متابعة محسن الأكرمين.
أعلن رئيس المحكمة الابتدائية بمكناس، والسيد وكيل الملك لديها، إلى السادة المحامين، ومساعدي القضاء، وعموم المواطنين والمتقاضين، أن تاريخ الشروع في العمل بمقر المحكمة الجديدة (بحمرية) بمكناس سيوافق يوم 19 يونيو 2023. وعليه فهذا الإعلان يعتبر إخبارا تواصليا وعمليا. ويوضح الإعلان أن كافة الجلسات والخدمات ستعقد وتقدم بمقر المحكمة الجديدة ابتداء من (19 يونيو 2023)، وأن كافة الإجراءات قد تم اتخاذها بكل سلاسة للانتقال إلى مقر المحكمة الجديدة، وجميع التدابير التشويرية من ترقيم قاعات الجلسات قد تم تدقيقها وفق جدول مفصل لهذه الغاية (مرفق بالإعلان)، مع تواجد المساعدة البشرية بعين المكان يوم بداية الاشتغال الإداري بهذا المرفق العمومي.
فإذا كانت المحكمة الابتدائية القديمة تقع في منطقة من التراث العتيق بمكناس ساحة (لالة عودة)، بمنطقة تحمل عبق التاريخ والمجد السلطاني، فإن المحكمة الجديدة تُزاوجُ بين رؤية الإطلالة الخلفية (الغربية) على مكونات المدينة العتيقة بشموليتها، ومن جانب البوابة الرسمية (الشرقية) على مكونات الساحة الإدارية (المدينة الكولونيالية).
محكمة جديدة بحق البناية الإدارية، تحمل كل سمات التجديد والحفاظ على أثر المعمار المغربي، وكذا الهندسة المعمارية الأنيقة الذكية، ويمكن تصنيفها رمزا من التحف الفنية والإدارية بمكناس (يوازي مركب الأوقاف)، فهي تشبه بكثير المركب القضائي (المصغر) من خلال تموضعات الأجنحة وقاعات الجلسات (6) والمكاتب، وقبو الاحتياط والحراسة الأمنية.
فبين الحداثة والتجديد، والحمولة الثقافية المعمارية المغربية التقليدية، تبدو المحكمة الابتدائية الجديدة شاهدة على أنفة الشموخ الهندسي والفني والمعماري. فبداخل فضاءات المحكمة نقش (بلدي) و(عصري) على الخشب يُزنُ قاعات التقاضي، والممرات الكبرى في عليتها، مجموعة من (الثريات) الكلاسيكية زادت السقف جمالا وأناقة. فيما تتوزع الممرات بشكل تناسقي وهندسي يراعي الانسيابية والتدفق، وذلك عبر محاور وسلاليم متنوعة، وحتى خطة تدبير المخاطر كيفما كان نوعها، فالمحكمة تتوفر على مسالك ومخارج الإغاثة وآلات التحكم والإنقاذ وتدفق التهوية والإطفاء، وإفراغ المحكمة في أقل وقت ممكن.
نعم، غير ما مرة، قلنا بأن الهندسة المعمارية فن وإبداع، وبالمحكمة الابتدائية الجديدة تبدو معالم الجمالية حاضرة. غير ما مرة، قلنا بأن مقاولات البناء والأشغال يجب أن تكون لها الخبرة والتجربة لإبداع التحفة الفنية المعمارية، بمنتهى الدقة والتفاصيل الصغرى، فبالمحكمة الجديدة اجتمعت الدقة والجودة والمقاولة المواطنة، فَنِعْمَ العمل والإخراج النهائي الفني. فمن خلال المشاهدات الوصفية الأولية، تتضح لمسة المقاولة الحامل للمشروع في التنزيل الجيد، تتضح العلاقة المتينة بين رؤية المهندس المعماري ومكتب الدراسة والمقاول برؤية التناغم والتناسق البنائي في تنزيل تلك الجزئيات باحترام المعايير والجودة، وصناعة تحفة فنية لا بناية وكفى.
نعم، محكمة تحمل رؤية الاندماج مع الوسط البيئي (تجهيزات التسخين والطاقة النظيفة)، تحمل التناسق بين الحداثة والتقليدانية، تحمل تفتن التنميقات الهندسية ولمسات (المعلم ) المغربي من المهندس للمقاولة، لأصغر مستخدم في المشروع. بتاريخ 19 يونيو 2023، بالمحكمة الابتدائية الجديدة سيكون التقاضي ميسرا، ستكون الخدمات الإدارية منظمة وتحمل لمسة الذكاء الإداري، وسرعة الأداء النوعي.
من الأخبار المتداولة، والتي تم استحسانها أن محكمة الأسرة سيتم ترحيلها من (حمرية قبالة مقر عمالة مكناس) إلى المحكمة القديمة (بلالة عودة) لتصبح محكمة الأسرة، وبهذا سيتم يتم الإبقاء على مجموعة من الخدمات ذات الصلة بالتقاضي في محيط المحكمة الابتدائية القديمة (بلالة عودة) التاريخية.
عن موقع: فاس نيوز ميديا