اللبؤات يمكن أن ينهزمن في معركة، لكن لن يخسرن الحرب قط؛
اللبؤات انهزمن أمام ألمانيا، هزيمة البدايات، فلكل داخل دهشة…
الشامتون والشامتات، المتنمرون والمتنمرات…أطلقوا العنان لكل بذيء، لكل مشتقات الفشل ومرادفاته…
لكن اللبؤات أجبن في الوغى، غير عابئات بكل ما ذُكر، وارتقين سلم النجاح في محطتين حاسمتين…
تأهلت اللبؤات إلى الدور الموالي، هل تنبأ أحد بذلك…لا…هل صاح أحدهم بذلك ولو هزلا…لا…
يا للمفاجأة، أن تتناغم اللبؤات مع خطاب جلالة الملك أياما قليلة على إلقائه…الجد، العزيمة، الإصرار…
يا للمفاجأة أن تمثل المملكة تمثيلا مشرفا آخر بعد “ملحمة قطر”…
لكن ما الذي سيغنيه “رضوان” بالمناسبة، وهو الذي اختزل المغاربة في ” سبوعة ورجالة “…فماذا عن النساء اللبؤات…
اللبؤات صنعن معجزة متكاملة…فريق يشكل بين عشية وضحاها…يصل إلى نهائي كأس افريقيا، ويصل إلى كأس العالم، وكل ذلك بالمناسبة لأول مرة…ويريد أن تكون زيارته لأستراليا ليس لمجرد رؤية “الكونغورو”، ولكن لتحقيق الإنجازات، وصناعة التاريخ، وكتابة مجد تليد…
القدر…أو القرعة، وضعت أمام اللبؤات “دجاج فرنسا”، بعدما وضعت، بالأمس، الأسود في مواجهة “الديكة” في مرحلة نصف النهاية…
أصحاب النظارات السوداء، يبخسون الإنجاز، ويقولون بأن الطائرة التي ستقل اللبؤات تستعد من الآن، فلا أمل مع دجاج فرنسا…
فنجيب، الكلام نفسه، سمعناه قبل المونديال…لا أمل في مجموعة اللبؤات…ففيها ألمانيا وصيفة البطل، وكوريا وكولومبيا يسبقان اللبؤات في التصنيف الدولي بدرجات كبيرة…
لماذا لا نُعود أنفسنا على الحلم…لقد قالها وليد الركراكي ذات مرة وبدارجته المغربية الخاصة، وجاء جلالة الملك لكي يعتبر الجد والثقة والروح الوطنية، التوليفة السحرية القادرة على رفع وتجاوز كل التحديات المطروحة…وإذا كان البعض لم يستوعب الدرس، درس “ملحمة قطر”، واعتبره قوس وانتهى، فإن اللبؤات يذكرنه بأن ذلك ليس قوسا، ولكن نتيجة عمل ومثابرة وإيمان ومشروع طموح، وفوق كل ذلك، روح وطنية فياضة، متدفقة، ترنو إلى العلياء…
شكرا لبؤات الأطلس، وهنيئا لنا بكعبكن العالي، الذي يرقص على أنغام ملحمة جديدة، ترانيمها تنطلق من أستراليا، ليصل عذب صداها الكون كله…فشكرا لكن…
بقلم : د. حنان أتركين
المصدر : فاس نيوز ميديا