‘يفغيني بريغوجين’ مؤسس شركة “فاغنر” شبه العسكرية.. من الطباخ المفضل لبوتين إلى متمرد عدو القيادات العسكرية

وكالات:

يتمتع يفغيني بريغوجين، مؤسس شركة “فاغنر” شبه العسكرية، بشخصية معروفة، ولكن سيرته المليئة بالمفارقات والتحولات أدت في النهاية إلى تسميته بالتمرد والخيانة، وربما تنتهي الأمور به إلى نهاية مؤسفة.

ولد بريغوجين في لينينغراد في يونيو 1961، حيث تلقى تعليمه في مدرسة داخلية مختصة في ألعاب القوى وشارك في رياضة التزلج الريفي على الثلج. والده وزوج أمه من أصل روسي يهودي، بينما والدته من أصل روسي عرقي.

إلا أنه في عام 1981، أدين بالسجن لمدة 12 سنة بتهمة السرقة والاحتيال واستخدام الشباب في جرائمه. أمضى تسع سنوات من هذه العقوبة قبل أن يتم الإفراج عنه. بعد خروجه من السجن في عام 1990، دخل بريغوجين عالم الأعمال عن طريق بدء محل صغير لبيع الشطائر، ومن ثم تطورت نشاطاته التجارية لتشمل سلسلة من السوبرماركت والمطاعم. أصبح مطعمه الفاخر المعروف باسم “نيو آيلاند”، الواقع على واجهة البحر في سان بطرسبرغ، واحدًا من المطاعم المفضلة للرئيس فلاديمير بوتين والشخصيات البارزة الأخرى.

التقى الرئيس الروسي بالشاب الطموح بريغوجين وأعجب به، وقرر منحه عقودًا حكومية مربحة لتموين مدارس روسيا والسجون والجيش بوجبات الطعام. تقدر قيمة العقد العسكري الواحد بأكثر من مليار دولار. أصبح بريغوجين بعدها معروفًا بلقب “طباخ بوتين”.

بدأت سمعته العسكرية تتحسن خلال أحداث التوتر في شرق أوكرانيا في صيف عام 2014. حضر اجتماعًا لكبار المسؤولين الروس في وزارة الدفاع على ضفاف نهر موسكو، حيث التقوا بريغوجين، الذي كان مسؤولًا عن عقود توريد الطعام للجيش. في ذلك الاجتماع، تقدم بطلب غريب إلى وزارة الدفاع، يطلب فيه تخصيص أرض لتدريب “متطوعين” غير مرتبطين رسميًا بالجيش الروسي ويمكن استخدامهم في مهام حربية. منذ ذلك الوقت، اكتسب بريغوجين شهرة واسعة بين قادة الجيش، على الرغم من عدم كونه محبوبًا في كثير من الأحيان. يصفه أحد رجال الأعمال الروس الذي يعرفه منذ التسعينيات بأنه شخص نشيط وموهوب، لكنه عنيد ولا يستسلم أبدًا حتى يحقق أهدافه. بعض المعارف أكدوا أنه شخص صارم، لم يكن يسعى فقط للمال والسلطة، على الرغم من تحقيقه لكلاهما على مدار مسيرته، بل كان يتحرك بدافع الإثارة والاعتقاد بأنه يحارب النخبة الفاسدة نيابة عن الشعب العادي، بالإضافة إلى رغبته في هزيمة منافسيه، وفقًا لشهادات الأشخاص المحيطين به.

على مر السنين، تصادم بريغوجين مع العديد من الأعداء، بدءًا من رجال الأعمال وشركاء الأعمال السابقين، وصولاً إلى الجنرالات في الجيش الذين هاجمهم بشكل متكرر لكونهم مجرد مسؤولين يعملون في مكاتبهم، وكبار المسؤولين الأمنيين الذين يخشون أن يكون لديه طموحات سياسية.

عن موقع: فاس نيوز ميديا