محسن الأكرمين/ كاتب رأي
في أمسية يوم تثمين النتائج الرياضية المتميزة بالمدينة، المنظم من قبل عامل عمالة مكناس السيد عبد الغني الصبار، صرح رئيس فريق النادي المكناسي لكرة القدم خالد تعرابت أن ” الكوديم لا زالت لم تفارق بعد غرفة الإنعاش، وينبغي دعمها حتى في فترة نقاهتها بالقسم الاحترافي الثاني…”. فالرجل يعني ما يقوله في هذا التوصيف الدقيق، لأن سبع سنوات بقسم الهواة أنهك الفريق كليا.
نعم، فرئيس مكتب الكوديم على حق، فقد لا يكون صعود النادي المكناسي للقسم الاحترافي الثاني نهاية المهمة، بل هنالك المهمات الجديدة التي تكمن في ضمان مكتسبات الصعود بالتثمين والتثبيت. تكمن في البحث عن السبل الكفيلة في دوام الاستدامة المالية والمعنوية للمدينة والجماهير، تكمن في التدبير الحكيم للفريق والشفاف، تكمن في تسريع الدعم المؤسساتي، و كذا عبر تغيير مستقبل الكوديم من خلال خلق المبادرات الرائدة في الاستثمار الرياضي، وتحسين بنيات الاستقبال بشكل يضمن نوعا من التوازن المادي الاستقلالي للفريق، وسيولة المنخرطين الفاعلين.
يقول خالد تعرابت:” نعم، مكناس مدينة شغوفة بالرياضة، معبأة بكل جماهيرها لتشجيع الكوديم، مُعتزة أَيْنَمَا اعتزاز بما يحققه النادي من إنجازات تاريخية، فالرياضة بالمدينة لا تستجدي مِنَّا مكانة أو موقعا من الترف، بل إنها تفرض نفسها كدعامة للتمكين، وكرافعة للتجديد والتنمية “.
نعم، هي الحقيقة التي لا يجب تغافلها، فالكوديم تحتاج من اليوم لا غدا إلى الدعم المؤسساتي لخلق الهيكلة السبقية الموازية التي تفرضها قوانين الاحتراف. الكوديم، تحتاج إلى كل مكونات المدينة لضخ سيولة البداية على متسع البحث عن اللاعبين والانتدابات ذات المكانة، والفريق التقني الاحترافي. الكوديم، لازالت جريحة وتمر ضمن وضعية نقاهة، ولا يجب رفع يد الدعم عليها سواء منه المعنوي أو المادي.
فهنالك ثلاث موجهات أساسية لرؤية الفريق المستقبلية، ويتمثل الموجه الأول: في مناظرة إقليمية لكل فرقاء المدينة الاقتصاديين والمستثمرين ورجال الأعمال والسياسيين، والمؤسسات العمومية لأجل دراسة وضعية الفريق الشمولية، وتجديد الثقة في فرص إنجاح الفريق مع المكتب المسير، والتقليل من التهديدات والسلبيات الممكنة. مناظرة ليس لجمع المال والإحسان، بل تفوق هذا وذاك نحو احتضان مدينة لفريقها التاريخي (الدعم المهيكل)، والتعاقد مع النادي على عدة سنوات تحقيق الصعود، وتوفير السيولة المالية الكافية من خلال ميزانية تقديرية مضبوطة المداخل والمخارج، وبالمقارنة مع فرق شبيهة مع وضعية النادي كما صرح بذلك السيد العامل عبد الغني الصبار.
الموجه الثاني: من خلال تسطير برنامج ومخطط دقيق التمفصلات والمؤشرات، يُبيِّنُ الموارد الممكنة اعتمادها والمصاريف المتوقعة، والبحث عن الداعمين الأساسيين والمؤسساتيين، والتزام الفريق باحتلال الصفوف الخمسة الأولى، ولما لا المنافسة على الصعود، وهذا كله يستوجب طموح جماعي (عمومي) بالمدينة، لا ترك المكتب المسير ضمن معقوفتين (ينتظر مداخيل الجمهور، والدعم البيروقراطي الذي يأتي أو لا يأتي).
فيما الموجه الأخير والثالث: وهو الرؤية التشاؤمية المخيفة من عودة الانتكاسة الصحية للفريق، والتي لا نريد حصولها أبدا، وتتمثل في رفع المدينة بمكوناتها يد الدعم عن الفريق، وتعطل البحث عن الشريك التعاقدي أو المحتضن المستشهر، وكذا تأخير الدعم المؤسساتي الرسمي للفريق (مجلس جماعة مكناس/ مجلس المشور الستينية/ مجالس المدينة عامة/ الجهة…)، وترك الفريق بدون سيولة مالية أولية تُعتمدُ في استقطاب لاعبين من طينة (العطاشة) الشداد، والفريق التقني المتنوع بخبرة القسم الاحترافي الثاني.
عن موقع: فاس نيوز ميديا