بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، برسالة إلى المشاركين في المؤتمر البرلماني الدولي حول “حوار الأديان: لنتعاون من أجل مستقبل مشترك”، الذي انطلق اليوم الثلاثاء في مدينة مراكش.
وأعرب جلالته في الرسالة التي تلاها نيابة عنه رئيس البرلمان رشيد الطالبي العلمي عن أسفه لاستمرار حوادث العنف والاضطهاد والقتل بسبب العقيدة الدينية أو المذهبية، ولتحول العداء للأديان إلى مادة مفضلة لبعض الأطراف في الساحة السياسية.
وأعرب أيضًا عن أسفه لتحول منابر النقاش العام وبعض وسائل الإعلام إلى أماكن تُلقَى فيها اللوم على الآخر بسبب الدين أو اللون أو الأصل، مما يهدد وعي الناس وثقافتهم ويؤثر على توجه الرأي العام. وأشار إلى أن التاريخ العالمي يحفظ ذاكرة الإبادة الجماعية والحروب المدمرة التي انبثقت من خطابات وأيديولوجيات التعصب الديني أو الطائفي أو العرقي.
وأكد جلالته أن هذه المؤشرات تشير إلى مستقبل سلبي للعلاقات بين الأديان والحضارات، وتتطلب تعبئة كل الجهود المؤمنة بالمساواة بين الديانات والحضارات وبين أبناء الإنسان، لعكس هذه المعادلة واعتماد سياسات توقف هذا التراجع الخطير في الوعي البشري.
وأضاف قائلاً: “لا شك أن المؤسسات التي يمثلها المشاركون في هذا المؤتمر تقوم بدور نبيل في سبيل التفاهم والتسامح والتعايش، من خلال العمل المؤسساتي والتوعوي والتربوي. فالتعصب ليس جزءًا من الأديان أو الكتب الدينية، بل هو نتيجة للمصالح التي يكتمل بها التعصب. ولا يوجد دليل أو كلام يؤيد تعظيم وحدة الأديان كما يقول الله تعالى: ‘قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ’ (البقرة الآية 136)”.
عن موقع: فاس نيوز ميديا