حتى صار أمثالكم يسب ويقذف المسؤول الجامعي، أمام صمت رهيب للنقابة ومكتبها الوطني الذي شلّت أطرافه رغم ضغط مكاتبها الجهوية والمحلية التي وعدت بنظام أساسي وزيادة في الأجور لن يرووا النور، كباقي رواياتكم المتهالكة .. خذلتنا السياسة حتى صار أمثالكم يبتز المناول ويحدد الأقساط مع المستثمر ويدعي جهراً، في ذات الوقت، الإصلاح ومحاربة الفساد .. خذلتنا السياسة حتى صار أمثالكم يبث وينشر ثقافة “الشيخات” بالجامعة التي ظلت محصنةً ولعقود من انزلاقات المنتسبين إليها من أمثالكم التافهين.
رجاءً ثم رجاءً، في انتظار أن تغادروا ومن معكم إلى مزبلة التاريخ، اتركوا الجامعة وشأنها وعودوا من حيث أتيتم، إلى بلدكم الآخر، ربما بلدكم الأول، فدافعوا وترافعوا كما شئتم عليه، إن هو قبل بكم وبأمثالكم المتآمرين.
وبما أنكم لا تؤمنون بلسان العدل وبآياته، وتتبجحون بالانفتاح إلى مستوى وقاحة الدعوة العلنية إلى إفطار الشهر المعظم، كما كنتم فاعلون بجامعة بيلفور وكما فعل رئيس ديوانكم داخل مكاتب الوزارة لسنتين متتاليتين وشرب سجائر وتناول الغداء أثناء أوقات الصيام والعمل، فعلينا أن نذكركم “إن الله يمهل ولا يهمل” أو، بالفرنسية التي تقدسونها:
Dieu donne un répit mais ne néglige jamais،
أو، بتعبير مبسط،
La roue tourne!
المصدر : فاس نيوز ميديا