في خطوة هامة نحو تحقيق مشروع خط أنابيب الغاز العملاق الذي سيمتد من نيجيريا إلى المغرب، والذي يهدف إلى ربط القارة الإفريقية بأوروبا، تم الإعلان عن دخوله مرحلة جديدة وحيوية. يتعلق الأمر بالدراسات التفصيلية للمشروع على المستويين الهندسي والتقني، وذلك استعدادًا لاتخاذ القرار النهائي بشأن الاستثمار والتنفيذ الفعلي في عام 2024.
هذا المشروع الطموح، الذي سيمتد خلال المغرب بتمريره عبر المدن الداخلة في الجنوب ووصولًا إلى بوزان، حيث سيتلاقى مع الخط المغاربي، يأتي بمبادرة من المكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن. وقد تم تكليف مجموعتين اقتصاديتين دوليتين بتنفيذ المرحلة الثانية من المشروع. تقوم الشركة الألمانية “Intecsea / Worley” بإجراء الدراسات الفنية، في حين تساهم الشركة الأسترالية “ILF / Doris” في إدارة المشروع.
يشهد هذا المشروع تطورات سريعة وجديدة، مع توجيه الدولتين نظراتهما نحو الاستفادة المثلى من ثروات الغاز النيجيري وتصديره إلى أوروبا عبر المغرب. وبعد مضي 6 سنوات من دراسة الجوانب المختلفة للمشروع، يبدو أنه قد اقترب من الحقيقة، مما يفتح أفاقًا واعدة للاقتصاديات غرب أفريقيا وأوروبا.
يأتي هذا المشروع ليلبي حاجة دول القارة الأفريقية وأوروبا للتحول نحو مصادر الغاز البديلة، وذلك عقب التوترات الجيوسياسية التي نجمت عن الصراع بين روسيا وأوكرانيا. تبلغ طول خط الأنابيب المزمع أكثر من 5600 كيلومتر، مما سيجعله أكبر خط أنابيب بحري في العالم عند اكتماله.
من المخطط أن يمتد هذا المشروع كامتداد لخط الأنابيب الحالي في غرب أفريقيا، الذي يمتد من نيجيريا عبر بنين وتوغو وغانا، قبل أن يتصل بالمغرب، ليصبح محورًا لنقل الغاز إلى أوروبا. سيمر هذا الأنبوب المهم عبر 13 دولة إفريقية، قبل أن يصل إلى أنبوب الغاز المغربي وبالتالي إلى أوروبا. تجدر الإشارة إلى أن الجزائر قد أوقفت مشروع أنبوب غاز المغرب العربي وأوروبا من جانبها في أكتوبر 2021.
عن موقع: فاس نيوز ميديا